محمد عريقات عمّان (الاتحاد الثقافي) «لقد كنت شغوفاً بصمت الكتابة وهدوئها ورحت أكتب لذاتي وذاتها، ولم يدر بخلدي أنني سأصبح شاعراً، كل ما في الأمر هو أن أحقق فرحي الخاص وأحس بوطأة المختلف إلى أن قيل لي بأنك تسبح في كيمياء الشعر، كنت أعرف ذلك في حينها، ولكني كنت محتاجاً إلى هذا الصوت «التوكيدي» وبعدها وجدتني أكتب وأنشر وكانت قصائدي». هكذا يرى زياد العناني الشعر، حالة من الفرح تهرب به من حزنه الخاص والفقد الذي أفرغ روحه، فهو يكتب للموتى، كما أشار من خلال توطئة مقتبسة من قصيدة لجاك بريفيه افتتح بها مجموعته الشعرية «خزانة الأسف» الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت: «إنني أتحدثُ دائماً إلى الموتى.. إنه لسر غريب أن تشاهد ميتاً وأغرب من ذلك أن تنظر إلى حي»، وتفسيراً لذلك يقول العناني في أحد حواراته الصحفية: «إن المقبرة بسروها الأخضر، وشواهدها المتناثرة، وليلها الذي تقشعر لـه الأبدان جزءٌ مني، ومن قصيدتي؛ فلا عجب أن يتغلغل الموت في نطقي، وفي جملته إلى هذا الحد فإننا قد نموت جماعة، أو متضامنين، ولكل منّا فرديته، ولحظة انقطاعه عن هذه الحياة بشهقة حرّى، أو حتى بدونها!». لكن زياد ليس منحازاً إلى الموت فهو لا يصوّبُ سهامهُ إلى الموت بقدر ما يصوّبها إلى وجه الحياة الناقصة»«في الشرقِ ما زالَ التابوتُ نشيطاً ويزاحمُ الحافلاتْ في الشرقْ». بعد صدور مجموعته الشعرية الأولى «إرهاصات من ناعور» في ثمانينيات القرن المنصرم توقف العناني عن كتابة الشعر لفترة ليست بالقصيرة، ليعود مع مطلع التسعينيات بمجموعته «خزانة الأسف»، وقد بدا انزياحه إلى قصيدة النثر متلهفاً، على حد تعبيره، لفضائها ولخوض نزعة التجريب التي تميزها، وحول ذلك يقول العناني: «لقد دافعت ونافحت عن قصيدة النثر من خلال عدة دراسات ومقالات منشورة، ذلك أنها قصيدة مكثفة ويجري في كيانها نسق معرفي وخبرات قديمة وجديدة تقدم «المعنى» على «لعبة» ترقيص «الحواجب» التي تمارسها بعض القصائد التي تريد أن تضم الموسيقى إلى الحقل الشعري بقوة السلاح رغم أنها حقل آخر منفصل». شمس قليلة كثيرون هم النقاد الذين التفتوا إلى تجربة العناني وكتبوا عن فرادتها، وحول ذلك يقول الكاتب الأردني «محمود منير» في دراسة له نشرها وقت صدور مجموعة زياد الشعرية «شمس قليلة»: «لم يغادر الشاعر زياد العناني في ديوانه «شمس قليلة» عوده الأبدي المتشكل حنيناً غامضاً إلى نقطة أقدم أكثر جمالاً في سيرة الفقد التي دوّنها في خمسة دواوين سابقة، فالعناني يبحث في نصه الجديد عن مضامين شعرية مبتعداً، أحياناً قليلة، عن فقده فتراه يهجو الحرب التي تأتي على الغاية، رمز الطبيعة نقيض النظام الإنساني، كلّها، أو الطاغية حين يسقط مغشياً على الدولة ويمضي، إلاّ أن هذه المضامين لا تعدو كوْنها هامشاً لمتن أكبر، وهو هامش يرتبط أيضاً بشكل خفي بوجود يسقط أصدقاءً وأشياء