أشرف جمعة (أبوظبي) صدرت للزميل سلطان الحجار روايته الجديدة «الحاشية» عن دار«سما» المصرية للنشر والتوزيع، وهي ثالث أعماله الروائية بعد روايتيه السابقتين «فراشة الميدان» و»ناشطة سياسية». وتشكل التجربة الروائية للحجار عالماً غنياً بالمفارقات الإبداعية، إذ يعيش عادة بين شخوصه في أعماله الروائية وكأنه واحد منهم يتفاعل مع أجوائهم ويصطدم بمواقفهم، ويرسم بدقة ومنذ اللحظة الأولى ملامح شخصية بطل الرواية الذي تتكسر على يديه منظومة القيم على الرغم من طاقته وعاطفته الهائلتين اللتين يتمتع بهما، وإيمانه بأنه يستحق العيش في عالم أفضل من عالمه الذي ألقى به في ساحة الدراويش أمام مسجد السيدة زينب في القاهرة. ولم يكن «درويش»، الذي تدور حوله أغلب أحداث الرواية، إلا رمزاً لسطوة المال والجشع، فالراوي يشحذ جل طاقته في التخييل واستحضار عوالم البشر على اختلاف مستوياتهم المعيشية التي تتراوح ما بين الفقر المدقع والثراء الفاحش والسلطة المتوحشة أيضاً، وإعطاء مساحة لكل شخصية تتحرك من خلالها عبر إطارها الزمني والمتفاعل، إذ ينتقل درويش من حياة البؤس والشقاء والتسول بعد أن أحب فتاة هاربة من زوج أمها في الريف ومغرراً بها، لأن يكون رجلها وزوجها غير الشرعي، لكنه بمفارقة عجيبة يدخل إلى عالم المال والأعمال من خلال امرأة ثرية اختارته لنفسها، وجعلت منه رجل مجتمع في الدرجة الأولى وهيأته لأن يكون ستاراً لكسب المزيد من المال بطريقة غير مشروعة، وفي الوقت نفسه الالتحام بالسلطة. رواية «الحاشية» تعبر عن جدلية العلاقة بين أصحاب المصالح والسلطة، وما يتخلل ذلك من طبقات المجتمع في مستوياتها الثقافية والأخلاقية والإنسانية والاجتماعية، ونجح الحجار في محاكاة الواقع عبر تحريك الوعي بالصراع الدائر في الحياة، وما يترتب عليه من الإخلال بمنظومة القيم، وما يخترق الحياة الاجتماعية من علاقات تمس واقع المجتمع وتعري الزيف. يذكر أن الحجار يعمل صحفياً في جريدة «الاتحاد».