الشارقة (الاتحاد) -شهدت فعاليات النسخة السادسة من مهرجان القصباء للمأكولات 2012، والذي استمرت فعالياته عشرة أيام، تركيزاً كبيراً على تعزيز الثقافة الصحية الغذائية، وحظيت فعاليات المهرجان، الذي اختتم نهاية الشهر الماضي، تحت شعار «مواهب الطهي»، بمشاركة مجموعة من أشهر الطهاة من مختلف الفنادق والمطاعم في دولة الإمارات والمنطقة، بزيارة عشرات آلاف الزوار من جميع فئات الجمهور، خاصة العائلات التي أقبلت على متابعة ورش وعروض الطهي، بالإضافة إلى الاستمتاع بالأنشطة والعروض الترفيهية التي لقيت تفاعلاً كبيراً. استقطبت النسخة السادسة من مهرجان القصباء للمأكولات، الذي اختتم فعالياته مؤخرا، الأطفال الذين استمتعوا بشكل خاص بمسابقات طهي الصغار والعروض الترفيهية المتجولة في القصباء، والتي ركزت في مجملها على تنمية ثقافتهم الغذائية، وتعزيز وعيهم بأهمية الأكل الصحي، أما العائلات فقضت أمسيات مسلية ومفيدة تعرفت خلالها على أسرار الطبخ وألذ الوصفات من مختلف المذاقات ومطابخ العالم، على أيدي أشهر الطهاة الإماراتيين والعرب والعالميين. المأكولات الصحية قالت خبيرة التغذية الصحية خديجة المنصوري «قمت بزيارة مهرجان القصباء للمأكولات خصيصا هذا العام للتعرف على أصناف الطعام المقدمة للجمهور خاصة الأطفال الصغار، ووجدت أن مثل هذه المهرجانات يمكن أن تعزز الثقافة الصحية والغذائية، من خلال الفعاليات والورش التي تستهدف الأطفال والمراهقين على وجه العموم، لها تأثير إيجابي على تنمية ثقافة الطفل من ناحية الغذاء الصحي والتعرف على أهمية المجموعات الغذائية في غذائه اليومي، فمن خلال هذه الورش التي تعرض فيها أنواع وأشكال مختلفة من الفواكه الطازجة، يمكن جذب الطفل وتحبيبه بتناول الخضراوات والفواكه، وبهذا يتعود الطفل على تناول الفاكهة الطازجة التي تحتوي على العناصر الغذائية والسكريات الطبيعية والألياف، عوضا عن الحلويات المصنعة والسكاكر». وأضافت «خلال ورش عمل مأكولات الأطفال يتم العمل مثلا على تحضير العصائر الطازجة من الفواكه الطازجة، والبرجر المنزلي المكون من اللحم الطازج غير المجمد، والذي يشوى ويقدم في سندويش يحتوي أيضا على الخضراوات الطازجة، كما تقدم وجبات صحية للأطفال والمراهقين بعيدة عن المشروبات الغازية والوجبات السريعة، وبذلك تنمي مثل هذه الفعاليات لدى الأطفال الاختيار الغذائي الصحيح للطعام، وتعزز لديهم معرفة القيمة الغذائية للأطعمة المفيدة والصحية». لقمة طيبة حول مشاركتها في عروض طهي القصباء، قالت الشيف ومقدمة البرامج التلفزيونية سوزان الحسيني «أنا مقيمة في الإمارات منذ 12 عاماً، وأشعر بأني أعيش فعلياً بين أهلي الذين يقدرون أعمالي ويفتخرون بأصالة انتمائي العربي، ولهذا أقوم بتقديم الأكلات الإماراتية والخليجية بطريقتي الخاصة في كل فرصة تتاح أمامي، وهذه هي مشاركتي الأولى في مهرجان القصباء للمأكولات، وقد كانت بحق تجربة فاتنة مع الجمهور الغفير المكون من العائلات الإماراتية والمقيمين العرب والأجانب، ولأنني لا أتعامل مع الطبخ وفقاً لمعايير ثابتة ومقادير محددة، بل أتبع طريقة أمي في الطبخ نقلت هذه الطريقة ووضحتها للجمهور وشجعته على الابتكار، وعدم التقيد