عبدالرحيم حسين، وكالات (رام الله)- أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس وجود أزمة مالية حقيقية تعاني منها السلطة الوطنية الفلسطينية لكنه قال ان السلطة ستدفع رواتب الموظفين الحكوميين هذا الشهر. وأضاف خلال مقابلة مع تلفزيون فلسطين ان السلطة لا تزال تعتمد على المساعدات وان عدم تسوية الوضع السياسي بين الفلسطينيين والاسرائيليين سيزيد من صعوبة الأوضاع. وفيما يتعلق بالعملية السلمية قال الرئيس الفلسطيني ان جميع الخيارات مطروحة باستثناء حل السلطة الوطنية أو سحب الاعتراف بإسرائيل، مؤكدا ان الجانب الفلسطيني لا يطالب بعزل إسرائيل بل بعزل سياستها الاستيطانية. وأضاف أن الرسالة التي ستوجهها القيادة الفلسطينية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جاءت نتيجة انسداد الأفق السياسي وعدم نجاح المفاوضات، مشيرا إلى أنها ستتضمن شرحا لما وصلت إليه المسيرة السلمية منذ بدايتها وحتى الآن. ولفت الرئيس الفلسطيني الى ان تعديلات ستجري على حكومة سلام فياض في وقت قريب جدا من خلال ملء الشواغر التي حدثت خلال الفترة الماضية وإراحة بعض الوزراء إذا تعبوا. وقال عباس: هذا الإجراء كان مستحقاً منذ فترة طويلة وقمنا بالتأجيل من أجل إتمام المصالحة، وحتى لا تفسر الأمور بشكل خاطئ في حينه، ولكن الأمر أصبح مستحقاً، وفي حال أنجزنا المصالحة فسنعيد تشكيل الحكومة. وقال الرئيس: “لا يوجد وزير على رأسه ريشة، كبير أو صغير يخطئ يجب أن يذهب إلى القضاء. بشرط أن تكون التهم حقيقية وليست كيدية، ومن يكيد يحوّل إلى القضاء”. وحول اللقاء مع نتنياهو، أكد أن هذا الأمر غير مطروح الآن، مشيراً إلى أن وفداً فلسطينياً يضم رئيس الوزراء سلام فياض، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه، سينقل الرسالة إلى نتنياهو. وأضاف: لقد طالبنا الجانب الأميركي بالتدخل ولم يتوقف الاستيطان، واللجنة الرباعية تكتفي بإصدار بيان يدعو الطرفين إلى العودة للمفاوضات، حتى المواطن العادي لم يعد يرى إمكانية تطبيق حل الدولتين جراء تكثيف الاستيطان في الأرض الفلسطينية. وبخصوص يهودية الدولة، قال: هذه القضية لم يأت ذكرها خلال الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير وإسرائيل ولم يذكرها الجانب الإسرائيلي إلا قبل عامين، فلماذا ذلك؟ ولماذا لم يطلبوا من الأردن مثلاً الاعتراف بهذه القضية في اتفاقية السلام المبرمة بين الجانبين؟ وقال: بعد تسليم الرسالة لنتنياهو إذا كان هناك جواب إيجابي، فنحن مستعدون للحوار، لكن إذا لم تأت بأي ثمرة وشعرنا بعدم وجود أمل؛ فعندها كل خياراتنا مفتوحة ولن نستثني خياراً واحداً. وحول الموقف الأميركي، أكد “أنه بالتأكيد غير منصف، فعملية السلام تحتاج إلى حكم عادل، فإذا كنت تريد الوصول إلى حل فيجب أن تطلب من الطرفين عدم القيام بخطوات استفزازية، وهذه قضايا متفق عليها وليست شروطاً مسبقة، فأنت تطلب مني عدم الذهاب إلى مجلس الأمن بدعوى أنه إجراء أحادي، فلماذا لا تطلب منه وقف الاستيطان في الأرض الفلسطينية من أجل العودة للمفاوضات؟” وقال: “إن ضمير العالم أحياناً يكون ميتاً، فأربعة مساجد أحرقت في الضفة الغربية من قبل المستوطنين ولم يتحرك أحد”.