حميمة». أما الشاعر اللبناني «شوقي بزيع»، فقد تناول تجربة العناني الشعرية في مجموعته الأخيرة «زهو الفاعل» المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2010، في دراسة نقدية نشرت حينها في جريدة السفير قائلاً: «عملاً إثر آخر يثبّت الشاعر الأردني زياد العناني أقدامه في أرض الشعر ويرسخ تجربة لا تني تجدد نفسها منذ مجموعته الأولى «خزانة الأسف» وحتى مجموعته الأخيرة «زهو الفاعل». وخلافاً للكثيرين من مجايليه الذين فاجأوا قراءهم بإصدار أول لافت ومفاجئ ثم تحولوا بعد ذلك إلى «وجهاء» ومنظرين وناموا على حرير ما أنجزوه فإن العناني ما يزال قادراً على مباغتة قرائه والأخذ بيدهم نحو عوالم شعرية طازجة ومثخنة بالطهارة رغم غرائزيتها الظاهرة». وكان الشاعر زهير أبو شايب قد لفت في كلمته على غلاف مجموعة «زهو الفاعل» قائلاً: «إن أهم ما يميز نصوص هذه المجموعة الشعرية حرارتها، إن الشعرية، في جوهرها، ليست مواصفات ومقاييس، بل هي هذه الحرارة التي نميز بها النص الحي من النص الميت، مشيراً أن على النص لكي يكون شعرياً، يجب أن يكون حياً أولاً، لأن النص الميت لا يصلح للشعرية مهما تكن مواصفاته، إن نص العناني هكذا يذهب إلى شعرية أخرى أقل زخرفاً وانشغالاً بذاتها، لكنها أكثر شراسة وانشغالاً بالعالم، شعرية تخمش السائد والراكد والمقدس، وتؤسس لمذاقات برية تمجد الحرية بوصفها الأرض المقدسة الوحيدة التي تصلح فضاء للكتابة. خذلان بعد إصداره لمجموعته «زهو الفاعل» 2010 عكف زياد العناني على كتابة مجموعة شعرية تخالف مجموعاته السابقة، وذلك من حيث كتابته للقصائد المطولة، وكأنه يدرك أنها آخر ما سوف يكتبه فاختار عنواناً لها يشي باستقرائه لما يخبئه له قدره، فأصيب بجلطة دماغية حادة أفقدته نصفه الأيمن وبترت ساقه اليسرى نتيجة مضاعفات ألمت به، وذلك عام 2011. هكذا لم يمهله المرض حتى يذهب بمجموعته الجديدة إلى ناشره وبقيت حبيسة أدراجه فقد أجبر مرغما على وحدة لم يألفها بين جدران منزله، وحدة لا يخترقها سوى صديق أو اثنين يشاركونه الغناء والذكريات، وحدة عمقها غياب من كان زياد يحبهم من أصدقائه الكثر بانفضاضهم عنه، وحدة رسختها المؤسسات الثقافية الرسمية وغيرها كوزارة الثقافة ورابطة الكتاب الأردنيين بمقابلتها له ولمنجزه الشعري بالإهمال. وفي هذا الشأن، كتب القاص الأردني يوسف ضمرة مقالة جاء فيها: «زياد العناني الذي ليس له سوى قميص مبلل بالعرق، ظل في منزله راقداً من دون رعاية أو اهتمام حقيقيين. لم ترسله الحكومة إلى خارج البلاد بمرافقة العائلة، فالرعاية في بلادي ليست للفقراء ومن لا يملكون سوى قميص مبلل بالعرق. ولم يلقَ الاهتمام الإعلامي الذي يليق به ويستحقه كشاعر كبير مجدد ومختلف». وحول الدور الذي تقوم به وزارة الثقافة ورابطة الكتاب الأردنيين تجاه المبدع الأردني في أزمته يقول الكاتب موسى برهومة: «لا أعوّل