رفضت روسيا مشروع قرار بحثه مجلس الأمن الدولي فجر امس ويدعو إلى إنهاء فوري وغير مشروط للأعمال العسكرية في جورجيا والانسحاب الكامل للقوات الروسية والجورجية إلى مواقعها التي كانت عليها قبل السابع من أغسطس الجاري· ويعقد مجلس الأمن اجتماعات يومية منذ اندلاع القتال في أوسيتيا الجنوبية لكنه لم يتمكن من اتخاذ أي إجراءات لوقف الحرب· وكان مشروع القرار الذي صاغته فرنسا، الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، قد وزع في وقت متأخر الليلة قبل الماضية على أعضاء المجلس الـ 15 في وقت سيطرت فيه القوات الروسية على مزيد من الأراضي الجورجية· وثارت احتمالات بأن يواجه مشروع القرار ''الفيتو'' الروسي في حال إخضاعه للتصويت· ويطالب مشروع القرار الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالتأكيد على التزامها باحترام سيادة جورجيا ووحدة أراضيها واستقلالها· ويشدد المشروع على ''الحاجة الملحة من قبل الأطراف كافة للإحجام عن اللجوء للمزيد من القوة''، ويطالب ''جميع الأطراف الدخول بصورة فورية في المفاوضات الرامية إلى التوصل لحل سلمي وقوي (للأزمة)''· وعبر المشروع عن تأييده القوي لجهود الوساطة من جانب الدول الأعضاء في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون والأمن في أوروبا لإنهاء الأزمة· ووفقاً لمشروع القرار يعتزم مجلس الأمن ''اتخاذ مزيد من الإجراءات المناسبة للمساعدة في التوصل إلى حل سلمي ودائم للأزمة والعمل على تنفيذه''· ويحث مشروع القرار كافة أطراف الصراع في أبخازيا على التنفيذ الكامل لاتفاقية موسكو لوقف إطلاق النار وفصل القوات التي تم توقيعها في 14 مايو 1994 وكذلك على التعاون الكامل مع بعثة المراقبة العسكرية الدولية في جورجيا· بالإضافة الى ذلك تمت دعوة تلك الأطراف للسماح بوصول المساعدات الإنسانية لمن هم في حاجة إليها وشجبت روسيا مشروع القرار الفرنسي ووصفته بانه غير مقبول بينما قالت تفليس إنها تواجه غزواً روسياً· وقال نائب السفير الفرنسي جان بيير لاكروا للصحفيين بعد خامس جلسة طارئة في خمسة أيام لمجلس الأمن بشأن الصراع بين روسيا وجورجيا إن مشروع القرار يرتكز على خطة من ثلاث نقاط كشف عنها مكتب الرئيس نيكولا ساركوزي اوائل الأسبوع وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين للصحفيين إن المشروع منقوص في عدة جوانب· وقال إنه على الأخص لا يتضمن ''إشارة الى العدوان الجورجي او الفظائع الجورجية·'' وأضاف ''لا يمكنني توقع قبولنا لهذا المشروع الفرنسي·'' وأعرب عن أمله في تعديله كي يلائم موسكو· ولم يتضح متى سيصوت المجلس على مشروع القرار إذ سيتعين على الفرنسيين الآن التفاوض مع الروس بشأن النص· وقال تشوركين إن الروس يقومون بجمع الأدلة التي تدعم اتهاماتهم لجورجيا بارتكاب أعمال إبادة جماعية· وشهدت مناقشات مجلس الأمن بشأن جورجيا تبادلاً للاتهامات والإهانات بين روسيا والولايات المتحدة الحليف الرئيسي لجورجيا فيما يذكر بسنوات الحرب الباردة· وقال المبعوث الجورجي ايراكلي الاسانيا إنه يأمل ان يتبنى المجلس مشروع القرار الفرنسي واتهم روسيا بمحاولة ''إخضاع ديمقراطية ناشئة وسحقها·'' وكانت الولايات المتحدة تريد في البداية إدانة ما تقول إنه ''اعتداء عسكري'' روسي بلا مبرر على جورجيا لكن دبلوماسيين قالوا إن الفرنسيين وأوروبيين آخرين أرادوا تجنب لغة من المؤكد أن تدفع