دبي (الاتحاد) جاءت قمة مباريات الجولة الـ21 لدوري الخليج العربي بين العين متصدر الدوري والأهلي حامل اللقب، لتجدد المواجهة بين الفريقين بعد أسبوع واحد من مباراة «السوبر» التي توج بلقبها فرقة الفرسان، وحفل اللقاء بالأحداث المثيرة لأنه جاء في توقيت حساس بالنسبة للفريقين، حيث كان «الزعيم» يسعى إلى الفوز للثأر من خسارة أول ألقاب الموسم، وانتزاع ثلاث نقاط ثمينة في سباق المنافسة على لقب الدوري وتأكيد أن ما حدث في مباراة السوبر كان مجرد عثرة لن تؤثر في مسيرة الفريق في هذا الموسم. أما الأهلي فكان منتشياً بالتتويج الذي أنقذ به موسمه ومثل دفعة معنوية مهمة للاعبين، حتى يكملوا الموسم بشكل أفضل ويقدموا المستوى الذي ينتظره الجمهور من فريق يملك نخبة من النجوم البارزين سواء المواطنين أو الأجانب، وسيطر الجانب التكتيكي على سير مجريات اللقاء، حيث سعى كل مدرب إلى تطبيق أفكاره الفنية لما تطلبته المباراة من مناورة وذكاء من الطرفين للتعامل مع مجريات اللقاء، وبالنسبة للعين دخل المواجهة بإصرار كبير على الفوز وحسم النقاط الثلاث، حيث لعب بطريقة المعتادة 4-2-3-1 والتي تتحول أحياناً إلى 4-1-2-3 في الحالة الهجومية وإلى 4-5-1 في الحالات الدفاعية، وبعد طرد سالمين خميس من جانب الأهلي لعب العين بطريقة 4-4-2 بانضمام كيمبو إلى جانب أسامواه جيان، وأمام الرغبة القوية في الفوز قام ميونج بأدوار هجومية أيضاً من خلال التقدم لمساندة الخطوط الأمامية، أما فريق الأهلي فلعب بتشكل دفاعي مبالغ فيه وكلف المدرب كوزمين لاعبيه بأدوار دفاعية حدت من خطورة الحمادي وخمينيز، وقلصت بشكل كبير من الجانب الهجومي للضيوف خلال الفترة الأولى من اللقاء. وظهر تفكير مدرب الأهلي واضحاً خلال بداية المباراة وهو إنهاء الشوط الأول بالتعادل ثم الاعتماد على بعض الأوراق الرابحة من البدلاء في الشوط الثاني إلا أن حساباته سقطت في الماء بطرد اللاعب سالمين خميس، وتلقى هدفاً في نهاية الفترة الأولى. وفي الشوط الثاني وجد كوزمين نفسه أمام حل وحيد، وهو اللعب الهجومي لتعويض ما يمكن تعويضه، لذلك تحرر لاعبو الأهلي من الضغوطات ولعبوا بتوازن بين الدفاع والهجوم ونجحوا في السيطرة على مجريات اللعب وصناعة العديد من الفرص المواتية للتسجيل، بفضل بروز إمكانات اللاعبين في الناحية الهجومية، ولعب الأهلي بعد الطرد بطريقة 4-4-1 بوجود أحمد خليل كراس حربة وساهمت عزيمة اللاعبين، ورغبتهم في التعويض في التغلب على النقص العددي وتقديم شوط ثان جيد. أما زلاتكو مدرب العين فاعتمد على إغلاق المنافذ وتأدية الأدوار الدفاعية نظراً لصعوبة المنافس والاستراتيجية المقبولة التي طبقها في هذه المباراة الحساسة بشعار «اخطف واهرب» لأن الهدف هو الظفر بالنقاط الثلاث مهما كانت ظروف اللقاء، ورفض بذلك زلاتكو المثالية في اللعب وركز على الطريقة الواقعية التي تؤهل فريقه للفوز، وحسم المواجهة لمصلحته لأنه لا مجال للحسابات الخاطئة في الأمتار الأخيرة من الدوري على اعتبار قوة الملاحقة، التي يلقاها الفريق من الجزيرة. وفي المقابل لم يوفق المدرب كوزمين في قراءة مجريات اللقاء بالطريقة الصحيحة، وبالغ في تكبيل لاعبيه في الفترة الأولى فحد من