هناء الحمادي (أبوظبي) - لا يخفى على أحد أن موسم السرايات أو “المراويح”، يلقى اهتماماً لدى الكثيرين من محبي الأمطار ومطاردي السحب، حيث إن هذا الموسم يتميز بتقلبات جوية سريعة ومفاجئة يحدث عنها تكون سريع للسحب الركامية الماطرة بغزارة والمصحوبة في أحيان كثيرة بحبات البرد. وقد يختلف تسميته من منطقة إلى أخرى فنجد من يسميه بالمراويح وهناك من يُسميه بالسرايات، ويقال إنها سُميت المراويح بهذا الاسم لأنها تتكون في فترة ما بعد الغروب، وفي هذا يقال “سرى الساري”، أي أنها تأتي في وقت الليل أو السروة، وكذلك المراويح، فالرواح نقيض الغدو وفي هذا قيل “آتيك غَداة غد”، أي صباح الغد، ويرجع سبب تسميتها بالمراويح نتيجة أنها تأتي أو تتكون في وقت المرواح، وهو المساء. وبحسب ما أشار إليه إبراهيم الجروان الباحث في علوم الفلك والأرصاد الجوية المشرف العام للقبة السماوية بالشارقة، فإنه مع ارتفاع درجات الحرارة التي تشهدها الدولة، والتغير المفاجئ بالطقس نتيجة مرور منخفض جوي ومرتفع بسرعة فائقة، بدأ موسم “المراويح الصيفية”. وتتسم هذه الفترة بتغيرات جوية نتيجة الموسم الانتقالي من فصل الربيع إلى فصل الصيف الفعلي. والسراية تتولد عنها رياح عاصفة ناقلة للغبار والأتربة والمواد العالقة في الجو، وهي رياح لا تستقر على جهة معينة. وتنشأ حالات السرايات أو المراويح نتيجة التسخين الحاصل لسطح الأرض، وذلك بارتفاع درجات الحرارة، حسبما قال الجروان، حيث يترافق ذلك مع وجود هواء بارد في الطبقات العليا من الجو، حيث إننا ما زلنا في فترة الربيع ولا يزال هناك تبريد مناسب في طبقات الجو، ما يؤدي إلى نشوء كتل كثيفة من السحب الركامية الرعدية وذلك في ساعات الظهر، وتبدأ بالتمدد والتوسع لتصل إلى أطراف الخليج العربي مع ساعات الليل الأولى، وقد تنشأ كذلك في فترة الظهيرة، ويكون ذلك محلياً وحسب العوامل الجوية الملائمة للنشوء، وربما تترافق حالات عدم الاستقرار هذه أو ما تعارف عليه، بموسم المراويح مع جبهات سطحية باردة”. وغالباً لا تتكون سحب السرايات إلا بعد أن تنكسر أشعة الشمس ويكون تشكلها محلياً، أي في بقعة دون أخرى، موضحا الجروان، أنه قد تتكوَّن أكثر من سحابة بالمنطقة نفسها، وتكون سرعة رياح السرايات الرأسية تتجاوز الخمسين كم/س، أو أعلى من ذلك بقليل، وعلاوة على نقلها السريع، فإنها تعمل على ثوران كميات كبيرة من الغبار والعواصف الرملية، خاصة في المناطق الصحراوية، الأمر الذي يجعل المصابين بحساسية الصدر يعانون خلال هذه الفترة الزمنية. وتتميز هذه الفترة بحسب الجروان، بالتكونات السريعة للغيوم الركامية خلال فترة تتراوح بين نصف ساعة إلى ساعة وتهطل بعدها الأمطار الرعدية الغزيرة خلال فترة قصيرة وتصاحبها رياح عنيفة لا تستقر في اتجاه معين، وهي تأتي بصورة مفاجئة فقد يكون الجو موحياً بالاستقرار وفجأة ينقلب فتتكون بسرعة ولا يسبقها بوادر واضحة توحي بقربها، مع تقلبات جوية وأمطار سريعة، قد يصاحبها انتشار الجراد في بعض المناطق إلى جانب حشرات الرمة وسوسة النخيل.