انصب اهتمام قراء (الاتحاد الإلكتروني) الأسبوع المنصرم على مجموعة من المواضيع التي نشرتها «الاتحاد» عن «الثانوية العامة»، وخصوصاً الأخبار المتعلقة بـ «إعلان النتائج»، و»أعداد الحاصلين على المراكز الأولى» ورصد «أجواء الترقب والحيرة من الطلاب وأولياء أمورهم». ووجد المتصفحون الفرصة في التعليقات على المواضيع لتبادل التهاني والتبريكات للناجحين، والتعبير عن آرائهم وتجاربهم الخاصة عبر الموقع الإلكتروني للصحيفة. وفي الإطار نفسه تقاطر العديد من الردود والتعقيبات على زاوية «صباح الخير» للكاتب علي العمودي، وذلك تعقيباً على عمود له بعنوان: (الفرحان بنجاحه) نشرته «الاتحاد» في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، وعلق فيه الكاتب على الفرق بين الطرق القديمة التي كانت متبعة في إعلان نتائج «الثانوية العامة»، وبين الأساليب التكنولوجية الحديثة في نشر النتائج، ملمحاً إلى إخفاق موقع «وزارة التربية والتعليم» الذي لم يتحمل الضغط، فخذل المستعلمين عن النتائج. وثمن في الوقت نفسه جهود «وزارة التعليم العالي والبحث العلمي» التي نشرت قائمة بالجامعات والكليات المعتمدة، حتى يعرف الطالب وولي أمره ما إذا كان التخصص الذي ينوي دراسته نال الاعتماد الأكاديمي من عدمه. وجاء في مقال الكاتب: «كانت أيام تلك التي كانت الأسر فيها تتجمع حول راديو «الفليبس» الضخم الذي كان يتصدر المجلس لتسمع نتائج ما كان يُعرف بـ«الثانوية العامة»، والتي لا تكتمل الفرحة باستقبالها إلا مع الأغنية الشهيرة للعندليب الراحل عبد الحليم حافظ والتي تغبط «الفرحان بنجاحه». اليوم أصبح اسم تلك المرحلة بلغة العصر الجديد «الصف الثاني عشر»، واسُتخدمت أدوات العصر لإعلانها من خلال مواقع الإنترنت والبريد الإلكتروني «الإيميلات»، إذ لم يعد أي طالب تقريباً من غير «إيميل». وفي كل عام، يستفيد الطلاب من تحصيلهم العلمي، والذي أظهره هذا العام المعدل المرتفع للنجاح، إلا وزارة التربية والتعليم التي يبدو أنها لم تستفد من أخطاء الأعوام السابقة، بعد أن خذل الموقع الإلكتروني للوزارة آلاف الطلاب المتلهفين لمعرفة نتائجهم...» تغيير المسمى المتصفح (زايد الزعابي) اعتبر أن تغيير «وزارة التربية والتعليم» لمسمى «الثانوية العامة إلى «الفصل الثاني عشر» والتطوير في أسلوب التدريس والامتحانات، لم يخفف من التوتر الذي يصيب الطلاب عادة عند ذكر مسمى «الثانوية العامة»: بما أني لن أنجح السنة الماضية، كنت مضطراً للإعادة من جديد هذا أنا وبعض الزملاء، وكنا تبادلنا التهاني في السابق عندما قررت الوزارة تغيير «المسمى المرعب لامتحان «الثانوية العامة» إلى «امتحانات الفصل 12» ، وكنا نتعقد أن أجواء التوتر ستنعدم، وأن الامتحان سيكون كأي سنة أخرى، في المرحلة الثانوية.. لكن لا تغيير، فالأجواء كما هي بالتمام والكمال، توتر وخوف، وقلق وأسئلة صعبة، وأجواء مشحونة. ارتفاع نسبة النجاح لكن القارئ (يوسف الحربي) يرى الأجواء هذه السنة كانت إيجابية وهوما انعكس على نسبة النجاح المرتفعة سواء في المدارس الحكومية أو الخاصة، أو بين الطلبة المواطنين، أو غيرهم من الوافدين: أعداد الناجحين من الطلبة هذه السنة أعلى بكثير، و«معدلات النقاط زادت عن مستواها في السنة الماضية»، خصوصاً في القسم العلمي، وكل هذا بفضل التغييرات التي اعتمدتها الوزارة ومنها تغيير المسمى، وكذلك طرق التدريس، وكيفية تقديم الأسئلة التي أصبحت تركز على معرفة مدى فهم الطالب، وليس الحفظ والاجترار