العين (الاتحاد) - على أنغام موسيقى مهرجان “ووماد أبوظبي 2011 “ العالمية سهر جمهور العين حتى ساعة متأخرة على مسرحي قلعة الجاهلي الأثرية وذلك يومي الخميس والجمعة الفائتين. فما إن دقت عقارب الساعة السابعة مساء حتى بدأ الشباب المهووسون بعالم الموسيقى يتزاحمون على بوابة القلعة ولديهم رغبة في رؤية وسماع ما اعتادوا على سماعه عبر شاشة التلفاز أو أشرطة الكاسيت بشكل مباشر دون أن تحده فواصل أو حواجز فهذه الليلة لا تعوض بالنسبة لهم أما العوائل فكانوا يدخلون بشغف مع أطفالهم ليكتشفوا ما يخبئ لهم المهرجان من الفعاليات التي ستحتفي بهم وبأطفالهم معاً. ووسط أجواء ربيعية تهب فيها نسمات هواء عليلة منعشة بين الفينة والأخرى وأضواء مثيرة ملونة انسدلت على جدران القلعة منبعثة من مسرح القلعة الرئيسي ومسرح الحديقة عكست صورة التناغم بين روح الأصالة والتراث والحداثة إلى أقصى الحدود تماما كتلك المعزوفات والأغاني التي صدحت بها الفرق الموسيقية العالمية على اختلاف مسمياتها ومنابتها فقد حاولت أن تمزج بين تراثها وفلكلورها الشعبي وما استطاعت أن تسلتهمه من الحضارات الأخرى وأعادت صياغته بروحها وثقافتها الخاصة وما تتمناه للعالم من راحة وأمان واستقرار، ولا تنسى نصيب الدولة المضيفة الامارات من رسائل الامتنان والشكر عبر التغني بحضارتها وعراقتها وفضل شيوخها في ذلك كله. ومن بين هذه الفرق الموسيقية العالمية التي شهدت تفاعلاً كبيراً من الجمهور عبر تركه للمدرج وجلوسه على الأرض أمام المسرح مباشرة فرقة “خيرا أربي” القادمة من مالي الإفريقية، المكونة من 4 شباب وامرأتين إحداهما قادت الفرقة بغنائها والأخرى بالرقص الفلكلوري، أما الشباب فقد رقصوا وعزفوا على آلات مختلفة مثل القيثار والطبول وآلة أخرى تراثية خاصة بهم دائرية مجوفة تشبه الوعاء تقلب ويدق عليها باستخدام قطع خشبية تلصق في باطن الكف وتصدر إيقاعات وأصواتاً مميزة عن الطبل العادي أما لباسهم فكان يجمع بين التراث والعصرية حيث ارتدت قائدة الفرقة ومغنيتها أربي جلابية بيضاء علقت في صدرها وعلى رأسها حلياً يبدو أنها مالية تقليدية وكذلك المرأة الأخرى التي ارتدت لباساً محتشماً عبارة عن جلابية ملونة وكانت ترقص مع شاب تلثم بوشاح أسود رقصاً فلكلورياً شهيراً في ثقافتهم، أما بقية الشباب فقد عزفوا بانفعال على آلات حديثة ومنهم من ارتدى الجينز وآخر ارتدى زياً تراثياً مالياً خاصاً بالرجال. المغنية المبدعة أربي تملك حنجرة وصوتاً قوياً عبرت فيه عن فرحتها بقدومها للدولة وتغنت بالعديد من الأهازيج الدينية العربية والافريقية تكاد تكون استطاع لحنها الجميل جذب الكثيرين لسماعها دون ملل. وعلى مسرح الحديقة قدم الراقص ومدرب الرقص (ريبتون ليندسي) القادم من جمايكا على مدار يومين في كل منها ما يقارب الساعة من البهجة والمتعة على أنغام موسيقى الريجي والهيب الهوب، حيث بدأ ليندسي يعرف نفسه إلى الجمهور ويكسر الحاجز بينه وبينهم حيث كانوا يجلسون على العشب أمام المسرح مباشرة وينتظروه بلهفة وذلك بلغته الإنجليزية وضحكته وشخصيته المرحة خفيفة الظل وخاطبهم بأنه جاء من جامايكا ليعلمهم فن الرقص والأغرب من ذلك أن تجاوب الجمهور كباراً وصغاراً كان غير عادي فبعد أن أدى أغنيته الأولى يرقص بسلاسة ومرونة وسرعة صفق له الجمهور على إثرها وحمسهم عبر الطلب منهم أن يقفوا ويفعلوا مثلما يفعل فوقفت الغالبية وأدوا جميعاً حركات سهلة وجميلة تحرك عضلات الجسم وكأنها تمارس تمارين رياضية لكن على شكل رقص وموسيقى ولأن أسلوب ليندسي التعليمي جميل جدا فهو مدرب محترف ومؤلف أغان فقد صعد الجمهور إلى المسرح ورقص معه فكان المشهد مثيراً للدهشة وزاده بهاء ظلام الليل المخيم على المكان.