سرمد الطويل، وكالات (عواصم)أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس، دحر «داعش» في الموصل واستعادة السيطرة على ما تبقى من أنقاض الجامع النوري الكبير ومنارة الحدباء التاريخيين، ومنطقة السرجخانة المجاورة لهما، إضافة إلى تحرير كنيسة الساعة التي فجرها التنظيم الإرهابي، ومسجدي عمر الأسود الأثري في باب جديد، والكرار في باب لكش وسط المدينة، والمجمع الطبي بحي الشفاء، مؤكداً انتهاء «دويلة الباطل الداعشية» وملاحقة فلول المتشددين بالقتل والأسر حتى آخر واحد منهم في العراق.من جهتها، أكدت وزارة الدفاع نهاية التنظيم الإرهابي في الموصل، بل نهايته «إلى الأبد» في العراق بعد 3 سنوات من سيطرته على مساحات واسعة بالبلاد، مشيرة إلى «انهيار كامل» في صفوف «الدواعش» الذين لم يعد أمامهم من خيار سوى الاستسلام أو الموت. بالتوازي، قال المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل الأميركي راين ديلون، إن الإعلان الرسمي عن استعادة الموصل ««تقوم به الحكومة العراقية. أنا لا استطيع تحديد الموعد، إلا أنني أرى ذلك خلال أيام وليس أسابيع».وفيما واصلت القطاعات المقاتلة التقدم لاستعادة الجيوب المتبقية بقبضة «الدواعش» حول المدينة القديمة، أفادت المصادر الأمنية أن مناطق وأزقة الفاروق الثانية، وأجزاء من الميدان تضم حي النبي جرجيس والقليعات، ورأس الكور، وبابي جديد والطوب، لا زالت بيد الإرهابيين، فيما اعتبر المتحدث الرسمي باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول أنها مناطق «ساقطة عسكرياً» في ضوء تطويق المتشددين من جميع الاتجاهات. من جهته، دعا  الشيخ أنور العاصي زعيم قبيلة العبيد إلى استثمار الانتصار في الموصل، وإرسال قوات لتحرير قضاء الحويجة ومناطق جنوب وغرب كركوك، إضافة إلى تلعفر غرب نينوى لإنهاء وجود «داعش» تماماً في العراق. بالتوازي، أكد قائد «عمليات الرافدين» اللواء علي إبراهيم اتخاذ سلسلة إجراءات أمنية احترازية لمنع تسلل الإرهابيين لتنفيذ اعتداءات في محافظات ذي قار والمثنى وميسان وواسط جنوب البلاد.وفي وقت سابق أمس، أكد التلفزيون العراقي الحكومي «انهيار دولة داعش» بعد استعادة السيطرة على جامع النوري التاريخي الذي سبق أن أعلن منه زعيم التنظيم الإرهابي أبو بكر البغدادي قيام ما سماه «دولية الخلافة» قائلاً «سقطت دولة الخرافة...داعش ينهار في الموصل» وسيطر «داعش» على الموصل منتصف 2014، وفي 21 يونيو الحالي، فجر إرهابيو التنظيم الإرهابي الجامع النوري ومئذنة الحدباء التي تتوسطه، ويعود تاريخ بنائها إلى قبل أكثر من 800 عام، ما أثار تنديداً واسع النطاق في أنحاء العالم. وجاءت عملية تدمير المسجد والمنارة بعد 3 أيام من بدء القوات العراقية هجومها على المدينة القديمة غرب الموصل، حيث آخر أوكار التنظيم المتطرف.ورغم أن المنطقة التي لا يزال يسيطر عليها المتشددون صغيرة جداً، غير أن أزقتها وشوارعها الضيقة، إضافة إلى تواجد المدنيين فيها، جعلت العملية العسكرية محفوفة بالمخاطر. وقال الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، أحد قادة جهاز مكافحة الإرهاب، إن وحدات هذا الجهاز اجتازت جامع النوري ومنارته الحدباء وحالياً تتقدم باتجاه حي الفاروق الثاني وسط المدينة القديمة. أعلن مصدر في محافظة نينوى أن عمليات التطهير جارية في الوقت الحالي في حارات متاخمة لحي الشفاء، موضحاً أن الحارات المتبقية هي الطوالب، ودكة بركة، والإمام إبراهيم، والمكاوي، وسوق الشعارين، ومنطقة كنيسة الطاهرة، وباب الجبلين، ومحلة اليهود، وقليعات المطلة على نهر دجلة، وشارع النجفي، وسوق السراي أقدم أسواق الموصل، والميدان، والسوق الصغير، ومنطقة شيخ أبو العلا، وأجزاء من باب لكش، والرابعية المتاخمة لباب جديد شمالاً. وبعد مرور 8 أشهر على إطلاق معركة «قادمون يا نينوى»، قال أحد قادة جهاز مكافحة الإرهاب الذي دربته الولايات المتحدة،  إن السيطرة على أرض جامع النوري تمت بـ«عملية خاطفة» أمس، مضيفاً أنه جرى إجلاء المدنيين الذين يعيشون بالجوار خلال الأيام الأخيرة عن طريق ممرات آمنة. وأفاد مصدر آخر في الجهاز أنه تم إجلاء العدد الأكبر من العائلات في الموصل القديمة، وأن القوات لا تزال تتقدم بحذر حتى اللحظة بالمنطقة. وذكرت قيادة العمليات المشتركة أن قوات الشرطة الاتحادية تمكنت في وقت سابق أمس، من تحرير مستشفى البتول ومبنى للقاصرين وإنقاذ 20 طفلاً في دار أيتام حي الشفاء 15 ومسناً في دار العجزة.وقدر الجيش العراقي مؤخراً، بما يصل إلى 350 إرهابياً لا يزالون في المدينة القديمة لكن كثيرين منهم قتلوا منذ ذلك الحين، بينما أكد الفريق رائد شاكر جودت قائد الشرطة الاتحادية أن فرقة الرد السريع في الشرطة قتلت أمس، 45 «داعشياً»، وعثرت على شبكة أنفاق داخل المجمع الطبي بحي الشفاء، ودمرت  6 عجلات مفخخة في المنطقة ذاتها غرب الموصل. وفيما لا زال الغموض يلف مصير البغدادي، أعلنت روسيا الأسبوع الماضي أنها تسعى إلى التحقق من مقتل البغدادي بغارة شنتها مقاتلاتها في 28 مايو المنصرم، مستهدفة اجتماعاً قيادياً بريف الرقة الجنوبي.فالون: قصفنا 700 هدف دعماً لعملية الموصللندن (وكالات)أكد وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، الليلة قبل الماضية، أن «داعش» الإرهابي يواجه «نهاية اللعبة» بمدينة الموصل. وأشار فالون، إلى أن سلاح الجو الملكي ضرب أكثر من 700 هدف، في إطار دعم العملية العسكرية التي تقوم بها القوات العراقية لتحرير الموصل، مؤكداً أن التنظيم يخسر أيضاً مواقعه في معقله بمدينة الرقة السورية. وأضاف أن القوات البريطانية ضربت 69 هدفاً دعماً «لقوات سوريا الديمقراطية» في الرقة وبمحيطها، لافتاً إلى بلاده تشن أيضاً هجمات إلكترونية ضد التنظيم الإرهابي.