أمل عبد الله (طرابلس) أبدى ليبيون تأييدهم الكامل لقرارات المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومملكة البحرين ومصر بمقاطعة قطر؛ لتبنيها سياسات داعمة للإرهاب، وتساعد إيران على التغلغل في مناطق عدة من الوطن العربي، وأكدوا أن هذه القرارات تتماشى تماماً مع قرارات مجلس النواب الليبي والحكومة المؤقتة بقطع العلاقات مع قطر، وإصدار وزير الخارجية بالحكومة المؤقتة محمد الدايري بياناً اتهم فيه «قطر برعاية الإرهاب صراحة»، كما طالب مجلس النواب الليبي مجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية بفتح تحقيق حول دعم قطر للجماعات المتطرفة في ليبيا. وأكدوا أن كل هذه الاتهامات ناجمة عن السياسة المزدوجة التي تتبناها قطر، ففي الوقت الذي تؤكد أنها تسعى من أجل محاربة الإرهاب وإعادة الاستقرار إلى المنطقة، نجد أن كل قرارات أمير قطر لمصلحة الإرهاب، ودعم المتطرفين، واتباع سياسة «دس السم في العسل»، مشيرين إلى أن تحجيم الدوحة ومنعها من تقديم الدعم السياسي والمالي لمجموعات الإسلام السياسي في ليبيا، قد يعجل بالقضاء على هذه التنظيمات المتطرفة. ومن جانبها، قالت فاطمة غندور: مما لا شك فيه أن قطع العلاقة من قبل هذه الدول له مبرراته ومعطياته السياسية، والتي عمادُها أدلة وأسانيد تؤكد تبني قطر لسياسات الخداع وبث الفتن، مشيرة إلى أن قناع قطر القبيح تكشف لليبيين منذ وقت طويل بعد أن تم توجيه أصابع الاتهام إليها بدعمها جهات معينة خلال شروع الليبيين في أول ممارسة انتخابية 2012، وقطر التي رغم إعلانها وقوفها ودعمها الانتفاضة الليبية فبراير 2011، وكان ذلك من خدعها السياسية، انحازت بضخها الإعلامي وتمويلها العسكري لتيار إسلامي متطرف «ومسلح» ممثلهُ عبد الحكيم بالحاج قائد الجماعة الليبية المقاتلة، أو قيادي الإخوان علي الصلابي؛ ولذلك مؤشرات تآمر واضحة ومعلنة، فالتدخل جرى لأجل شق وحدة الصف الليبي الذي وصل حد دعم أطراف أشعلت احتراباً أهلياً ما أدى إلى انقسام البلاد. وأكدت أن النظام القطري هو من ساهم في إذكاء وإشعال الحروب والفتن في المنطقة. أما الحسين المسوري، فقال إن قرار السعودية، والإمارات، ومصر، والبحرين بقطع العلاقات مع قطر هو خطوة منطقية لما تقوم به قطر من تبني الإرهابيين ودعمهم لإشعال الفتن والحروب في دول المنطقة، مشيراً في هذا الصدد إلى رد الفعل داخل ليبيا، التي أصدرت قرارات عدة غير مسبوقة من مجلس النواب الليبي والحكومة المؤقتة بقطع العلاقات مع قطر، وأصدر وزير الخارجية بالحكومة المؤقتة محمد الدايري بياناً اتهم فيه «قطر برعاية الإرهاب صراحة»، كما طالب مجلس النواب الليبي مجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية بفتح تحقيق حول دعم قطر للجماعات المتطرفة في ليبيا، وهذا تصعيد غير مسبوق من جانب مجلس النواب، وهو ما رحب به الشارع الليبي، حيث يحمل كثير من الليبيين قطر مسؤولية العنف المسلح والاغتيالات لضباط الجيش في بنغازي الذي قامت به تنظيمات الإسلام السياسي والجماعات المتطرفة، وكذلك عملية احتلال العاصمة طرابلس من قبل ميليشيات فجر ليبيا عقب خسارتهم انتخابات مجلس النواب في 2014، حيث يعتبر الكثير من الليبيين أن تحجيم الدوحة ومنعها من تقديم الدعم السياسي والمالي لمجموعات الإسلام السياسي في ليبيا قد يعجل بالقضاء على هذه التنظيمات المتطرفة. وقال محمود القناشي، إن قرارات المقاطعة هي بمثابة «تحذير» من أنه سيتم اتخاذ قرارات جديدة أكثر حسماً ما لم يتم استدراك الوضع من النظام الحاكم في الدوحة بتغيير السياسات التي أوصلت قطر إلى هذا الموقف، مشيراً إلى أن كل قرارات أمير قطر لصالح الإرهاب ودعم المتطرفين ودس السم في العسل، ومن هنا نذكر الدور القطري منذ بداية أحداث فبراير 2011 في ليبيا، فقد كان الشيخ حمد قبل فبراير بأيام في ليبيا، وكانت علاقته ممتازه بالنظام السابق وفي ليلة وضحاها شاهدنا تسخير المال والإعلام القطري لإسقاط النظام الصديق، وتوقع الكثيرون أن هذا التحول بسبب تجاوز القذافي الخطوط الحمراء مع الشيخ حمد، ولكن بعد سقوط القذافي ازداد دعم قطر للإرهاب والتطرف، وأصبح تدخلها واضحاً ومكشوفاً للجميع، مما يؤكد ضلوع قطر في المساهمة الفعالة بدعم التنظيمات الإرهابية واحتوائها قيادات الإخوان الجناح السياسي للتنظيمات الإرهابية. وكانت هذه أبرز أسباب مقاطعة قطر لمعرفة الدول المقاطعة أن قطر تدعم مشروع زعزعة أمن دول في المنطقة وتقسيمها. ولهذه الأسباب نشاهد ردة فعل على المستويين الرسمي والشعبي داخل الشارع الليبي تؤيد المقاطعة الخليجية المصرية. أما فرج نجم، فقال: «أعتقد أنها خطوة جاءت متأخرة تجاه دولة صغيرة وغير مسؤولة تتمتع بقدرات مالية هائلة وأذرع إعلامية تخريبية عصفت بدول عربية في خضم الربيع العربي». وأضاف: «نحن في ليبيا عانينا ولا زلنا من تدخل المال والإعلام القطري في صالح مجاميع إسلامية متطرفة تدثرت بالثورة وشنت حرب شعواء بعدما خسروا الانتخابات، فعطلوا الحياة لدرجة أن ثاني أكبر مدينة في ليبيا - بنغازي - دمروا ميناءها ومطارها ومستشفياتها وجامعتها التي تعتبر رابع أقدم جامعة في الوطن العربي، إلى جانب نزوح ربع سكانها، الذين يساوون عدد سكان قطر. أما طرابلس، فما زالت هذه المجاميع المتطرفة تسيطر عليها، وأن عبثها بالأمن الليبي أقل ما يقال إنه تخريبي». وقالت أمال بوقعيقيص، إن خطوة قطع العلاقات مع قطر تشير أن مؤامرة الإرهاب التي كانت ليبيا ضحية لها قد بدأت تنحسر، وأكدت «التدخل القطري في ليبيا تسبب في قتل أولادنا وتشريد عائلاتنا، ودمار المدن، ويبدو أن العالم سيغير سياساته؛ لأنه جرب مرارة الإرهاب الذي انتقل إليه وخسارة اقتصاده، وأضرار الهجرة غير الشرعية.. نرجو أن يشهد العالم حقبة جديدة وتعاوناً مثمراً».