خطورة فريقه على الجانب الهجومي، وخسر لاعباً، واستقبل هدفاً وصعّب من مهمة عودة الفرسان في اللقاء، وبالتالي خسارة النقاط الثلاث. خلل «تكتيكي» يكشف معاناة «العميد» «فارس الغربية» يستعيد توازنه بالضغط والاندفاع دبي (الاتحاد) كشفت مباراة الظفرة والنصر المشكلة الفنية التي يعيشها «العميد» مع الشوط الثاني وتراجع مستواه وتدهور نتائجه بعد أن يكون متقدماً في الشوط الأول أداء ونتيجة، وبعد مباراة الجزيرة التي انهار خلالها الفريق في الشوط الثاني وتلقى رباعية كاملة، بعد أن كان فائزاً بهدف نظيف، تكرر الموقف أمام الظفرة ليتعادل في النتيجة بعد أن كان متقدماً خلال الفترة الأولى بهدفين نظيفين، وعلى الرغم من تفوق الأزرق في البداية بفضل حسن الانتشار والعمل الجماعي الذي أثمر عن الهدف الأول بمشاركة طارق أحمد وتوريه وعلي حسين، والاختراقات الناجحة، سواء على الأطراف أو العمق وتسجيل هدفين سريعين إلا أن الوضع اختلف تماماً في الشوط الثاني. وكشف العميد عن خلل تكتيكي في التعامل مع مجريات الفترة الثانية عندما تقهقر إلى الدفاع رغبة في الحفاظ على نتيجة التقدم، لكنه لا يقوم بمراقبة المنافس ولا يمارس ضغطاً على حامل الكرة ويترك المساحات شاغرة أمام الفريق الآخر، ولم يقدر الأزرق على مجاراة معطيات الشوط الثاني وتلقى هدفين وكاد أن يخسر اللقاء بعد الهجمة المواتية التي اتيحت للظفرة في الوقت بدل الضائع، وفي المقابل قدم فارس الغربية مستويين مختلفين في المباراة، حيث ظهر خلال الشوط الأول متأثراً بغياب نجمه ولاعب رأس الحربة ماكيتي ديوب ولم يقم سوى بمحاولات هجومية فردية عن طريق الخوري والقديوي، كما ظهرت مشاكل دفاعية كبيرة في الخط الخلفي بسبب إشراك محمد قاسم في مركز ظهير أيمن الأمر الذي جعل أغلب محاولات المنافس تتم عن طريق هذه الجهة. وخلال الشوط الثاني أطلق مدرب الظفرة العنان للاعبين وبفضل الضغط العالي والاندفاع الهجومي سيطر على مجريات اللعب وتسيد المباراة ولعب بطريقة 4-3-3، حيث نشطت الخطوط الأمامية وأحدثت خطورة سواء الخط الأمامي الذي يضم خوير والقديوي وهمام طارق أو الخط الذي يدعمهم ويتكون من عبد الرحيم وعبد السلام جمعة وخليل العلي، مما ساهم في بروز خطورة هجومية كبيرة أثمرت عن هدفين وكادت أن تقلب الطاولة على العميد. سوء حظ «الجوارح» يعيد «الصقور» إلى التحليق دبي (الاتحاد) تعرض الشباب في مباراته أمام الإمارات إلى «يوم سيء الحظ» لما شهده اللقاء من أحداث عكسية حالت دون تقديم فرقة «الجوارح» لحقيقة مستواه، وتسببت في تلقي خسارة موجعة سيكون لها انعكاس سلبي على مشوار الفريق في الدوري، وافتقد الشباب لاعبه حسن إبراهيم الذي يعد من مفاتيح الفريق في الارتكاز إلى جانب إرهاق حيدروف بعد مشاركته مع منتخب بلاده في ودية اليابان، مما ظهر واضحاً في تواضع أداء خط الوسط، خاصة وأن اختيارات المدرب كايو جونيور لم تكن موفقة بالتحديد في إشراك فيلانويفا كلاعب ارتكاز، وبالإضافة إلى طرد لاعبين فإن إلغاء الحكم لهدفين جعل الفريق يعيش يوماً غير عادي في مباراة غير متوقعة. وفي المقابل قدم فريق الإمارات مباراة كبيرة ولعب بتنظيم جيد واستفاد من مجريات اللقاء خاصة وأن الهدف المبكر الذي