هنا في آخر بلاد الدنيا في أستراليا، هنا على أرض الجنوب تولد تفاصيل قصة جديدة بألوان الأمل والتفاؤل يكتب سطورها جيل الذهب. هذا الجيل له في كل قارة قصة، ووراء كل قصة أبطال ووجوه ونجوم كلهم لا يجيدون إلا أداء أدوار البطولة فقط. من الدمام إلى الدوحة إلى القاهرة، إلى جوانزو، إلى لندن، إلى البحرين، من آسيا إلى أفريقيا إلى أوروبا رسموا أجمل لوحات التألق، واليوم حان الموعد في أستراليا لتشهد على موهبة الجيل الطفرة. الفوز على المنتخب القطري برباعية أمس ليس كل الحكاية، ولكنه مجرد بداية. نعم الفوز برباعية على المنتخب القطري بطل «خليجي 22» يستحق كل هذا الفرح، انتصار فتح خزائن الأحلام من جديد ووضع جيل الذهب على أولى محطات طريق التحدي الآسيوي. انتصار الأمس ليس سوى خطوة واحدة فقط على طريق الحلم الكبير، طريق طويل وشاق وصعب نملك كل مقومات الذهاب فيه بعيدا بجيل يثبت في كل مناسبة أنه بحجم التحدي وبقامة الطموح، جيل علمته التجارب ألا يحلق طويلاً في سماء الأحلام والأفراح والاحتفالات ويهبط سريعاً على أرض الواقع ليتجاوز أصعب المحطات، فهو يتعامل مع كل مباراة على أنها بطولة مستقلة. في مدرجات استاد كانبرا كان علم الدولة يلون كل مكان بالدفء والفرحة والسعادة والبهجة مع كل هدف من الأهداف الأربعة، وحرصت الجماهير على التواجد لمساندة منتخبنا من كل الجنسيات، يتقدمهم الطلبة الإماراتيون المتواجدون في أستراليا للدراسة. من حق كل الجماهير أن تحتفل بالفوز التاريخي على بطل الخليج، ولكن هذا الفوز لا يمثل كل الطموح.. إنه خطوة مهمة وبداية قوية لمواجهات التحديات الأكثر صعوبة في المباريات المقبلة للذهاب بعيداً في سماء المنافسة الآسيوية.