الحرفي بمكونات الوصفات، كما شددت على أهمية التركيز على المطبخ العربي الغني بالفوائد، كونه مطبخا قائما على الخضراوات والحبوب والبقوليات، ونحن العرب نأكل الخضراوات في موسمها، من خلال مطبخنا المتوازن الذي أصفه بالكنز الذي لا يعرف الكثيرون قيمته، ولهذا أحب أن أنشر الأكل العربي». أما عن الأطباق التي قدمتها لجمهور القصباء، قالت الحسيني، مؤلفة كتاب «لقمة طيبة»: «قدمت ثلاثة أطباق عربية تقليدية بصورة مبتكرة وهي المسخن الفلسطيني والمحمر الإماراتي وحلو التمر، وقد ركزت على تقديم المطبخ الإماراتي التراثي، ليكون ذلك بمثابة تحية للشعب الإماراتي، الذي يتمتع بوجود مطبخ عريق وغني، ولهذا قدمت طبق المحمر وهو الأرز الذي يوضع عليه دبس التمر، حيث كانت تقدم هذه الأكلة في القدم للغطاسين الذين كانوا بحاجة للطاقة ومأكولات غنية بالسعرات الحرارية، وبالتالي كان دبس التمر الحلو يمدهم بهذه الطاقة، لكنني قمت بتخفيف نسبة حلاوة الأرز، ليتم تقبله من الناس، وذلك باستخدام قطع التمر المنزوع النوى بدلا من الدبس، وقدمت إلى جانبه سمك الفيليه المشوي وصلصة (الدقوس)، أما طبق الحلو الذي قمت بتقديمه فهو طبق بسيط وسهل جدا وهو طبق يتكون من التمر الكبير الحجم مثل المجدول أو الخضري المحشو بالجبنة واللوز المحمص». وعن مدى تفاعل الجمهور لعرض الطهي الذي قدمته، قالت الحسيني «كان تجاوبا رائعا وخاصة من الفتيات الإماراتيات، وقد وضحت لجمهور أنني أعرف الكثير عن المطابخ العربية، ولكنني أقدم الأكلات التقليدية مع القليل من التعديلات دون أن أشوهها، إذ إنني أحترم أصالة الوصفة بمكوناتها الأساسية، ولهذا أحياناً أغير في الشكل فقط»، مشيرة إلى أهمية الحضور العربي في مهرجان القصباء، كون الأجانب يحبون أن يتعرفوا على المطابخ العربية، ويحبون تذوق أطباقها وأطايبها التي لا تتوافر جميعها في قوائم المطاعم التي لا تقدم سوى أصناف مكررة ومحددة. مشاركات مميزة حول مهرجان مأكولات القصباء في دورته السادسة، قال حازم صواف، مدير إدارة التسويق والاتصال في مكتب تطوير القصباء «شهد مهرجان القصباء للمأكولات خلال هذا العام إقبالا جماهيرياً كبيراً، واستطاع أن يستقطب على مدار أيامه العشرة زوارا من كافة أنحاء الدولة، خاصة وأننا حرصنا في هذه الدورة على مشاركة مجموعة متميزة من أشهر الطهاة من مختلف الفنادق والمطاعم في دولة الإمارات والمنطقة، لدعم روح المنافسة على تقديم أفضل الأطباق والوصفات بمختلف أشكالها وأصنافها، فضلا عن تقديم مهارات جديدة في الطهي لجمهور وزوار القصباء». وأضاف «حرصنا هذا العام على تسليط الضوء على المهارات والأطباق الإماراتية من خلال مشاركة نخبة من الطهاة الإماراتيين في فعاليات المهرجان». وأكد صواف أن مهرجان القصباء للمأكولات يعتبر فرصة مميزة لكافة أفراد العائلة، للاطلاع على فنون ومهارات الطهي من مختلف دول العالم وتذوقها، إلى جانب الاستمتاع بالعروض والفعاليات الترفيهية المرافقة والمسابقات. وأوضح «حرصنا في كافة فعالياتنا على الاهتمام بالعائلة بشكل عام وتلبية متطلبات كافة الفئات العمرية لإتاحة الفرصة أمام أفراد العائلة للاستمتاع بأوقاتهم في واحدة من أجمل الوجهات السياحية في المنطقة».