هدى الطنيجي ومنى الحمودي (رأس الخيمة، أبوظبي)

لا يزال مسلسل إصابات وحوادث الأطفال مستمراً، فلا يكاد يمر يوم إلا ونقرأ ونسمع عن وفاة طفل هنا أو هناك سواء كان ذلك داخل المنزل أو خارجه، وذلك في غياب واضح للرقابة الأسرية، الأمر الذي يعرض فلذات أكبادنا للموت أو للإصابة في أحسن الأحوال.
وفي الوقت الذي تُجمع فيه الجهات المختصة على أن الإهمال هو سيد الموقف والقاسم المشترك في مثل هذه الحوادث، فإن مسؤوليتنا كآباء وأمهات ومقدمي الرعاية لهم، تحتم علينا أن نحميهم ونقيهم من الإصابات الأليمة التي قد تؤثر عليهم.
«الاتحاد» تفتح هذا الملف، وتؤكد أن إصابات الأطفال لا تحدث بسبب المصادفة أو الحظ العاثر، ولكن لها أسبابها التي يمكن فهمها والتنبؤ بها والوقاية منها، فلا يصح أن يترك الطفل للخادمة أو يترك بمفرده دون متابعة، فقد يعرض نفسه للخطر بسبب الفضول وعدم الخوف وحب الاستكشاف.

الوقاية من الإصابات
في البداية أكدت أمل مبارك ماضي مدير إدارة الصحة المهنية والبيئية في مركز أبوظبي للصحة العامة التابع لدائرة الصحة أبوظبي على أن برامج الوقاية من الإصابات إحدى أهم أولويات الصحة العامة، والتي بالإمكان تجنبها باتخاذ احتياطات وتدابير أكثر، بدءاً من المنزل، حيث إن المخاطر تحيط بجميع أرجاء المنزل من الداخل والخارج. ولذا، فعلى الأهالي تحديد مكانها جيداً قبل أن يكتشفها طفلك، حيث إن أكثر ما يفطر قلبي الوالدين هو تعرض طفلهما لإصابة أو إعاقة، لافتةً إلى أن الحلول بين أيدينا، ولكن علينا أن نعرفها ونتعلمها ومن ثم أن نطبقها في محيطنا نحن وأطفالنا.
وأشارت إلى أهمية تحديد المخاطر داخل المنزل ومعرفة الإجراءات الوقائية التي يجب اتباعها، معتبرة الأسباب الرئيسية لإصابات الأطفال والتي يمكن الوقاية منها هي: الإصابات المرورية والدهس، السقوط، الغرق، الحروق، التسمم، الاختناق وإصابات الدراجات الهوائية.

استخدام أقفال الأمان
ودعت مدير إدارة الصحة المهنية والبيئية في مركز أبوظبي للصحة العامة الأهالي إلى اتخاذ عدد من التدابير اللازمة لوقاية أطفالهم من التعرض للإصابات، من خلال مراقبة الأطفال دائماً وعدم إبقائهم بمفردهم في الأماكن الخطرة، كالمطابخ ودورات المياه وأماكن اللعب وأماكن صف السيارات، كما تشدد على استخدام بوابات السلامة لإغلاق السلالم والمناطق الخطرة، والتأكد من استخدام أقفال الأمان للنوافذ والأبواب الخارجية والشرفات في جميع الأوقات.

مخاطر الحوادث المنزلية
ومن جانبه، دعا العميد محمد الزعابي، مدير إدارة الدفاع المدني برأس الخيمة، إلى ضرورة انتباه أولياء الأمور لمخاطر الحوادث المنزلية التي قد يتعرض لها أبناؤهم الأطفال وذلك في عدة جوانب، منها جراء نشوب الحرائق المختلفة وحوادث الغرق أو العبث في المواد الخطرة المستخدمة والتي تتواجد داخل المنزل، وقد يسهل على الطفل الوصول إليها والعبث بها، وبالتالي الإضرار بصحته وتعرضه إلى الخطر.
وذكر أنه من الحوادث المنزلية التي يتم التعامل معها حالات الغرق وحوادث الانحصار داخل الغرف ودورات المياه والحرائق الكهربائية، التي قد تنتج عن استخدام الوصلات غير المطابقة للمقاييس والمواصفات، وكذلك انحصار الأطفال داخل المركبات وغيرها.
وأشار إلى أن هناك عدة حملات ينفذها الدفاع المدني على مدار العام، عن طريق النزول الميداني، وكذلك عبر نشر أهم المخاطر والتدابير المتبعة في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي للوصول لأكبر شريحة ممكنة من أفراد المجتمع وذلك بعدة لغات، بهدف تعميمها على الجميع وبيان المخاطر الناجمة من الحوادث المختلفة التي قد يتعرض لها الطفل داخل حدود منزله.