سجله عن طريق تصويبة بعيدة أراح اللاعبين ورفع من ثقتهم في أنفسهم لإكمال اللقاء بقوة، ويحسب لفريق «الصقور» أنه كلف اللاعب عبد الله علي باللعب أمام المدافعين لمقابلة اللاعب الذي يتواجد خلف رأس الحربة لدى فرقة الجوارح، وبالتالي قطع الكرات ومنعه من قيادة هجمات خطيرة، وركز على المساحات بين المدافعين ولاعبي الارتكاز وشكل من خلالها خطراً واضحاً في الانطلاقات والتوغلات. بوناميجو يتخلى عن قناعاته «عنترية» الشارقة تتحطم أمام الصبر التكتيكي لـ «الفهود» دبي (الاتحاد) حفلت مباراة الوصل والشارقة بالإثارة والتشويق، خاصة وأن المعطيات تغيرت من شوط إلى آخر، وفي الوقت الذي برزت فيه شخصية أصحاب الأرض وحفاظه على هدوئه ارتكب الضيوف بعض الأخطاء التكتيكية الفادحة، والتي تسببت في انقلاب الوضع وخسارة النقاط الثلاث. وعلى عكس ما يميز فريق الشارقة، الذي يحسن إغلاق المنافذ واللعب الدفاعي والتركيز على المرتدات السريعة، لم يستفد بوناميجو مدرب الفريق من الأسبقية التي حققها فريقه بإنهاء الشوط الأول متقدماً بهدف نظيف، وهاجم بـ«عنترية» متخلياً بذلك عن قناعاته وكأن الجهاز الفني انخدع في أداء فريقه أو في تقييم مستوى وإمكانيات المنافس، وبذلك حسبها بوناميجو خطأ عندما اندفع فريقه للهجوم بدلاً من اعتماد استراتيجية دفاعية وسمح بذلك للاعبي الوصل باستغلال المساحات، خاصة وأن فرقة الفهود تضم لاعبين مهاريين مثل فابيو دي ليما وكايو وأدرسون ومن ورائه ثلاثي الوسط المكون من هوجو ومحمد جمال وعبد الله محمد. ويحسب للوصل حفاظه على هدوئه في اللعب وعدم استعجاله في ردة الفعل وأظهر وعياً تكتيكياً عالياً في إدارة مجريات اللقاء وأظهر شخصية قوية ساهمت في حسن توظيف اللاعبين بشكل جيد وتسجيل هدفين كانا كفيلين بقلب الطاولة على المنافس وحسم الفوز. ولعب الوصل بطريقة 4-3-3 وتتغير أحياناً إلى 4-4-2، لكنه حافظ باستمرار على حضور ثلاثة لاعبين على الأقل في خط الوسط لاستغلال المساحات التي تركها المنافس، واستحق بذلك أصحاب الأرض الفوز لما أظهره الأصفر من تطور واضح في الأداء التكتيكي واكتمال شخصية الفريق بفضل ما أضافه المدرب كالديرون من لمسات خاصة. «الطويلة» تحول لقاء عجمان وبني ياس إلى «مباراة تنس» دبي (الاتحاد) في مباراة عجمان وبني ياس كان الرهان كبيراً بين الفريقين لأن كلا منهما معني بالنقاط الثلاث، فأصحاب الأرض كانوا أمام مطلب حتمي بالفوز للحفاظ على أمل البقاء، بينما كانت فرقة السماوي تبحث عن استعادة التوازن بعد خمس جولات من النتائج السلبية، وأبرز ما ميز أداء الفريقين هو اللعب المفتوح والاندفاع الهجومي مع انحصار اللعب في منطقة الوسط، كما ساهم اعتماد الفريقين على الكرات الطويلة للهجوم في تحويل اللقاء إلى أشبه بمباراة تنس غابت فيها الجمل التكتيكية والأداء المنظم من الطرفين، وتسبب الدفاع غير المنظم للفريقين أيضاً في اهتزاز الشباك في مرتين من الجانبين، لتنتهي المباراة بالتعادل الإيجابي، وأكد أسلوب لعب كل من عجمان وبني ياس أن الهجوم الكامل ليس عاملاً أساسياً في ظل وجود دفاعات غير منظمة وعشوائية غير قادرة على الاحتفاظ بالتقدم. وعكست المواجهة حقيقة المشاكل الفنية التي يعاني