تنوع الخطاب القرآني في ذكر العقل ودلالاته ومعانيه ليشمل كل فعل متعلق بالنظر والتأمل والاستنباط والتعلم والتفقه والتبصر والتدبر إلى غير ذلك مما يؤكد على استيعاب النص لكل معاني التفكير الإنساني. ولقد جمع القرآن بين العقل والقلب كمصدرين من مصادر المعرفة، وأحياناً يرد لفظ القلب للتعبير عن «العقل». وهذا المنهج القرآني حل التناقض الذي أثاره دعاة المادية الحديثة الذين لا يؤمنون إلا بالوقائع المادية المدركة حساً. فالقرآن وهو يستخدم كلمة القلب يستخدمها كأداة للفكر والفقه لا تناقض العقل أو تعارضه وإنما توافق العقل وتسانده في سياق متصل. ولقد وردت هذه الظاهرة في كثير من المواضع منها: قوله تعالى: «لهم قلوب لا يفقهون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها» (الأعراف: 179). كتاب «العقل الفلسفي في الإسلام» – الدكتور سعيد مراد