هدى جاسم، وكالات (بغداد) - أعلن رئيس مجلس النواب العراقي (البرلمان) أسامة النجيفي أمس تأجيل المؤتمر الوطني الذي كان مفترضا عقده اليوم لبحث الأزمة السياسية، مؤكدا أن اتساع رقعة الخلافات كانت السبب وراء التأجيل الثاني، بعد أن رفض ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي شروط القائمة العراقية الخمسة، وأجج أزمة مع إقليم كردستان الذي طالب بالتحقيق في مزاعم حكومة بغداد بتهريب نفط الإقليم إلى إيران. وبدأ نائب رئيس الجمهورية العراقية طارق الهاشمي زيارة إلى السعودية بعد قطر وسط استمرار أزمة سياسية أشعلها اتهامه من جانب الحكومة العراقية بـ”دعم الإرهاب”، وتنصل القضاء العراقي من المطالبة باعتقاله ملقيا مسؤولية ذلك على السلطة التنفيذية. فيما قتل 9 أشخاص وأصيب 17 آخرون باعتداءات في عدة مدن عراقية. وقال النجيفي في مؤتمر صحفي أمس “لا بد من التريث حتى تستقر الرؤى والأفكار ونتوصل إلى تهدئة للوضع السياسي لنخرج بنتائج إيجابية من المؤتمر، فلو عقد في هذه الظروف لن ينتج إلا مزيدا من الأزمات”. وأضاف “تم تأجيله وأعتقد أن على القوى السياسية بحث مشاكلها بهدوء وروية دون توجيه اتهامات عبر وسائل الإعلام”، داعيا إلى “الاتفاق على جدول الأعمال”. وذكر أن التأجيل الثاني للمؤتمر جاء بسبب “اتساع الخلافات بين القوى السياسية خلال الاجتماع التحضيري الذي عقد” يوم أمس. وأضاف النجيفي أن “أحد أسباب عدم عقد المؤتمر هو الخلافات بين بغداد وإقليم كردستان”، لافتا إلى أنه “إذا كانت هناك أي ملفات فساد فيجب أن تطرح من خلال الجهات المختصة في البرلمان”. وأكد النجيفي أن الهاشمي سيعود إلى العراق، واعتبر أن قضيته دخلت في المزايدات السياسية، مؤكدا أن مجلس النواب شكل لجنة للتحقيق في وفاة أحد حماته أثناء التحقيق معه. من جانبه أكد النائب عن القائمة العراقية جمال الكيلاني أن تنفيذ اتفاقية أربيل وحل قضيتي الهاشمي ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك سيشكلان عاملا مساعدا لإنجاح المؤتمر الوطني. وقال إن “العراقية حرصت على تفكيك الأزمة ورفع الألغام التي تحول دون إنجاح المؤتمر الوطني وفي مقدمتها قضية الهاشمي والمطلك”. وأضاف أن “السبب في عدم عقد المؤتمر الوطني هو التسويف والمماطلة من قبل ائتلاف دولة القانون”. في غضون ذلك وصل الهاشمي أمس إلى السعودية، وفقا لما أعلنه أحد مساعديه. وقال مسؤول بالحكومة السعودية إن الهاشمي وصل إلى السعودية أمس لأداء مناسك العمرة. وقال مصدر أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إلتقى الهاشمي فور وصوله. وفي شأن متصل صرح الناطق الرسمي باسم مجلس القضاء الاعلى في العراق القاضي عبد الستار البير قدار لصحيفة “المدى” أمس، بأن سفر الهاشمي خارج العراق وتنقله بين الدول “أمر يخص السلطة التنفيذية ولا دخل للقضاء فيه”. وأضاف أنه “لم يصدر حتى الآن حكما بحق الهاشمي فقط هناك أوامر قبض صادرة، كما حدد موعدا لمحاكمته هو 3 مايو المقبل”. وقال إن سفر الهاشمي “ليس طبيعيا لأن هناك أوامر قبض صادرة بحقه عندما كان في العراق، فضلا عن منعه من السفر وسنتخذ الإجراءات القانونية بحقه لكنه حاليا خارج العراق”. وأضاف “يمكن للسلطة التنفيذية تحريك القضية مع الإنتربول باعتباره خارج العراق”. وفي السياق أعلن فريق الدفاع عن الهاشمي أن أي حكم تصدره محكمة الجنايات سيعتبر “غير شرعي” لعدم اطلاعه على ملفات المتهمين بالقضية، مؤكداً أنه لم يطلع أيضاً على الدعوى التي حددت بموجبها محاكمة الهاشمي في 3 مايو المقبل. وقال في بيان إنه “لم يسمح” له بقراءة الأوراق التحقيقية والاطلاع على الأدلة والوقائع المبسوطة، مبيناً أنه “اطلع على إفادتين فقط لمتهمين اثنين، دون أن يسجل شيئاً بسبب سحب الأوراق والأقلام من أعضاء الفريق”. على صعيد آخر طالب إقليم كردستان العراق بتشكيل لجنة مشتركة بين بغداد وأربيل للتحقيق في الاتهامات التي أطلقها نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني مؤخرا بأن “هناك عمليات لتهريب النفط من كردستان إلى إيران”. ونقل موقع رئاسة الإقليم أمس عن رئيس الديوان فؤاد حسين القول “نعتبر أقوال الشهرستاني اتهاما صارخا بحق الإقليم، ونطالب بتشكيل لجنة مشتركة من مجلس النواب العراقي وبرلمان كردستان وبتواجد ممثلين عن وزارتي النفط والمالية العراقية ووزارتي الموارد الطبيعية والمالية لحكومة الإقليم بهدف التحقيق في هذه الاتهامات، وكذلك التحقيق في عمليات التهريب المستمرة للنفط من البصرة ومناطق أخرى من جنوب العراق إلى إيران منذ زمن طويل”. أمنيا قتل ستة أشخاص وأصيب عشرة آخرون بانفجار سيارة مفخخة أمس استهدفت موكب مدير شرطة ناحية الضلوعية في محافظة صلاح الدين. وقال مقدم في شرطة سامراء إن “الانفجار استهدف موكب العقيد قنديل خليل مدير شرطة الضلوعية أثناء توجهه إلى عمله”، مؤكدا أن “جميع الضحايا من المدنيين”. كما قتل ضابط في الشرطة بانفجار عبوة لاصقة وضعت في سيارته وانفجرت لدى مرورها وسط مدينة تكريت. وفي محافظة الأنبار لقي مدنيان حتفهما وجرح ثالث بهجوم مسلح في حي المعلمين وسط قضاء حديثة غرب مدينة الرمادي. وفي محافظة نينوى أصيب رئيس جامعة الموصل وثلاثة أشخاص بقنبلة انفجرت في حرم الجامعة شمال مدينة الموصل، كما أصيب مدنيان بجروح بانفجار عبوة ناسفة في حي الشرطة شرق الموصل.