كثيراً على المؤسسات الثقافية الرسمية والأهلية، إنها واجهات للخراب العام الذي يفتك كالطاعون في المؤسسات كافة، فلا كرامة لشاعر أو مثقف أو مفكر، ولا تقدير إلا لمن يتزلّف، ويتلوّن، فيرتهن، مشروعاً وكياناً، إلى من يتزلّف له، طمعاً في مكافأة في حياته، أو حين اعتلاله ومرضه». ويضيف برهومة: «أما من يختار النزيف الإبداعي بمعزل عن هذه «الثقافة» فإنه لا محالة سيلقى مصيراً مرعباً، ولن يتذكره أحد في محنته. ربما حينما يموت المبدع يحظى بـ«تكريم» فيتكاثر المحبون ويفيضون بالبلاغة عن مهارات الفقيد، لكنّ البلاغة لا تحيي الأموات، ولا تسدّد مصاريف الجنازة، ولا أثمان العلاج، ولا تؤمّن لأسرة الفقيد أو أطفاله الماء والخبز والحليب». ويخلص: «لا يتعيّن التعويل كثيراً على تلك المؤسسات، فرابطة الكتّاب الأردنيين ليس لديها ما تسدّد به أجرة مقرها، ووزارة الثقافة ذات ميزانية شحيحة ومشروع مضطرب لا مطرح فيه للحالات الإنسانية، والدولة بلا عقل ثقافي أو استراتيجي، والمثقفون أحزاب وشيع وعصابات، ولا مكان بيننا لإبداع يتفجّر فيلمع نجم كاتبه فيصبح مثل ماركيز أو ميلان كونديرا، فيتجنب غائلة الجوع وهي تعضّ بأنيابها روحه». أما الصحفي والكاتب نادر رنتيسي فيقول: «لو كان زياد العناني شاعراً سويدياً، ربّما أقيم له تمثال في واحد من متاحفها الشهيرة، وكانت كتبه الشعرية تطبع في طبعات شعبية، ماذا أيضاً لو كان فرنسياً، أو ألمانياً، بالطبع كنا سنقرأ عنه باللغات الحيّة، بأنّه واحدٌ من أبرز وجوه الحداثة الشعرية. لكنّ زياداً أردنياً، بدوي الطيبة، من قرية ناعور على طرف من أطراف عمّان، أصيبَ قبل خمسة أعوام بسكتة دماغيّة، أقعدته عن العمل والشعر، ومنذ ذلك التاريخ الأسود والحياة تضيق بكل زواياها عليه: بُتِرت ساقه بمضاعفات مرض السكّري، ويعاني الإهمال الرسمي». ويؤكد رنتيسي: «لا شيء أبداً سوى ملف شعري أنجزته مجلة أفكار التي تصدر عن وزارة الثقافة، وكان «الكفاية» عن شرّ القتال! لا تتحرّك أيّ جهة رسمية، معنية أو غير معنية، حتى الآن بإرسال «زياد» للعلاج في الخارج، خصوصاً أنّ حالته ليست في حالة استقرار دائم، بل إنّ إهمال متابعتها إلى اليوم ساهم في عدم عودته لحياته الطبيعية». ويعاتب الأصدقاء قائلاً: «وليست الدولة وجهاتها الثقافية الرسمية فقط المسؤول الوحيد عن الإهمال الذي يواجه به زياد العناني. أصدقاؤه، ومؤسسات أهلية يرأسها أصدقاء، لم تتحرك خطوة واحدة باتجاه بيته، وهو الأمر الذي كان ممكناً وواقعياً قبل خمسة أعوام، لولا الاستعجال في البكائيات الجافّة على جدران فيسبوك». قامة شعرية عالية ويرد نيابة عن وزارة الثقافة الأردنية الروائي هزاع البراري مدير دائرة الدراسات والنشر في الوزارة قائلاً: «زياد العناني قامة شعرية عالية، شكل ظاهرة مختلفة ومتفلتة، تميز بالتجديد والاختلاف الخلاق، على صعيد الشكل والبنية والموضوعات، بالإضافة لدوره المشهود في ا?