عقيل الحلالي، بسام عبدالسلام (عدن، صنعاء)
صعدت ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران عملياتها العسكرية ضد المدنيين وقوات المقاومة اليمنية المشتركة في محافظة الحديدة في خرق مستمر لاتفاق السلام الهش، كما أحبطت قوات المقاومة المشتركة هجوماً حوثياً في منطقة «مريس» التابعة لمديرية «دمت» الواقعة شمال محافظة الضالع.
وذكرت مصادر محلية في الحديدة لـ«الاتحاد» أن ميليشيات الحوثي كثفت فجر أمس، هجماتها الصاروخية والمدفعية على مواقع قوات المقاومة المشتركة على الأطراف الشمالية الشرقية والجنوبية الغربية، مضيفةً أن القصف المدفعي للميليشيات المتمركزة وسط المدينة، طال مناطق وأحياء سكنية واستمر لساعات. وأكدت المصادر أن قذائف مدفعية أطلقتها ميليشيات الحوثي سقطت على حي سكني جنوب المدينة ما أسفر عن مقتل 3 مدنيين بينهم امرأتان وإصابة ثلاثة آخرين بينهم امرأة وطفلة، ليرتفع بذلك إلى 4 عدد القتلى في صفوف المدنيين في الحديدة في غضون يومين. وتزامن التصعيد العسكري للميليشيات في مدينة الحديدة مع إعلان الحوثيين الاستنفار ورفع الجاهزية القتالية لمقاتليهم في المناطق الخاضعة لسيطرتهم في المحافظة.
وقال سكان في مدينة الحديدة، إن عناصر مسلحة حوثية وصلت إلى المدينة عن طريق باصات وحافلات عامة وشرعوا بالتمركز في فندق «الشرق الأوسط» ومدرسة «عمر بن الخطاب» ومدرسة «الصباح» بشارع «جمال»، مشيرين إلى أن الميليشيات استغلت إجازة العيد لنشر مجاميعها المسلحة في نقاط واستحداثات خنادق وسواتر ترابية وأنفاق أرضية في المدينة وبمحاذاة خطوط التماس وبالقرب من ميناء الحديدة والمطار والجامعة.
ورداً على تحركات الميليشيات في الحديدة، أكد المتحدث باسم المقاومة الوطنية بالساحل الغربي العميد صادق دويد، أن معنويات القوات المرابطة في الحديدة والساحل الغربي عالية وعزيمتهم قوية من أجل مواصلة تحرير ما تبقى من مديريات في الحديدة واستكمال تحرير كامل اليمن من ميليشيات الحوثي. وقال خلال زيارته الميدانية لعدد من المواقع القتالية إن «اليمن يمر بمرحلة حرجة ما يتطلب من الجميع الوقوف صفاً في وجه الميليشيات الحوثية الإجرامية»، لافتاً إلى أن تضحيات كبيرة تبذل في سبيل الدفاع عن النظام الجمهوري، واستعادة مؤسسات الدولة المختطفة، وحقوق الشعب التي صادرتها عصابة الحوثي. وأكد الناطق الرسمي للمقاومة الوطنية أن مسرحية إعادة الانتشار في موانئ محافظة الحديدة لن تمر، وأن من سيتحمل مسؤولية حماية المياه الإقليمية لليمن، هم منتسبو خفر السواحل المؤهلون تأهيلاً عالياً وقد تم إقصاؤهم من قبل ميليشيات الحوثي وسيعودون لأداء واجبهم الوطني في حماية سواحل اليمن. وشدد دويد على عدم القبول بأي دور للميليشيات في تولي مسؤولية حماية السواحل، ولن يكون وجود لأدوات إيرانية وغيرها من التنظيمات الإرهابية في مياهنا الإقليمية.
إلى ذلك، أحبطت قوات المقاومة المشتركة أمس، هجوماً للميليشيات في منطقة «مريس» التابعة لمديرية «دمت» الواقعة شمال محافظة الضالع التي تشهد معارك بين الطرفين في مديرية «قعطبة» منذ أواخر أبريل.