برامج توعية للأسر
ولفت إلى أن الدفاع المدني يحرص على الدوام على تنفيذ برامج التوعية الموجهة إلى شرائح المجتمع، ومنها المتعلقة بكيفية استخدام طفايات الحريق وعمليات الإخلاء والتواصل المباشر مع ربات الأسر، من خلال الالتقاء بهن لإطلاعهن على التعليمات والإرشادات الضرورية الواجب اتباعها عند حدوث حريق في محيط المنزل.
وذكر أن هناك عدة أسباب وراء وقوع الحوادث المنزلية، منها ضعف الرقابة الموجهة من قبل الكبار وأولياء الأمور لأبنائهم الأطفال، وقلة الوعي بحجم ومخاطر بعض من الأمور التي قد تخلف الدمار والحوادث الخطرة داخل محيط المنزل، ومنها التوصيلات الخاطئة وتحميل الكهرباء أكثر عن طاقتها، والمخاطر المتواجدة داخل المطبخ المنزلي، وتواجد أحواض السباحة غير المؤمّنة بجانب ترك الأطفال بمفردهم أثناء الاستحمام، مشيراً إلى أن هناك عدة اشتراطات يتوجب اتخاذها في حال تواجد أحواض السباحة في المنزل.

حوادث الدهس بالمنزل
وقال العميد أحمد الصم النقبي، مدير إدارة المرور والدوريات في القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة: إن الجهات الشرطية تتخذ مختلف التدابير الوقائية لحماية الأطفال من مخاطر التعرض إلى الحوادث المنزلية وذلك حفاظاً على سلامة النشء، عبر إطلاق الحملات والبرامج التوعوية المختلفة.
ولفت إلى أن هناك خطراً قد يتهدد الأطفال ويتمثل في حوادث الدهس داخل محيط المنزل، من خلال عدم انتباه السائق لتواجد أحد الأطفال بالقرب من المركبة، أو توجه الأطفال إلى الاختباء خلف المركبات أثناء اللعب، والتي قد تكلف ولي الأمر حياة طفله، بجانب لعب الأطفال داخل المركبات وعدم قدرتهم على الخروج منها، وبالتالي نقص كمية الأكسحين وارتفاع درجات الحرارة، خاصة خلال فصل الصيف.
ودعا إلى أهمية التواصل السريع والمباشر من قبل أولياء الأمور مع المعنيين في غرف العمليات في حال تعرض أبنائهم الأطفال إلى المخاطر.
وذكر أن هناك بعضاً من الحوادث التي قد تشكل خطراً كبيراً يهدد حياة الأطفال داخل المنازل، مؤكداً أن الحفاظ على أرواح الأطفال في المنازل هو دور رئيسي يقع على عاتق أولياء الأمور، من خلال توجيه الرقابة الدائمة لهم وأثناء تنقلهم من مكان إلى آخر داخل المنزل، وعدم تركهم بمفردهم لمنع اقترابهم أو عبثهم بأي مصدر مسبب للحوادث.
وأشار إلى أنه بالنسبة للبلاغات التي تتعامل معها الأجهزة الشرطية ليست بالكثيرة ولا تعد ظاهرة وذلك لندرتها، والتي تقع نظراً إلى الإهمال في الرقابة المتواصلة الموجهة إلى الأبناء أو نظراً إلى خطأ معين، ذاكراً أن البلاغات التي يتم التعامل معها تتمثل في انزلاق الأطفال لعدم ملاءمة الأرضية أو انحصار أطفال داخل المركبات والغرف، وغيرها من الحالات النادرة والبسيطة.
ولفت إلى أنه بالنسبة للأسر التي تقطن في الشقق السكنية، خاصة في الأدوار المرتفعة من البناية السكنية، يتوجب عليهم أخذ الحيطة والحذر من حوادث اقتراب الأطفال من النوافذ لتجنب سقوطهم من المرتفعات، عبر وضع الحواجز الآمنة التي تمنع ذلك.
وذكر النقبي أن هناك عدة أدوات تشكل خطراً كبيراً على الأطفال داخل المنزل، منها تواجد السكاكين والدبابيس والقطع المعدنية التي قد تكون سهلة البلع، وأعواد الكبريت التي قد يتجه الطفل نحو الاستعانة بها في اللعب أو ما شابه ذلك، بالإضافة إلى أسطوانات الغاز غير المؤمنة المتواجدة داخل المطابخ أو خارجها، وعدم الاهتمام بوضع صندوق الإسعافات الأولية بعيداً عن متناول الأطفال، وتواجد التوصيلات الكهربائية غير المناسبة والتي قد يتم تحمليها أكبر من طاقتها، وقد يتسبب ذلك في انفجارها، وبالتالي تعرض الطفل إلى الماس أو الصعق الكهربائي وغيرها.

