حاتم فاروق (أبوظبي)

مع بداية العقد السادس من القرن الماضي، فوجئ مؤسس مجموعة «الفهيم»، عبد الجليل الفهيم، بزيارة مندوب سيارات «مرسيدس» الألمانية، عارضاً عليه افتتاح أول وكالة لها في منطقة الخليج والدولة، إلا أن العرض لم يكن منطقياً في تلك الحقبة الزمنية التي لم يكن متوافر فيها شوارع ممهدة تصلح لسير السيارات بين المناطق المختلفة داخل الدولة.
لم ييأس المندوب، وعاد مرة أخرى بعد مرور عام، وبالتحديد عام 1962 ليعيد عرضه بافتتاح الوكالة، مؤكداً قدرة شركة «مرسيدس» على إنتاج سيارات دفع رباعية يمكنها السير على الرمال، ما جعل مؤسس المجموعة عبد الجليل الفهيم، يقوم بالتشاور مع رؤساء البنك البريطاني الذي كان قائماً في أبوظبي آنذاك، بعدها تمت الموافقة على عرض المندوب مع تحديد موعد لزيارته مقر الشركة في ألمانيا.
ويقول محمد عبد الجليل الفهيم، رئيس المجموعة، «في الواقع جاءت نتائج هذه الزيارة بالخير الوفير على أعمال المجموعة، وكانت بداية رحلتنا مع واحدة من أضخم وأعرق شركات السيارات في العالم، عبر توقيع عقدٍ لافتتاح الوكالة واستيراد أربع سيارات كتجربة تنوّعت بين الإيجاب والسلب».
وأضاف الفهيم أن التجارب الأولى لاستيراد السيارات الألمانية من العلامة التجارية «مرسيدس» كانت تمهيداً لاكتساب الخبرة في نوعية السيارات التي يتوجّب علينا استيرادها، والتي شهدت إقبالاً متميّزاً على الصعد كافة، خلال السنوات الأولى، من افتتاح الوكالة.
وأكد أن جميع الدروس التي اكتسبناها، خلال هذه الرحلة الشّاقة، منحتنا بالتالي خبرة عميقة ساهمت في تركيزنا على التخطيط المُسبق لكافة مشاريعنا برؤية مُتطلّعة ومنهج مدروس.
وقال: «مع تحول الحياة الاجتماعية بالدولة وتسلم الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» القيادة، وهو ما أدى إلى التغيير الجوهري للمفاهيم الاجتماعية والثقافية داخل المجتمع الإماراتي، خصوصاً مع النهضة العمرانية وازدياد الاحتياجات والمتطلبات للمواطن، ومواكبته لآخر التطورات في مجال التكنولوجيا والسيارات، وكل ماهو جديد في العالم، حيث كانت للوالد عبد الجليل، رحمه الله، رؤية مستقبلية ثاقبة في الاستعانة بوكالة «مرسيدس» ذات السمعة والخبرة الجيدة والتي لها باع طويل في السوق العالمي». وأضاف محمد الفهيم: «مع زيادة وتيرة العمران والنهضة التي شهدتها دولة الإمارات بعد قيام الاتحاد، زادت أعداد السيارات في الدولة وأصبح سوق السيارات من الأسواق الرائجة، خصوصاً مع ارتفاع وتيرة تأسيس شركات المقاولات والبنى التحتية وإنشاء الطرق والتي شهدت قيام جميع فئات المجتمع ببذل المزيد من الجهد لبناء الدولة الحديثة المتطورة». وأوضح أن «شركة الإمارات للسيارات» تمثل حالياً الموزع المعتمد لسيارات «مرسيدس - بنز» في إمارة أبوظبي والتي أصبحت أكثر العلامات التجارية المعروفة في قطاع السيارات بالسوق المحلي، من خلال تقديم أعلى مستويات الخبرة التكنولوجية لعملائها، عبر شبكة واسعة من صالات العرض ومراكز الخدمة وقطع المستودعات ومنافذ البيع بالتجزئة. وأضاف أن مجموعة الفهيم في قطاع سيارات «مرسيدس»، أصبحت ذات نطاق واسع جغرافيا، إذ تملك في الوقت الراهن 5 معارض و3 مراكز صيانة، بالإضافة إلى مركز خدمات ما بعد البيع في كل من أبوظبي والعين والمنطقة الغربية، كما بدأت الشركة بثلاثة موظفين، واليوم أصبحت تجمع خبرة 600 موظف.