أعلنت إسرائيل امس عن إجراءات جديدة لتخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة، قائلة إنها ستبدأ قريبا السماح بدخول جميع أنواع السلع إلى القطاع عدا الأسلحة والمواد التي تدخل في صناعتها. وأصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانا قال فيه إن إسرائيل ستنشر “في أسرع وقت ممكن” قائمة بالسلع الممنوعة وجميع المواد غير المدرجة في القائمة سيسمح بدخولها إلى قطاع غزة . وستتضمن الإجراءات الجديدة أيضا السماح بدخول مواد البناء لمشاريع الإسكان تحت إشراف دولي وزيادة تدفق السلع عبر المعابر البرية التي تسيطر عليها إسرائيل. واعلن مسؤول اسرائيلي كبير لوكالة فرانس برس “اننا نتعهد بالسماح بتدفق السلع ذات الاستخدام المدني للسكان المدنيين في قطاع غزة”. واضاف هذا المسؤول “اعتبارا من اليوم (امس) هناك ضوء اخضر لكي تدخل كل السلع الى غزة باستثناء التجهيزات العسكرية والمعدات التي يمكن ان تعزز آلة الحرب لدى حماس”. وفي الوقت نفسه، قدم البيت الابيض دعمه التام لقرار اسرائيل السماح بدخول “منتجات لاغراض مدنية” الى قطاع غزة، معتبرا ان ذلك سيسمح بتحسين ظروف عيش الفلسطينيين فيه. وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت جيبس في بيان”نعتقد ان تطبيق الاجراءات التي اعلنتها الحكومة الاسرائيلية ستحسن ظروف عيش سكان غزة وسنستمر في دعم هذا التحرك”.واضاف “ندعو كل الذين يريدون نقل سلع ان يفعلوا ذلك عبر القنوات المعتمدة لهذه الغاية ليتم تفتيش شحناتهم”.واضاف “لا داعي من حصول مواجهات غير مجدية وندعو كافة الاطراف الى التحرك بمسؤولية لتلبية حاجات سكان غزة”. وكان نتنياهو أطلع امس مبعوث الرباعية الدولية توني بلير على خطة التسهيلات المقرر تطبيقها لتخفيف الطوق الأمني المفروض على قطاع غزة. وفوض مجلس الوزراء المصغر في ختام جلسته في وقت سابق امس نتنياهو بتطبيق التسهيلات. وتم اعتماد هذا القرار بالإجماع. وصرح الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز بأنه اذا تحول قادة الفلسطينيين في قطاع غزة الى السلام، فلن تكون هناك حاجة لمواصلة الحصار على القطاع. وقال بيريز انه في اليوم الذي ينبذ فيه قادة الفلسطينيين في غزة الارهاب ويفرجون عن الجندي المختطف جلعاد شاليط ويتوقفون عن اطلاق الصواريخ وعن المحاولات لاختطاف جنود، فلن تكون هناك حاجة لمواصلة الطوق الأمني المفروض على قطاع غزة. إلى ذلك يجري سلاح البحرية الاسرائيلي استعداداته للتصدي للسفن التي تنوي الانطلاق من لبنان وإيران قريبا باتجاه قطاع غزة في إطار المساعي لكسر الحصار المفروض عليه. ونقلت الإذاعة الاسرائيلية امس عن مصادر أمنية قولها إن “حزب الله” اللبناني يقف وراء تنظيم رحلة السفينة من لبنان وذلك تحت غطاء منظمات انسانية، مشيرة الى أن سلاح البحرية استكمل استخلاص العبر من عملية السيطرة على قافلة السفن السابقة. وأكدت المصادر أنه لن يسمح للسفن المنطلقة من لبنان وإيران بأن تقترب من شواطئ غزة. على صعيد آخر يستدل من التحقيق الذي أجرته وحدة “الكوماندوز” البحري في عملية السيطرة على سفينة “مرمرة” التركية انه كانت هناك عيوب خلال الاستعدادات التي أجريت تمهيدا لتنفيذ هذه العملية وخاصة في مجال الاستخبارات، كما تشير نتائج التحقيق الى بعض النواقص في طريقة تنفيذ العملية نفسها. وأشارت الإذاعة إلى أنه تبين أن احتمال تعرض الجنود “لاعتداء” جماعي من جانب ركاب السفينة لم يؤخذ بالحسبان، بينما أكدت نتائج التحقيق أن الجنود تصرفوا على ما يرام في الظروف التي تكونت على ظهر السفينة.