ابتلاع قطعة معدنية
ورصدت «الاتحاد» حوادث تعرض لها أطفال داخل المنازل، وناقشت أهم التدابير الوقائية التي تقيهم من هذه المخاطر، حيث ذكرت ميثاء عبدالله تعرض ابن أختها إلى حادث ابتلاع قطعة معدنية، تم على إثرها نقله على الفور إلى المستشفى بعد أن شهد حالة من الاختناق لم يتمكنوا من معرفة السبب الرئيسي في ذلك، ولكن الأطباء استطاعوا نتيجة التدخل السريع إخراج القطعة المعدنية ليعود إلى وضعه الطبيعي. وذكرت أن ابن أختها كان يلعب برفقة غيره من الأطفال، ولم يتم الانتباه لتواجد القطع المعدنية الصغيرة في متناول يده ليتجه نحو ابتلاعها، داعية أولياء الأمور إلى ضرورة تشديد الرقابة على أبنائهم الأطفال غير الملمين بخطورة عبثهم ولعبهم ببعض من المواد المتاحة داخل المنزل، منها المعدنية والأخرى الصغيرة التي لا يدرك الطفل خطر العبث بها، حيث يمكن أن يكلفه ذلك حياته.

حوادث الدهس الخطرة
وفي حادثة أخرى، قالت فاطمة الشحي: إن ابنة الجيران تعرضت إلى حادث دهس من قبل مركبة أحد أقاربها وذلك قبل عدة سنوات أثناء لعبها بالقرب منها، ليتسبب ذلك الحادث في وفاتها على الفور، متسبباً في مأساة كبيرة أثرت على كافة أفراد أسرتها والمجتمع أيضاً، وذلك لمدى صعوبة الأمر. وأكدت على أهمية تحقق سائقي المركبات المتوقفة داخل المنازل أو بالقرب منها من خلو الموقع من وجود الأطفال وذلك قبل تشغيلها، وبدء القيادة، لمنع تعرضهم إلى حوادث الدهس الخطرة التي تخلف الإصابات الخطيرة والوفيات.
وذكرت أن هذه الحوادث تسعى دائماً الجهات الشرطية إلى التحذير منها وبيان الأسباب والنتائج التي تسفر عنها، من خلال إطلاقها للحملات التوعوية وتنفيذها للمجالس المختلفة التي يتم خلالها الالتقاء بالأهالي لطرح أهم المواضيع والقضايا والحوادث التي تختص بالأطفال، للعمل على الحد منها ومن نتائجها التي تؤثر بشكل سلبي على المجتمع وتتطلب تضافر الجهود.

السقوط من الطوابق العليا
وتحدثت حصة علي عن طفلة تعرضت إلى السقوط من نافذة شقة سكنية، وهو خطر قائم خاصة في الطوابق العليا، نتيجة لعدم إغلاق النافذة وسهولة وصول الطفلة إليها، حيث تعرضت الطفلة إلى إصابات خطرة تم على إثرها نقلها إلى عدة مستشفيات وتواجدها في العناية المركزة لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، إلى أن تماثلت للشفاء بعد فترة علاج مطولة، داعية إلى أهمية تشديد رقابة أولياء الأمور على أبنائهم الأطفال أثناء سكنهم في البنايات السكنية، وتحديداً الأدوار المرتفعة.
وأشادت بدور الجهات والمؤسسات التي ترصد مختلف الظواهر التي قد يتعرض لها الأطفال في مختلف المواقع، من خلال بث الأفلام التوعوية التي توضح بعضاً من الحوادث التي يتوجب على الأهالي وأولياء الأمور أخذ الحيطة والحذر لتجنبها والتواجد الدائم برفقة أبنائهم، وذلك لمنع خطر الحوادث المختلفة، فضلاً عن الحملات الميدانية التي يتجه من خلالها عناصر الشرطة إلى الالتقاء الدائم مع الأهالي لبيان مدى أهمية أن يتفقد أولياء الأمور أبناءهم على الدوام، خشية اقترابهم من مصادر الخطر داخل المنزل.