الذي ميز الفترات السابقة. موقع «التربية والتعليم» وتأسف (نورة العامري) للانتظار الممل والربكة التي حصلت مع الإعلان عن النتائج رغم توافر وسائل الاتصال في العصر الرقمي، حيث كان من المفترض أن تصل جميع المهتمين بها فور الإعلان عن اكتمال التصحيح، ولكن ما حصل كان على العكس من كل التوقعات تماماً: عند ما انتهينا من الامتحانات سمعنا معلومات أن التصحيح هذه السنة سيكون بالكمبيوتر، وأن النتائج سترسل لكل شخص على «إميله الخاص» وأن موقع الوزارة ستكون عليه النتائج أول بأول، كل هذا اكتشفنا أنه شائعات، وحتى الوزارة موقعها لا يعمل، وهذا ما تسبب لي ولزميلاتي بحرق الأعصاب والتوتر لأننا لم نعرف النتائج، وكنا نتوقع أنها سيعلن عنها بسرعة أكثر من الأعوام السابقة كما قالوا، ولكن ما حدث هو العكس، الأمر الذي جعل والدي يقول ضاحكاً من جيل «الإنترنت» أنه في الزمن الماضي كان إعلان النتائج أسرع، لأنها في اليوم الموالي على الأكثر تكون في الصحف، أو تعلن على أمواج الإذاعة» امتحان الحساب والعقاب وينطلق القارئ (أحمد عبد الله) من تجربة الفشل مرتين في «الثانوية العامة» ليرصد أسباب الإخفاق من وجهة نظره الخاصة: أخيراً نجحت هذه السنة بعد أن رسبت مرتين، وأعتقد أن التهويل والخوف من الفشل أمام الأهل والزملاء كان أكثر عامل تسبب في رسوبي مرتين، لأن كل مرة - حتى قبل الامتحان- كنت أعتبر الرسوب فضيحة، ولا أعرف أين أخفي وجهي من الناس، وهذا ما جعلني أرسب، وفي السنتين الماضيتين كانت بيوت الجيران فيها أفراح واحتفالات، أما في بيتنا، فكان حزن،ودموع... «وأنا ما أدري ليش الأهل يزيدون الضغط على الشباب بكلمات مثل: «لو نجحت نعملك كذا وكذا، ولو رسبت لازم تتعاقب بكذا وكذا.. وأنا من رأيي أن هذا الأسلوب هو الذي جعل الطلاب يتوترون، في فترة الامتحان، ويذهب تركيزهم باتجاه (الحساب والعقاب) بدل أن ينصب على الامتحان نفسه». جسر العبور لكن (عامر عبيد السعدي) يرى أن «الثانوية العامة» مرحلة هامة فعلاً في حياة الطالب، وتستحق الجهد الذي يبذل من أجلها، وأهميتها القصوى تبرر ما يصاحبها من التوتر والترقب قبل النتائج والفرح والسعادة عند النجاح، أو الانكسار في حالة الإخفاق فكتب: «مبروك لكل الناجحين وخصوصاً الزملاء، وأهنئ نفسي والجميع بـ«الثانوية العامة» التي طالما حلمنا بها باباً جديداً من أبواب الحياة، وجسرا يعبر عليه الطالب من حياة الطفولة والمدارس إلى مرحلة الرجولة وأجواء البحث في الجامعات، وأعتقد أن بذل الجهد وإعلان حالة طوارئ طيلة السنة حتى النجاح بمعدل مرتفع أمر يستحق التضحية.. وعزاء صادق لكل من لم يحالفهم الحظ». التفوق للجميع الأجمل في نتائج هذه السنة أن التفوق لم يكن من نصيب المدارس الحكومية دون الخاصة، ولا من نصيب الوافدين، دون المواطنين.. جميع الفئات وكل المدارس وكافة الجنسيات فيها متفوقون، وهذا دون ريب نتيجة للأساليب التربوية الجديدة التي اعتمدتها الوزارة مثل طرق التدريس وأساليب التقييم الجديدة للطلاب المعتمدة على الفهم بدل التركيز على الحفظ العقيم» (أمل البلوشي) دافع النجاح «من تجربتي كمدرس، لاحظت خلال السنوات الماضية أن أغلب المتفوقين في المدرسة التي أعمل فيها كانوا طلاباً عاديين لا يملكون إلا الدافع للنجاح، أما الطلاب أصحاب الدرجات الدنيا فأغلب حديثهم عن الهواتف الذكية مثل «البلاك بيري» والـ«آي فون»، والتفاخر بقدرتهم على السياقة بتهور وطيش، رغم أن عمرهم لا يسمح لهم باقتناء رخصة السياقة» (رضا الفخراني)