علام الثقافي، لقد خطفه منا عارض صحي لم يتزحزح عنه قيد ومضة شعر، صمت زياد العناني الذي ملأ الدنيا جمالاً وشعراً مشاكساً وهو في قمة ضجيجه، ضجيجاً احتجاجياً ومنتصراً للخير ومحباً للحياة». وحول موقف الوزارة تجاه زياد يقول: «اليوم زياد هناك في الصمت، مثقل بتقصيرنا الفردي والجماعي والمؤسسي، مخذول مثل قصيدة لم تتلقفها ذاكرة حية، إن الحالة التي وجد نفسه فيها هذا الشاعر الرقيق، تحمل في طياتها إدانة لنا جميعاً، ربما التفت وزارة الثقافة حول زياد خلال مراحل مرضه ا?ولى، وقدمت ما يمكنها حينها بما تسمح به التشريعات والواقع المالي، وتواصلت مع الديوان الملكي الذي استجاب وقدم مساعدة مالية، وفي أكثر من مرحلة. إننا في وزارة الثقافة معنيون بتحسين واقع المثقف والمبدع ا?ردني، وعلى استعداد لبلورة أفكار تتقدم بها رابطة الكتاب الأردنيين أو مثقفون ضمن ما تسمح به ا?نظمة والقوانين والموازنة لنقدم لهذا المبدع ا?صيل كل الدعم والمؤازرة وإعادة نشر منتجه ا?بداعي، بالتعاون مع مؤسسات وطنية كأمانة عمان والبنك ا?هلي ومؤسسة شومان وغيرها من المؤسسات المهتمة بالشأن الثقافي». من جهته، يؤكد أمين العلاقات الخارجية في رابطة الكتاب الأردنيين د. ربحي حلوم في رده نيابة عن رئيس وأعضاء الهيئة الإدارية في رابطة الكتاب الأردنيين على أن الشاعر زياد العناني قامة شعرية عالية ومختلفة أسست لآفاق جديدة في قصيدة النثر الأردنية والعربية، إلى ذلك، فهو صاحب رأي حر تجلى ذلك فيما كان يكتبه من موقعه كصحافي وكاتب مقال أسبوعي، وأنه يستحق كل التقدير والعرفان والتكريم، وأن الرابطة تتمنى لو بمقدورها تقديم ما هو واجبها تجاهه، واعداً بأن تُطرح قضية العناني في اجتماعات الهيئة الإدارية القادمة، حيث تم تنسيق زيارة له من قبل رئيس الرابطة وأعضاء هيئتها الإدارية. ويبرر د. حلوم تقصير رابطة الكتاب تجاه الكتاب الأردنيين في أزماتهم قائلاً: «لقد تفاجأت الهيئة الإدارية للرابطة منذ توليها مهام الرابطة يوم الرابع من أيلول عام 2015 المنصرم بأربع وقائع مستجدة بالغة الأهمية لا تحتمل الصمت أو المواربة أو التلكؤ أو الانتظار في حتمية مواجهتها والتعامل معها وطرحها أمام الهيئة العامة وذلك لإنقاذ الرابطة من الإفلاس الذي تعانيه حالياً». ويعدد د. حلوم هذه الوقائع: «الأولى تتلخص بمفاجأة صدور قرار قضائي قطعي ضد الرابطة من المحاكم القضائية المختصة يقضي بدفع مبلغ (8523,597 ديناراً أردنياً) للزميلة الآنسة منال حمدي التي كانت تعمل سكرتيرة إدارية للرابطة قبل أكثر من سبع سنوات وتعرضت لإصابة لم تُحسن الهيئة الإدارية السابقة التعامل بشأنها خلال دورتيها السابقتين، ودون أن تكلف الهيئتان الإداريتان السابقتان الموقرتان نفسيهما عناء إعلام الهيئة الحالية المنتخبة بحيثيات هذا الأمر، لنفاجأ بصدور الأمر القضائي القطعي الذي يقضي بالحجز على