الغرق في حوض السباحة
فيما تطرقت علياء محمد إلى حادثة الطفلة المواطنة البالغة من العمر العام ونصف العام، والتي لقيت مصرعها في حوض السباحة المتواجد داخل منزل ذويها وذلك خلال العام الماضي، مؤكدة أن الرقابة الأسرية للأطفال أثناء تواجدهم داخل المنازل وخارجها أيضاً هي مسؤولية تعود إلى أولياء الأمور بالدرجة الأولى، وما يتعرض له الأطفال من مخاطر وحوادث يكون المتسبب الأول في ذلك هو غياب الرقابة الأسرية. وذكرت أهمية أن تحرص الأسرة على بيان مصادر الخطر المتواجدة في المنزل، سواء المتواجدة داخل المطبخ أو أثناء اللعب أو العبث بالمركبات، وكذلك التوصيلات الكهربائية المنتشرة في مختلف جوانب المنزل وذلك لحماية أبنائهم الأطفال، والتحذير من تعرضهم إلى الإصابات الخطرة في حال العبث بها وذلك لمنع اقترابهم منها، مشيرة إلى أن هذا التحذير سيدفعهم إلى تجنب الاقتراب من هذه المصادر لتفادي الخطر الناجم عنها.
وأكدت علياء أن هذه القصص والحوادث التي يتعرض لها الأطفال في شتى الحالات تؤثر على المجتمع بأكمله، ويتوجب على الجميع تشديد الرقابة على أبنائهم الأطفال أينما تواجدوا، وذلك للحفاظ عليهم من خطر التعرض أو الإصابة من الحوادث المختلفة التي يمكن أن تطالهم، داعية الجهات المعنية إلى نشر الثقافة بين مختلف شرائح المجتمع.
فيما ركز عبدالله الشحي على حوادث سقوط الأطفال من نوافذ الشقق السكنية التي تتكرر بين الحين والآخر والتي تخلف الإصابات الخطرة أو تؤدي إلى الوفاة، ذاكراً أن تكرار هذه الحالات يوجب على القاطنين في البنايات السكنية سرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة في ذلك، ومنها إغلاق نوافذ الشقق السكنية التي تحتوي على أطفال، وذلك لمنع اقترابهم منها وبالتالي تعرضهم إلى المخاطر.

«وديمة» ينتصر للبراءة
أكدت المحامية حنان الشميلي، أن دولة الإمارات فيها قانون يحمي حقوق فئة الأطفال من مختلف الظواهر التي قد يتعرضون إليها في البيئة المحيطة بهم ومنها الإهمال في الرقابة والعناية بهم ويكفل حقوقهم كاملة ويضعهم ضمن صدارة الأولويات لتوفير كافة احتياجاتهم في المجالات كافة ومنها الصحية والتعليمية وغيرها.
وتضمن القانون رقم 3 للعام 2016 تفصيلاً لحقوق الطفل؛ حيث حمل القانون نفس الاسم «حقوق الطفل»، ملحقاً باسم «وديمة» نسبة إلى الطفلة التي كانت قد تعرضت لاعتداء، وقد كفل القانون تمتع الطفل بجميع الحقوق المقررة بموجبه والتشريعات الأخرى السارية في الدولة، وحمايته دون تمييز بسبب أصله أو جنسه أو موطنه أو عقيدته الدينية أو مركزه الاجتماعي أو حتى إعاقته.
وقالت: إن قانون حقوق الطفل في الدولة ينص على العديد من البنود القانونية منها المتعلقة بالأحكام العامة والأخرى الأساسية، منها نص المادة رقم (1) من الأحكام العامة التي تقع ضمن نطاق إهمال الطفل وعدم توجيه الرقابة عليه، والتي تتحدث عن عدم قيام الوالدين أو القائم على رعاية الطفل باتخاذ التدابير اللازمة للمحافظة على حياته وسلامته البدنية والنفسية والعقلية والأخلاقية من الخطر وحماية حقوقه. وأضافت: المادة (2) التي تنص على حمايــة الطفــل من كل مظاهر الإهمال والاســتغلال وســوء المعاملة ومــن أي عنــف بدني ونفســي يتجاوز المتعــارف عليه.
كحق للوالدين ومن في حكمهم في تأديب أبنائهم.
وذكرت أن الفصل الثامن من قانون حماية الطفل يتحدث عن الحق في الحماية، والذي يعتبــر بوجه خــاص ما يهدد الطفل أو يهدد ســلامته البدنية أو النفسية أو الأخلاقية أو العقلية ويستدعي حقة في الحماية. وتابعت: الفصل التاسع الذي يتحدث عن آليات الحماية والفصل العاشر عن تدابير الحماية وكذلك العقوبات،
مشيرة إلى أن هذا القانون يأتي للمساهمة في تنشئة أجيال المستقبل تنشئة سليمة والعمل على تقليص العقبات والصعوبات التي قد تعترضهم.

