أصبحت الشركات العالمية الكبرى لصناعة السيارات في أميركا وأوروبا واليابان والتي تواجه ظروفاً عصيبة بسبب تراجع المبيعات وزيادة تكاليف التصنيع، تبحث عن طوق النجاة من خلال الهروب إلى الملاذ الاستثماري الأخير ''الأسواق الناشئة''· وباتت المشكلة الكبرى التي تواجهها هذه الشركات تكمن في أن تلك الأسواق الناشئة ذاتها أصبحت في وضع حرج بسبب التباطؤ والركود الاقتصادي اللذين يجتاحان العالم· وبالرغم من الحصانة التي يتميز بها كل من الاقتصادين الهندي والصيني فأنهما بدءا بالتأثر بموجة التباطؤ التي تسود العالم· ولا زالت السوق الروسية الأكثر ثباتاً، تدعمها في ذلك السيولة الغزيرة التي نجمت عن ارتفاع أسعار النفط والغاز· وتقترب السوق الروسية الآن من أن تصبح السوق الأضخم للسيارات في أوروبا كلها بعد أن أوشكت على اقتناص هذا اللقب من السوق الألمانية· وفيما كانت صناعة السيارات في الهند تنمو بمعدلات عالية خلال السنوات القليلة الماضية، سجلت في شهر يوليو الماضي أول تراجع في تاريخها حيث انخفضت مبيعات السيارات الهندية بمعدل 1,7%· وبقيت صناعة السيارات الصينية على عهدها مع مسيرة النمو المتواصلة، وسجلت مبيعاتها خلال شهر يوليو نمواً بلغ 6,8%، وهو أقل نمو شهري تسجله منذ عامين· وهذا التماسك اللافت الذي يميز صناعة السيارات في الصين يجعل منها ملاذاً آمناً حتى بالنسبة للشركات التي اختارت لنفسها الاستثمار في الهند· وتعدّ سوق السيارات البرازيلية الأقوى في أميركا اللاتينية من حيث إنتاج الشركات العالمية التي تستثمر هناك، ومستوى الاستهلاك الذي يترافق مع مسيرة تنموية متوازنة وإيجابية على النمط الصيني· لكنها شهدت خلال شهر يوليو تراجعاً في المبيعات إلى 210 آلاف سيارة· ويقدر محللون أن يبقى هذا المعدل ثابتاً حتى نهاية العام الجاري هبوطاً من 287 ألف سيارة شهرياً خلال العام الماضي· وفي السوق الأميركية التي ما فتئت تلعق جراحها منذ أزمة الرهن العقاري، سجلت مبيعات السيارات بشكل عام تراجعاً كبيراً· وأعلنت (أكورا) عن تراجع مبيعاتها بمعدل 15% خلال السنة المالية الحالية بالمقارنة مع السنة المالية السابقة لها بالرغم من أن مبيعات الشركة الأم (هوندا) ارتفعت هناك بمعدل 2,6%· وتراجعت مبيعات (كاديلاك) بمعدل 12% بالرغم من أن محللين يعتقدون أن الطراز الجديد (كاديلاك بلاتينوم) الذي سيستبدل الطراز (كاديلاك أوسكاليد) والذي يقترب من موعد إطلاقه، سوف يمثل نقطة انعطاف جديدة يمكن أن تعيد لكاديلاك أمجادها السابقة· وأما فيما يتعلق بسيارات لكزس التي يصنعها قسم السيارات الفاخرة في شركة تويوتا، فلقد واجهت تراجعاً في المبيعات في السوق الأميركية بلغ 15% مقابل تراجع بلغ 8,1% في مبيعات الشركة الأم تويوتا· ويرى محللون أن انخفاض مبيعات لكزس بحد ذاته يدل على قوة التباطؤ التي يعاني منها الاقتصاد المحلي بعد أن كانت السيارة الأكثر جذباً للمستهلكين· وحدث الشيء ذاته بالنسبة لشركة (لنكولن) التي تمثل قسم السيارات الفاخرة في شركة فورد والتي خسرت 15% من مبيعاتها في السوق الأميركية خلال النصف الأول بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي· والشيء اللافت في هذا الشأن هو أن العديد من الشركات المتخصصة بصناعة السيارات الفاخرة لم تتعرض لمثل هذا التراجع في المبيعات في السوق الأميركية· ومن ذلك مثلاً أن شركتي (بي إم دبليو) و(إنفينيتي) سجلتا تراجعاً في المبيعات في شهر يوليو الماضي بلغ 3% فقط عن الشهر ذاته من العام الماضي فيما انخفضت مبيعات مرسيدس 2%· وكانت أضخم أرقام التراجع في المبيعات في السوق الأميركية هي التي لحقت بشركة (ساب) السويدية التي خسرت خلال شهر يوليو الماضي 30% من مبيعاتها، تليها (فولفو) التي خسرت 19%· وكانت الخسارة الكبرى قد لحقت بعلامة (هامر) التي تنتجها جنرال موتورز والتي خسرت 44% من مبيعاتها خلال النصف الأول من العام الجاري· عن موقع blogs.edmunds.com