(الشارقة) - تساعد سارة سالم مجموعة من الصغيرات على إعداد وجبات خفيفة وأطباق شهية تشمل السندويتشات والحلويات والسلطات، متحديات قيود وعوامل العمر والخبرة، لتتهيأ كل منهن لممارسة دورها كربة بيت مستقبلاً، تلك المجموعة تشكل مشهدا جميلا يصادف زوار مهرجان القصباء للمأكولات في نسخته السابعة، ضمن فعالية «الطاهي الصغير»؛ حيث تفترش ضفتي القناة أركان مختلفة لطهي الطعام، ولتنتشر روائح زكية تفوح من القدور والأفران، يختلط فيها عبير الهيل والزعفران، بنكهات الحلويات والموالح، مستقبلة جموع القادمين بالتهليل والترحاب. إلى ذلك، يقول مدير القصباء سلطان الشطاف «إلى جانب فعالياتنا المختلفة في مجالات الطهي العالمي، وتركيزنا على الإبداع الإماراتي في المأكولات الشعبية والتراثية، خصصنا للطفل دورا محوريا في هذه الدورة لنجذبه للمشاركة بجملة من الأنشطة التي تمتعه، وتثير لديه الفضول، ولتكون هي الأخرى نافذة نطل بها على جمهور الصغار وبأسلوب شائق، حيث تصبح لديهم حصتهم العادلة من المشاركة والاستمتاع، من خلال ورش عمل حية تبث فيهم الحماس والمرح، وتعلمهم بعضا من أبجديات تحضير الطعام»، مضيفا أن لهذا النشاط فوائد أخرى، كونه يكسب الأطفال الثقة بالنفس، ويعودهم على التواصل مع الآخرين. وتحت عنوان «الطاهي الصغير»، نظم المهرجان ركنا خاصا بالأطفال فقط، يتشارك فيه البنات والأولاد على حد سواء، وبإشراف «شيف» عالمي مختلف في كل مرة، حيث يتم مسبقا تسجيل واختيار فريق محدد من الصغار، ليتحول كل واحد منهم لطاه صغير، يقوم مع مجموعته بتحضير وجبة خفيفة أمام الحضور. في السياق ذاته، تقول رئيس فعاليات القصباء خلود الجنيبي «في إطار مرح من الحماسة والإثارة الممزوجة بالمتعة، وبعدد من الورش العملية المباشرة التي أسهمت فيها مجموعات من الصغار، استعرضنا أساليب مختلفة لتحضير الوجبات الخفيفة، كسلطة الفواكه، وتزيين الكيك بالكريما، وإعداد السندويتشات بأنواعها»، مضيفة «الهدف من الفعالية تشجيع الأطفال على الاعتماد على النفس، وتعويدهم على أجواء المطبخ وأدواته، ليتمكنوا من استخدامها بشكل آمن، بالإضافة إلى تعريفهم بفوائد تناول الأطعمة الصحية والإكثار من شرب السوائل، مع الابتعاد عن المأكولات الدسمة والوجبات السريعة». واستقطب ركن «الطاهي الصغير» بما يقدمه من فقرات تفاعلية مع الحاضرين اهتمام العائلات والأطفال على حد سواء، حيث تحلقت حوله مجموعات كبيرة من الأهالي والأفراد، مشجعين أبناءهم على الانخراط في الفعالية بحماس، ومنهم الزائرة أسيل ابراهيم التي تقول «حضرت لزيارة مهرجان القصباء مع أولادي الصغار، وأعجبت كثيرا بفقرة «ركن الطاهي الصغير»، كونها تتيح الفرصة أمام الفتيات والفتيان لتجربة الطهو وإعداد وجبة طعام، وتعلمهم الطرق الآمنة في التعامل مع الأدوات المطبخية الحادة وحرارة النار والفرن، ليستثمروا هذه الخبرة الجديدة مستقبلا في البيت، ويمدوا يد المساعدة للأم، فيعتمدوا قليلا على أنفسهم في تحضير بعض الأطباق السهلة والسندويتشات الخفيفة، ما يفرحني كأم ويخفف عني بعض الأعباء المنزلية». وتوافقها الرأي أم عمر، مبدية استمتاعها الكبير مع ابنتيها في فعاليات المهرجان، وتلك الفقرات المخصصة لإمتاع الأطفال، ومنها ركن المزرعة والعرض الحي لأنواع الخضراوات والفواكه الطازجة، وتعداد فضائل تناولها وفوائدها الغذائية والصحية، بالإضافة لعروض حيوانات المزرعة الأليفة التابعة لـ «إسطبلات التميمي»، مشيرة إلى الجوانب الاجتماعية والطاقات الإبداعية التي يفتحها هذا النوع من المهرجانات الجماهيرية للأهالي والسكان، حيث تعكس المأكولات والأطباق الشعبية جزءاً كبيراً من ثقافات الشعوب وسماتهم الإنسانية والحضارية.