يقول الشاعر السعودي ابراهيم زولي صاحب ديوان ''أول الرؤيا'' وديوان ''الأشياء تسقط في البنفسج'' عن طقس الكتابة عنده ''إنه طقس بحاجة إلى طقس آخر وعملية استحضار تشبه الضرب في الرمل· هي كمن ينظر إلى قدميه عندما يقود دراجة ليعرف كيف تتمّ عملية القيادة ثم يتعثّر في الطريق· الكتابة موعد مع الغياب أو هي انتظار جودو أو ''البحث عن وليد مسعود'' قد تأتي وقد لا تأتي''· ويضيف زولي: ''الأوراق وستة عشر بحرا وقلم دون غطاء كلهم يتأهبون وقد لا تأتي الكتابة· تغضب وترمي بكلّ شيء في أقرب سلة أمامك· تختلط الإيقاعات الوافر والرمل ممزوجان بالمتدارك· ثم ينتصب الخليل بن أحمد أمامك كعفريت صابّا جام غضبه عليك· تقوم منكسرا من مكانك الذي هيأته للقصيدة الحلم· ثم في خلسة من كلّ هؤلاء تقبل وأنت أعزل إلا من حزنك، عاريا إلا من البهجة بقدومها، لا لشيء إلا لأنها هي سيّدة الزمان والمكان''· وعن تلك اللحظة، لحظة تحقق الكتابة، وما يعتريه خلالها يقول زولي: ''هي من تحدد إيقاعها، ربما في الظلام، وأنت يغالبك النعاس، أو ذاهبا في صباح شاحب إلى عملك، هكذا تقبل من أورثتني الجنون، فجأة تنبت كعشب فوق حجر، كبرق تهامي، كمطر الصيف، تشبه غيمة خرجت عنوة في يوم مشمس''·