السبب الثاني للوفاة
بحسب إحصائيات دائرة الصحة أبوظبي لعام 2017، تعتبر الإصابات المسبب الثاني للوفيات وفقدان نوعية الحياة الصحية في الإمارة بنسبة 17%، حيث تعد حوادث الطرق السبب الرئيسي للوفيات الناجمة عن الإصابات غير المتعمدة بنسبة 47.2%، يليها السقوط أو الاصطدام بسقوط أجسام بنسبة 11%، حالات التسمم بنسبة 10%، ونسبة 3% للغرق. وتعد أكثر خمسة أنواع للإصابات المميتة عند الأطفال في الإمارة هي حوادث الطرق 61%، والثاني حوادث الغرق 17%، والثالث الاختناق 8%، وحوادث الحروق وحالات التسمم بنسبة 2.9%، وتمثل نسبة الإصابات غير المميتة التي يتعرض لها الأطفال من عمر 5 وحتى 14 عاماً حوالي 28% من إجمالي الإصابات غير المميتة في أبوظبي. وتحدث الإصابات غير المميتة بشكل رئيسي بسبب السقوط بنسبة 39.2%، الجروح 19.9%، الاصطدام بسقوط أجسام بنسبة 9.8% وحوادث الطرق بنسبة 3.4%. وبلغ عدد الإصابات غير المميتة عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عمر الولادة وحتى 17 عاماً، خلال عامي 2016-2017 في إمارة أبوظبي، حوالي 19 ألفاً و900 إصابة غير مميتة.

الإصابات المرورية والدهس
تعد الإصابات الناجمة عن حوادث الطرق، السبب الأول في وفيات الأطفال في أبوظبي. كما أن الأطفال عرضة للخطر أثناء رجوع السيارة إلى الخلف في مدخل المنزل. هذا إضافة إلى الإصابات الناجمة عن ترك الأطفال الصغار بلا مراقبة في السيارة. أنتم الآباء والأمهات ومقدمو الرعاية للطفل، تستطيعون الحد من تلك الإصابات بالانتباه لمخاطرها وتعليم أبنائكم مبادئ السلامة المرورية.

حالات السقوط
تمثل حالات السقوط ثلثي جميع إصابات الأطفال في أبوظبي والتي تم علاجها في غرف الطوارئ، وبشكل عام تؤدي حالات السقوط إلى إصابات ثانوية مثل الكدمات والجروح، إلا أن هناك حالات تتسبب في حدوث تمزق أو كسور في العظام، بينما تؤدي حالات سقوط خطيرة إلى حدوث إصابات تهدد حياة ضحاياها. وهناك دائماً طرق تمنع السقوط، فلا تترك الأطفال وحدهم على طاولة تغيير الحفاظات والملابس، أو السرير أو أي سطح مرتفع، واستخدم بوابات السلامة لإغلاق السلالم والمناطق الخطرة جداً والغرف.
تأكد من استخدام أقفال الأمان للنوافذ والأبواب الخارجية في جميع الأوقات.

الغرق
الغرق هو أحد الأسباب الرئيسية للوفاة بين الأطفال دون سن الخامسة من العمر، ومعظم حالات الغرق في هذه الفئة العمرية تحدث في أحواض الاستحمام وبرك السباحة المنزلية والبرك البلاستيكية ودورات المياه وأسطل المياه وغيرها.
لذلك راقب أطفالك أثناء الاستحمام، لأن حركتهم تكون متثاقلة، ما يجعل عملية سقوطهم أمراً سهلاً، وإن أي دلو مرحاض أو أي وعاء فيه ماء قد يقع الطفل فيه بكامل وزن رأسه ولا يستطيع رفعه لثقله مقارنةً بأطراف جسده. ابق دائماً على مسافة قريبة من طفلك.

الحروق
يمكن أن تكون الإصابات الناجمة عن الحروق قاتلة، ويمكن أن يصاب الطفل بالحروق داخل المنزل أو في محيطه، ولذا يجب اتخاذ تدابير السلامة في هذه المناطق ومراقبتها في جميع الأوقات. ويجب التحقق دائماً من درجة حرارة الماء قبل تحميم طفلك، لا تحمل أبداً المشروبات الساخنة أو تطبخ وأنت تحمل طفلك، في المطبخ، تأكد دائماً من أن مقابض الأواني باتجاه الداخل بعيدة عن متناول طفلك.