وقال مصدر مسؤول في «ألوية العمالقة» إن قوات العمالقة صدت هجوماً لميليشيات الحوثي على مواقعها في «التبة الحمراء» و«حصن شداد» و«الخلل» بمنطقة «مريس» المتاخمة لمديرية «قعطبة»، مشيراً إلى أن القوات كبدت ميليشيا الحوثي خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
وتواصلت أمس، الاشتباكات بشكل متقطع بين قوات المقاومة المشتركة وقوات الحزام الأمني، من جهة، وميليشيات الحوثي الإرهابية، من جهة ثانية، في مديرية «قعطبة» وفي المناطق الحدودية بين مديريتي «الأزارق» و«ماوية». وقصفت مدفعية القوات المشتركة مواقع للحوثيين في منطقة «حجر» شمال غرب «قعطبة» ما أسفر عن تدمير مركبتين عسكريتين للميليشيا ومقتل وإصابة عناصر الحوثيين الذين كانوا على متنهما.
وأطلق الإرهابيون الحوثيون ليل الخميس صاروخ كاتيوشا سقط على حي سكني وسط مدينة «قعطبة»، حسبما أفاد سكان وموقع وزارة الدفاع اليمنية الذي ذكر أن القصف أدى لإصابة طفلين بجروح بالغة وتضرر عدد من المنازل، لافتاً إلى أن الميليشيات الحوثية تواصل استهداف المدنيين في الضالع رداً على هزائمها في جبهات «مريس وقعطبة والأزارق».
وفي سياق آخر، شن التحالف العربي أمس، غارات جوية على معسكرات ومواقع للميليشيات في صنعاء ومحافظة حجة شمال غرب البلاد. واستهدفت غارتان جويتان موقعين للميليشيات داخل معسكر «النهدين» المطل على القصر الرئاسي جنوب صنعاء، فيما دمرت غارة ثالثة هدفاً وسط معسكر «الحفا» الواقع على تلة صغيرة جنوب شرق العاصمة. كما أصابت ضربة جوية للتحالف موقعاً للحوثيين في مديرية «نهم» شمال شرق صنعاء، في حين استهدفت ثلاث غارات تحركات للميليشيات في مديرية «حرض» الحدودية مع السعودية شمال محافظة حجة.
مجلس الأمن يبحث إرسال مراقبين مسلحين للحديدة
بحث أعضاء في مجلس الأمن الدولي إمكانية إرسال مراقبين دوليين مسلحين إلى مدينة الحديدة من أجل مراقبة وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار وفق ما نشره موقع «العربية نت».
وأوضح الموقع أن تفويض المراقبين الدوليين في اليمن سينتهي بحلول نهاية هذا الشهر «يونيو»، وبالتالي سيتوجب على الأمم المتحدة تجديد التفويض، حيث سيتم ذلك في الغالب خلال جلسة الاستماع إلى إحاطة المبعوث الأممي مارتن جريفث في السابع عشر من الشهر، ولكن كثيرين من أعضاء مجلس الأمن، وفي مقدمتهم بريطانيا، بدأوا يفكرون جدياً في إرسال مراقبين مسلحين «أي قوات حفظ سلام مسلحة» إلى اليمن لمراقبة وقف إطلاق النار وتنسيق إعادة الانتشار. وأشار الموقع إلى أن الأمم المتحدة تتحدث بصورة مكثفة إلى الحوثيين لدفعهم إلى التعاون، وقد طلبت وساطة عمان في هذا الشأن للضغط عليهم. كما أكد أن ميليشيات الحوثي ترفض منح ما يسمى تأشيرات الدخول للمراقبين الدوليين إلى المناطق التي تسيطر عليها، موضحاً أن هناك 15 فقط مما مجموعه 75 مراقباً منحوا التفويض بالتوجه إلى اليمن.
وتابع الموقع قائلاً إن «إرسال قوات حفظ سلام ومراقبين مسلحين وبتفويض من مجلس الأمن سيحل هذه المشكلة، حيث لن يحتاج مراقبو حفظ السلام إلى تأشيرات بعد حصولهم على تفويض المجلس».
ولعل العقبة الأبرز في اتجاه إرسال قوات حفظ سلام إلى اليمن، تكمن في إمكانية عرقلة كل من روسيا والصين هذا التوجه باستخدام الفيتو على الرغم من جدية البريطانيين والأميركيين في هذا الشأن.