تشهد هواتف آي فون واندرويد انتشاراً هائلاً جعل العديد من المراقبين والمستخدمين يرددون عبارة “آي فون واندرويد وحسب”، وراح البعض يقول إنهما سيشكلان ثنائياً حصرياً في مجال الهواتف الذكية على غرار الثنائي الذي شكلته ويندوز وماكنتوش. غير أن للخبراء بعيدي النظر رأياً يختلف قليلاً، فهم يدركون أن أمام هواتف ويندوز مجالاً واسعاً، ورغم إخفاقات مايكروسوفت العديدة والمحبطة في ميدان الهواتف المحمولة منذ عام 2002 يتوقع العديد من مطوري البرامج والمراقبين في مجال المعلوماتية أن تصبح مايكروسوفت ثاني أكبر ناشط عالمي في مجال الهواتف الذكية. لا يوجد حاليا دليل واضح على ذلك أو حتى في المستقبل القريب، بل إنه بنهاية هذا العام ينتظر أن تبلغ حصة اندرويد في الهواتف الذكية في العالم 39,5 في المئة، حسب توقعات مؤسسة البيانات الدولية “أي دي سي” المتخصصة في بحوث المعلوماتية والاتصالات. وينتظر أن يحصل نظام تشغيل سيمبيان الذي تستخدمه «نوكيا» رغم عدم انتشاره في الولايات المتحدة، على المركز الثاني بنسبة 20,9 في المئة ويحصل اي او اوس برنامج السوفتوير الذي يشغل اي فون (ابل) على المركز الثالث بحصة 15,7 في المئة، أما ويندوز فون 7 وسلفه ويندوز موبايل فينتظر أن يكون ترتيبهما متأخراً بحصة 5,5 في المئة. غير أنه من المرجح أن يتغير هذا الترتيب وهو ما سيعود إلى «نوكيا» التي شهدت تراجع حصتها في الولايات المتحدة، يذكر أن نوكيا كونت تحالفاً مع مايكروسوفت وتعتزم التحول من سيمبيان الى وندوز فون في تشغيل هواتفها الذكية. ونتيجة لذلك ووفقاً لتوقعات مؤسسة البيانات الدولية لعام 2015 ينتظر أن يحصل ويندوز فون 7 على المركز الثاني بحصة 20,9 في المئة من السوق ليتفوق على اي او اس المتوقع أن تظل حصته قريبة من 15 في المئة، ويكون ترتيب بلاكبيري آنذاك الرابع محتفظاً بترتيبه الراهن. وعلى الرغم من القلق الذي تعاني منه مؤخراً تظل نوكيا أكبر مصنع هواتف في العالم وليس لها نظير في تصميم وصناعة هواتف محمولة بتقنيات غير باهظة، فالعام الماضي باعت نوكيا أكثر من 452 مليون هاتف تشمل 100 مليون هاتف ذكي. وقال اندرو لين رئيس أعمال اتصالات المحمول في مايكروسوفت: “ان متوسط سعر الهاتف الذكي في سبيله إلى الانخفاض وعدد الهواتف الذكية في سبيله إلى التزايد”. وكانت مايكروسوفت قد أطلقت نظام تشغيل هواتف محمولة اسمه ويندوز فون 7 في فصل الخريف السابق ليشكل منعطفاً جديداً للشركة، وبحلول نهاية عام 2010 كان لدى مايكروسوفت 5000 تطبيق في متجرها وهو رقم مهم حققته مايكروسوفت على نحو أسرع مما حققه اندرويد (من جوجل) ثلاث مرات حسب محللين في مؤسسة البيانات الدولية. وقال اندرو لين إن هناك أكثر من 11500 تطبيق، ورغم أن ذلك العدد لا يقارن بعدد التطبيقات الذي لدى ابل وفق نظام تشغيلها آي او اس (الذي كان يسمى قبل يونيو 2010 نظام تشغيل اي فون) البالغ 350 ألف تطبيق إلا أن ذلك الفرق الكبير لا يشكل أهمية حقيقية. وقال طوماس اد اينسينمان البروفيسور في كلية إدارة الأعمال بجامعة هارفارد: “ما لا يدركه البعض أن العائدات تتضاءل بعد 1000 تطبيق، وإذا جذبت منصة التطبيقات الألف الأكثر شعبية فإنها بذلك تقدم تقريباً كل ما يريد شخص معقول أن يفعله بهاتفه الذكي”. وهناك العديد من مطوري برامج السوفتوير الذين نجحوا في إصدار تطبيقات اي فون إلا أنهم يتوجهون حالياً نحو إصدار تطبيقات خصيصاً لهاتف ويندوز، ومن اللافت للنظر أن العديد من المطورين يستحدثون برامج وألعاباً لهاتف ويندوز. وقال ديفيد روبرتس رئيس تنفيذي بوبكاب إحدى شركات تطوير الألعاب التي تندرج لعبتها الشهيرة Plants vs. Zombies ضمن تطبيقات آي فون المهمة، ويعتقد الجميع أن مايكروسوفت تبعد عن المنافسة ولكن لديها منتجاً جيداً، وقد أطلقت بوبكاب مؤخراً أول لعبة تشغلها على هاتف ويندوز تسمى Bejewelled Live. وهناك مطور برامج اي فون ناجح آخر هو شركة هالفبريك المتمركزة في بريسبين في استراليا، فقد حققت لعبتها Fruit Ninja المركز الخامس في قائمة أكثر التطبيقات مبيعاً في متجر ابل، وأطلقت أيضاً أول لعبة لهاتف ويندوز. وقال سانيال ديو رئيس تنفيذي هالفبريك إنه رغم أن الألعاب لم تكن خاصية رئيسية في هواتف مايكروسوفت السابقة، غير أنها ستكون عاملاً فارقاً لمايكروسوفت هذه المرة، فعلى سبيل المثال نجد أن متجر ويندوز فون يستخدم نفس حساب المستخدم لاكس بوكس لايف. وقال ريو إن الجميع في أستراليا تقريباً عندهم اي فون ولكن الهاتف القادم للكثير من لاعبي اكس بوكس سيكون على الأرجح هاتف ويندوز، وأشار إلى أن هناك 30 مليون مشترك في اكس بوكس لايف. وتوقع جيفري اد ويليمز بروفيسور استراتيجية الأعمال في جامعة كارنيجي ميلون في بنلسفانيا ان تصبح مايكروسوفت ناشطاً رئيسياً في الهواتف المحمولة لسبب ترجيحي واحد هو: “أنها مستعدة لإنفاق مليارات الدولارات مثلما فعلت مع اكس بوكس، وان ما يجري حالياً أمر أكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية”. عن: «انترناشيونال هيرالد تريبيون» ترجمة: عماد الدين زكي