منها كل من عجمان والسماوي خاصة على الجانب الدفاعي، مما يؤكد صعوبة المرحلة التي يمر بها كل منهما خاصة بالنسبة لفريق البرتقالي الذي يصارع الهبوط في المركز قبل الأخير. تراجع اللياقة البدنية يعجل برحيل كلباء الجزيرة يستنزف «النمور» باللعب الاقتصادي! دبي (الاتحاد) خلال المواجهة غير المتكافئة التي جمعت بين صاحب المركز الأخير بثاني جدول الترتيب، لعب الجزيرة بالأسلوب الذي طبقه في العديد من المواجهات، وذلك باعتماد اللعب الاقتصادي خلال الشوط الأول وترك المجال للمنافس لبذل جهد كبير، ثم تغيير الطريقة في الشوط الثاني من خلال الضغط على السرعة بفضل القوة الهجومية التي يمتلكها بقيادة الرباعي فوسينيتش وعلي مبخوت ومن ورائهما بترويبا ولانزيني، واستغل فريق فخر أبوظبي تراجع لياقة لاعب اتحاد كلباء بعد المجهود الكبير الذي بذلوه في البداية، للسيطرة على مجريات اللعب والانتشار الجيد داخل الملعب وفتح المنافذ نحو المرمى بالعمليات الثنائية الناجحة وسجل ثلاثية كاملة أكدت التفوق الكامل للضيوف خلال الفترة الثانية ومنحتهم النقاط الثلاث. ويحسب للجزيرة أنه على الرغم من عدم ظهور بعض العناصر بحقيقة مستواها إلا أن القوة الهجومية التي يتمتع بها الفريق والنجاعة في تسجيل الأهداف والوصول إلى الشباك كانت كافية لضمان الفوز وتخطي المنافس، أما فريق اتحاد كلباء، الذي قدم شوطاً أولاً جيداً فاصطدم بحاجز اللياقة البدنية التي تراجعت في الفترة الثانية وسمحت للمنافس بأخذ الأسبقية في صناعة الفرق والاستحواذ على الكرة والسيطرة على مجريات اللعب، وساهم الهدف الأول للجزيرة في بداية الشوط الثاني في إحباط معنويات اللاعبين بعد أن صعبت عليهم المهمة وأكدت هبوط الفريق إلى دوري المظاليم. برنامج الجولة المقبلة السبت 11 أبريل اتحاد كلباء - الظفرة 17:50 الشارقة - عجمان 17:55 النصر - العين 20:45 الأحد 12 أبريل بني ياس - الفجيرة 18:00 الشباب - الوصل 17:55 الإمارات ـ الأهلي 20:45 الوحدة - الجزيرة 20:45 برافو إشادة كبيرة يستحقها فريق الإمارات على الفوز الكبير الذي حققه على الشباب ونجاحه في الابتعاد عن مناطق الخطر في الترتيب والتقدم إلى المركز العاشر. مرفوض كثرة أخطاء الحكام خلال الجولات الحاسمة من الدوري غير مبررة، لأن قضاة الملاعب من المفترض أن يكونوا في أفضل جاهزيتهم البدنية والفنية. أرقام من الجولة 26 إنذاراً رفعها الحكام خلال الجولة، بالإضافة إلى 4 حالات طرد 20 هدفاً تم تسجيلها خلال المباريات السبع 4 فرق فقط استفادت من عاملي الملعب والجمهور منتخب الأسبوع أحمد الشاجي (الإمارات) محمد أحمد (العين) مسلم فايم (الوصل) مهند العنزي (العين) محمد فايز (العين) لانزيني (الجزيرة) جين هو سين (الإمارات) هوجو (الوصل) كايو (الوصل) محمد خوري (الظفرة) سانجو (الفجيرة) الحالة الفنية يعتبر الهدف الأول للنصر في مرمى الظفرة مثالاً للجملة التكتيكية الجماعية الناجحة التي ساهمت في تحرير لاعب من الجناح الأيمن للقيام بعرضية دقيقة وتمكين زميله من إحراز هدف، وتتمثل اللقطة في تبادل طارق أحمد للكرة مع توريه ثم علي حسين لتعود الكرة بعد ذلك إلى اللاعب نفسه الذي رفعها إلى بابلو هرنانديز لإحراز الهدف.