أحمد سعيد، وكالات (طهران، بروكسل) أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس تصميم حكومته على إنهاء العقوبات الدولية والغربية المفروضة على بلاده.، وذلك بحل مسألة البرنامج النووي الإيراني عبر المفاوضات مع «مجموعة خمسة زائد واحد» المؤلفة من الدول الست الكبرى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا. وقال روحاني في كلمة ألقاها خلال احتفال بمناسبة «عيد العمال» العالمي أقيم في طهران «إن الحكومة عازمة علي فك جميع أقفال الحظر المفروض على الشعب الإيراني». ودعا إلى إيجاد تحول في إدارة قطاع الإنتاج وإدخال الاستثمارات والتكنولوجيا إلي إيران لازدهار العمل. وتابع « إن حكومة التدبر والأمل (حكومته) تتحمل مسؤولياتها في إدارة مهام البلاد، في ظل دعم العمال لها، وهي عازمة علي إعلان العام الإيراني الحالي (بدأ يوم 21 مارس الماضي ) عام ازدهار الإنتاج وتحطيم الركود الاقتصادي». وقد اجتمع مسؤولون كبار من الدول الست الكبرى في بروكسل أمس الأول للاتفاق على خطة موحدة للتفاوض مع إيران بعد دخول المفاوضات بشأن حل مسألة برنامجها النووي مرحلة حاسمة قبل الموعد المحدد للتوصل إلى اتفاق نهائي يوم 20 يوليو المقبل. ويعتزم الجانبان في وضع مسودة تتضمن العناصر الأساسية لتسوية شاملة للأزمة النووي على أمل وضع حد لتوتر مستمر منذ عشر سنوات زاد مخاطر نشوب حرب جديدة في الشرق الأوسط. وذكر دبلوماسيون غربيون أن بعض التقدم ربما تحقق خلال ثلاث جولات من المفاوضات منذ شهر الماضي باتجاه حل إحدى أكثر القضايا صعوبة وهي المتعلقة بمستقبل مفاعل الماء الثقيل في أراك وسط إيران والذي تخشى دول غربية من أن يكون مصدراً للبلوتونيوم المستخدم في إنتاج قنابل نووية فور تشغيله. لكن المحادثات لم تحرز تقدماً حتى الآن في القضايا الرئيسية الأخرى مع تركيز الجانبين على عرض مواقفهم بشكل عام بدلا من التفاوض على حلول. وحذروا من أن الفجوات بين الجانبين مازالت واسعة وربما يصعب تجاوزها. ويتعين على الدول الست الكبرى الآن أن تقرر ماذا تريد أن تحققه على وجه التحديد في الأشهر الثلاثة المقبلة لتبديد بواعث قلقها من أن البرنامج النووي الإيراني يخفي أغراضاً عسكرية. وبوجه عام، فإنها تريد التأكد من أن البرنامج تم تحجيمه بشكل كاف يضمن أن تستغرق إيران وقتاً طويلاً لتجميع مكونات قنبلة نووية إذا اختارت القيام بذلك. ويتمثل الهدف الأسمى لإيران في إنهاء العقوبات الصارمة التي تخنق اقتصادها المعتمد على النفط. ويتعين على المفاوضين أن يقرروا إلى أي مدى يريدون من إيران أن تحد من قدرتها على تخصيب اليورانيوم وما مصير منشآتها النووية التي تعتقد الدول الغربية أنها ليست لها قيمة مدنية أو أن قيمتها المدنية ضعيفة إضافة إلى مستقبل الأبحاث النووية في إيران. كما أنهم في حاجة إلى اتخاذ قرار محوري بشأن عدد أجهزة الطرد المركزي لتخصب اليورانيوم إلى الدرجة المستخدمة في صنع القنابل النووية التي يقبلون بقاءها في إيران. وقال مفوض غربي «هذه هي المسألة الأهم التي يتعين أن تتقرر مساء التاسع عشر من يوليو، ودفع إيران للموافقة على خفض عدد أجهزة الطرد المركزي سيكون تحدياً حاسماً. ومن المقرر أن يجتمع الجانبان في فيينا يوم 13 مايو الجاري ثم في أواخر يونيو المقبل تمهيداً الدخول في جولة مفاوضات ربما تكون «ماراثونية» قبل مهلة 20 يوليو تموز حيث تنتهي مدة الاتفاق المرحلي المبرم في جنيف يوم 24 نوفمبر الماضي. ولم يفصح المسؤولون عن أي تفاصيل بشأن قرارات، إن كانت قد اتخذت، في اجتماع بروكسل لكن متحدثة باسم المنسقة العليا لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية والأمنية ووسيطة المجموعة السداسية كاثرين أشتون قالت إن المحادثات كانت «مفيدة».من جانبه، أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون الأوروبية والأميركية مجيد تخت روانجي، خلال استقباله وفداً برلمانياً رومانياً في طهران أمس، أن توجه إيران يقوم على التوصل إلى اتفاق شامل وفق قاعدة «الربح لجميع الأطراف».