ممتلكات الرابطة وموجوداتها المنقولة وغير المنقولة وعلى الرصيد المتواضع في حسابها البنكي الذي لا يغطي نصف المبلغ المحكوم به للزميلة المذكورة. أما الواقعة الثانية، فتتعلق بترميم بيت غالب هلسة الذي وجدت الهيئة الإدارية الجديدة نفسه أمام مسؤولية وأمانة أدبية ومعنوية كبيرتين تقتضيان منها عدم الصمت ومصارحة الهيئة العامة بالواقع المر، الذي واجهته نتيجة عدم تسلمها من سابقتها الموقرة أية أوراق أو ملفات أو سجلات أو وثائق أو معلومات موثّقة تتعلق بعشرات آلاف الدنانير المتعلقة بالترميمات، التي نُمي أنها صُرفت لترميمه، والتي يُفترض أنه قد تم صرفها بالفعل بموجب سجلات رسمية مالية وسندات صرف موثقة لم تعثر على أي أثر لها حتى اللحظة». أما الواقعة الثالثة فيبين حلوم: «فوجئت الهيئة الإدارية الحالية بوجود حساب بنكي ذي رصيد مالي بقيمة أربعة آلاف دينار أردني مسجل باسم الرابطة - لم تـُبَـلـَّغ به أو عنه من قبل الهيئة الإدارية السابقة ــ محجوز عليه بموجب أمر قضائي، يتبع لمؤسسة الضمان الاجتماعي، يقضي بالحجز التحفظي على خمسة آلاف دينار أردني على خلفية خلل إداري ذي صلة بالعاملين في الرابطة في حينه، ويتعلق بخصومات مفترضة عائدة للضمان الاجتماعي لم تُحسن الهيئة الإدارية السابقة التعامل القانوني المفترض بشأنها. أما الواقعة الرابعة فتتعلق بمطالبة النقابات المهنية للرابطة بمبلغ (900 د.أ) ترتبت على الرابطة من هيئات إدارية سابقة، وهي ذمم مالية عن حجز قاعة الرشيد في النقابات لغايات انتخابات الهيئات الإدارية السابقة. ويخلص د. حلوم: «المبشر في الأمر أن المؤشرات التي تحققت على ضوء خطة العمل التي رُسمت بهذا الشأن، والاتصالات المكثفة بالعديد من الأطراف تُبشر بآمال كبيرة معقودة على إمكانية البدء في تنفيذ مشروع بناء مقرّ دائم للرابطة وتوفير الإمكانيات الكفيلة بتحققه قبل انتهاء الدورة الحالية، على أمل أن تُكلل الجهود الحثيثة المبذولة في هذا الشأن بالنجاح المتوخى في إطار تعاضد ودعم ومساندة الأخوات والإخوة أعضاء الهيئة العامة للرابطة، كلٌّ حسب طاقته ودوره المأمول». زياد في سطور ولد الشاعر زياد العناني في مدينة ناعور قرب العاصمة الأردنية عمان العام 1962، عمل موظفاً حكومياً، ثم صحفياً في عدة مؤسسات صحفية أردنية، وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين، والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وكحال الكثير من الشعراء تبرأ العناني من مجموعته الشعرية الأولى التي جاءت تحت عنوان «إرهاصات من ناعور» توقف بعدها فترة عن النشر حتى عاد مطلع تسعينيات القرن المنصرم بعاصفته الشعرية «خزانة الأسف» التي لفتت الأنظار إليه كشاعر مجدد ومختلف، وتتالت بعدها الإصدارات: «في الماء دائماً وأرسم الصور»، «كمائن طويلة الأجل»، «مرضى بطول البال»، «تسمية الدموع»، «شمس قليلة»، و«زهو الفاعل».