اضطلع ستيف جوبز رئيس شركة “أي فون” والخبراء الفنيون بمهمة استشارية غير معتادة أمس، عندما سعوا لمساعدة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف على تحويل مسار اقتصاد بلاده الذي يواجه صعوبات. وقام ميدفيديف بجولة في وادي السليكون مركز التكنولوجيا في الولايات المتحدة الذي تعتبره نموذجاً “مثيراً للاهتمام” يمكن لروسيا اتباعه. وكان ميدفيديف وصل إلى ولاية كاليفورنيا في وقت متأخر مساء أمس الأول بالتوقيت المحلي، وعقد اجتماعاً مع حاكم الولاية الشهير أرنولد شوارزنيجر. ومن المقرر أن يستقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم نظيره الروسي على أمل توظيف التقدم الملحوظ الذي سجل مؤخراً في تعاونهما في مجالي السياسة الخارجية ونزع الأسلحة، على صعيد التعاون الاقتصادي بين البلدين. وأوضح مساعد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض بين رودز أن هذا اللقاء، السابع بين الرئيسين منذ تولي أوباما الرئاسة مطلع 2009، “يعقد في مرحلة جديدة من العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا”. وأوضح رودز أنه خلال الـ18 شهراً الأخيرة “حققنا تقدما جوهرياً من أجل إعادة إطلاق العلاقات الأميركية والروسية من الصفر” بعدما سجلت هذه العلاقات “باعتراف أوباما وميدفيديف تراجعاً في السنوات الأخيرة”. وكانت العلاقات بين العدوين السابقين في حقبة الحرب الباردة، شهدت تدهوراً كبيراً عند الاجتياح الروسي لجورجيا، وهو ملف ما زال موضع خلاف بين أوباما وميدفيديف. وذكر مايك ماكفاول مدير شؤون روسيا وأوروبا الوسطى في البيت الأبيض “إننا على خلاف جوهري” حول حدود جورجيا، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة “لها مصلحة في إرساء الاستقرار في المنطقة”. وبدأ ميدفيديف زيارته للولايات المتحدة بوادي السيليكون في كاليفورنيا، داعياً المستثمرين الأجانب إلى القيام بنشاطات في بلده. وسيتوجه مع أوباما خلال زيارته لواشنطن اليوم إلى مقر غرفة التجارة الأميركية على مقربة من البيت الأبيض. ومن المقرر قبل ذلك أن يجري الرئيسان محادثات في البيت الأبيض على انفراد ثم بحضور فريق موسع، وأن يعقدا بعدها غداء عمل يليه مؤتمر صحفي مشترك، بحسب رودز. ويرى خبراء أن الاقتصاد الروسي بعد 10 سنوات من الحرية النسبية، مازال مقيداً باعتماده على الطاقة من إرسال الغاز الطبيعي لأوروبا والنفط لبقية أرجاء العالم ما يدفع ميدفيديف للتطلع لقطاعات اقتصادية أخرى. وذكر مسؤول بارز طلب عدم نشر اسمه، إن موسكو يجب أن تركز على تحسين حماية حقوق الملكية الفكرية إذا أرادت الانضمام لمنظمة التجارة العالمية وهي مسألة من المتوقع أن يبحثها أوباما مع ميدفيديف. وأضاف المسؤول نفسه “هذه ليست خدمة لنا أو للمنظمة. إنها لتحقيق المصلحة الذاتية عن طريق حماية الإنتاج الفكري والابتكار الذي يتحقق في الصناعة الروسية”. ويريد ميدفيديف إقامة مركز تكنولوجي متطور في شولكوفو خارج موسكو يتمتع بإعفاءات ضريبية وقواعد خاصة.