عبير زيتون (رأس الخيمة) أكد الروائي الجزائري واسيني الأعرج أن «الثقافة هي رهان المستقبل، ووسيلتنا الحضارية الناعمة للتواصل الاجتماعي والانفتاح والدفع بالمجتمع إلى مواقع متقدمة في عالم المعرفة، القادرة على مواجهة عالم اليوم شديد الصعوبة، الذي تخنقه الحروب، والتمزقات الخارجية والداخلية. وقال في حوار خاص مع «الاتحاد»: إن الثقافة هي القادرة على زرع التسامح، وفرض أنفسنا بقوتها الإنسانية، وخاصيتها الحضارية. مضيفاً إن العنف ليس ثقافة لأنه يفتقد الخاصية البشرية الإنسانية. وهذا يشكل مقياسي الشخصي في الحكم على الأشياء. فكل ما يجعلني أتقدم أنا معه، وكل ما يجعلني أفتقد إنسانيتي ويؤخرني لا أحتاجه. مسألة بسيطة لكنها تحتاج إلى درجة معينة من الوعي، وهذا الوعي لا يتبلور دون فعل القراءة، والتواصل مع المعارف الإنسانية المتنوعة. ورأى صاحب رواية «حكاية العربي الأخير» أن مجتمعاً جاهلاً محكوم عليه حتماً بالزوال آجلاً أو عاجلاً. ولكن على هذه الثقافة التي أتحدث عنها، والتي تعني المعرفة أن تعلمنا كيف نكون جزءاً منتجاً من مجتمعنا الضيق، وفعالاً عربياً وإنسانياً أيضاً، ولنا وجهات نظر في كل ما يحيط بنا. وحتى لو شعرنا أننا مظلومون علينا أن نربي ثقافة التسامح في نفوسنا وحولنا، وأن نفرض أنفسنا ثقافياً وليس بالعنف. وعن أهم الكتب التي أثرت في وعيه الكتابي المبكر قال صاحب «أنثى السراب»: كتاب «ألف ليلة وليلة» الذي علمني كيف أتشبث بالحب مهما كان الثمن المدفوع. أهم درس في «ألف ليلة وليلة» أن ندافع عن إنسانيتنا؛ إذ تصبح مهددة بالطغيان. والوصول إلى القلب باللغة البسيطة. اللغة التي تدخل الأعماق. اللغة القوية قد لا تكون قوية حقيقة عندما تصبح شقشقة وكلاماً بلا معنى. وأضاف: كما أثرت رواية «دون كيخوته دي لا مانتشا» فيَّ بشكل كبير من خلال حكاياتها الجميلة والمثيرة، لأنك لا يمكن أن تدخل أعماق الإنسان في غياب هذه الحكايات التي تتحول إلى جسر رابط بينك وبين قارئك المفترض. في هذه الرواية دفاع كبير ومستميت عن حق الإنسان في الحياة والسعادة والوقوف ضد اليأس، أو كما يقول ميغيل دي سرفانتس صاحب الرواية:«علينا أن نخلق الحياة حتى في عمق الرماد يمكن أن يخرج من هذا الرماد المستشري طائر الفينيق الذي لم نحسب حسابه». كما علمتني رواية «اسم الوردة» لأمبيرتو إيكو صناعة النص الروائي. فالرواية صناعة وليست فقط كلمات وجملاً. وهناك كتب أخرى تستحق الاهتمام. فكل نص نقرؤه هو حفنة تراب توضع في قبر الجهل والتطرف.