روسيا إلى استخدام حق النقض (الفيتو)· وصرح السفير الأميركي زلماي خليل زاد بأنه يؤيد المشروع الفرنسي مع انه لم يتضمن إدانة لموسكو· نزوح 100 ألف شخص بسبب النزاع جنيف (ا ف ب) - أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس في جنيف أن ما لا يقل عن مئة ألف شخص نزحوا جراء المعارك بين روسيا وجورجيا حول منطقة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية· وأفادت المفوضية استناداً إلى الأرقام التي أوردتها الحكومتان الروسية والجورجية بأن حوالى ثلاثين ألف شخص هربوا من أوسيتيا الغربية إلى أوسيتيا الشمالية التابعة لروسية فيما نزح أكثر من 12 ألفاً آخرين داخل المنطقة الانفصالية الجورجية· كما قال المتحدث باسم المفوضية للصحفيين إن حوالي 56 ألف شخص هربوا من مدينة غوري الجورجية القريبة من أوسيتيا الجنوبية والتي تعرضت لقصف روسي· ليتوانيا تدعو إلى عدم استرضاء روسيا فيلنيوس ( د ب ا) - شدد رئيس ليتوانيا فالداس أدامكوس أمس إن اتخاذ موقف المتفرج على ما يجري في جورجيا يعني اتباع نفس السيناريو الذي سمح للديكتاتور النازي أدولف هتلر بقهر أوروبا· وقال أدامكوس ''لا يمكننا السماح بتكرار ما حدث في ميونيخ'' في إشارة إلى مؤتمر ميونيخ في عام 1938 عندما سمحت فرنسا وبريطانيا وإيطاليا بفصل جزء من تشيكوسلوفاكيا· وقال الرئيس للإذاعة الليتوانية ''في ذلك الوقت قامت الدول باسترضاء هتلر وأدى ذلك إلى نشوب الحرب العالمية الثانية وحدوث كارثة كبيرة فقد فيها ملايين البشر أرواحهم''· وتحدث أدامكوس قبل ساعات من توجهه مع رؤساء بولندا وأوكرانيا ولاتفيا واستونيا إلى جورجيا من أجل إظهار دعمهم بعد الهجوم العسكري الروسي على الدولة الواقعة في القوقاز· وضم الاتحاد السوفييتي السابق دول البلطيق (ليتوانيا ولاتفيا واستونيا ) خلال الحرب العالمية الثانية· واستقلت هذه الدول منذ نهاية الحرب الباردة وكانوا من أكبر منتقدي تدخل موسكو لصالح المناطق الروسية الانفصالية في جورجيا· الرئيس الكوسوفي: استقلال كوسوفو لايصلح كسابقة لمناطق أخرى بريشتينا(ا ف ب) - قال رئيس كوسوفو فاتمير سيجديو أمس إن استقلال بلاده لا يمكن استخدامه كسابقة للحصول على استقلال مناطق أخرى مثل اوسيتيا الجنوبية عن جورجيا لأن الإقليم الصربي السابق يشكل ''حالة خاصة''· وأضاف خلال جولة في جيب جراتشنيتشا الصربي قرب العاصمة بريشتينا أن ''كوسوفو تشكل حالة خاصة بجميع نواحيها التاريخية والشرعية والسياسية والدستورية''· وتابع ''لا يمكننا إجراء مقارنة بين كوسوفو وأي منطقة أخرى في العالم، لا نعتقد أن كوسوفو ترتبط بأي حالة أخرى'' من دون أن يذكر أوسيتيا الجنوبية بالاسم· وفي بلجراد سخر العديد من المعلقين في إبرز الصحف الصربية من ''سياسة الكيل بمكيالين'' التي تطبقها بحسب اعتقادهم، الدول الغربية عبر اعترافها باستقلال إقليم كوسوفو وامتناعها عن الاعتراف باستقلال اوسيتيا الجنوبية· وفي السياق ذاته، قال اندرياس شوكنهوف منسق الحكومة الألمانية لشؤون التعاون الروسي الألماني، إن ما يحدث في القوقاز ''نوع من الفاتورة'' ترفعها روسيا في وجه الدول الغربية التي اعترفت باستقلال كوسوفو· فيما قال الكسندر رهر الخبير في الشؤون الروسية في المؤسسة الألمانية للسياسة الخارجية، إن موسكو تشعر بالإهانة بسبب الاعتراف بكوسوفو وتوسيع الناتو الى حدودها وتريد برهنة انها ''سيدة القرار في أراضيها''·