قال مصدر دبلوماسي سنغالي أمس ان رئيس المجلس العسكري الحاكم في غينيا الكابتن موسى داديس كمارا توجه إلى المغرب بالطائرة بعد نجاته من هجوم نفذه مساعد سابق له. وأضاف المصدر “الرئيس على متن طائرة من بوركينا فاسو متجهة إلى المغرب”. وذكر أن طبيبا سنغاليا يرافقه. وبصورة منفصلة قال مصدر للشرطة في العاصمة الغينية كوناكري إن طائرة من بوركينا فاسو أقلعت من المطار. وطالما كان المغرب مقصدا للنخبة في غينيا طلبا للرعاية الطبية. في الوقت نفسه قال المجلس العسكري الحاكم في غينيا إنه تمت استعادة النظام في العاصمة أمس بعد ساعات من اصابة كمارا في هجوم نفذه جنود. وقال سكان إن أصوات الرصاص ترددت في أنحاء المدينة خلال الليل فيما كانت قوات الامن تلاحق المشتبه بهم وتم نشر الجنود لحماية الطرق الرئيسية والمواقع الاستراتيجية الأخرى. وأبرز الحادث هشاشة الأوضاع في الدولة الواقعة بغرب أفريقيا وهي أكبر مصدر لخام البوكسيت في العالم والتي يعتبر استقرارها أمرا حيويا لجيرانها. وقال مسؤول في المجلس العسكري الحاكم في التلفزيون الرسمي بعد الأحداث التي وقعت في وقت متأخر الليلة قبل الماضية “بامكان الحكومة أن تؤكد أن الوضع تحت السيطرة”. وأضاف وهو يتلو بيانا “أصيب الرئيس موسى داديس كمارا بجروح طفيفة. لحسن الحظ حياته ليست في خطر”. ووقع الهجوم بينما اختتم محققون من الأمم المتحدة في العاصمة كوناكري تحقيقهم في حملة قمع وقعت في سبتمبر وقتل فيها اكثر من 150 محتجا واغتصب فيها الجنود عشرات النساء حسبما أفاد شهود العيان. وقال البيان إن مساعد كمارا المقرب اللفتنانت أبو بكر دياكيت ولقبه تومبا كان وراء الهجوم. ويروي شهود عيان وجماعات حقوق الانسان على نطاق واسع انه كان له دور رئيسي في حملة القمع في سبتمبر والتي يمكن أن يواجه قادة المجلس العسكري بسببها محاكمة دولية. وقال دبلوماسي “ما نسمعه هو إما انهم اعتقلوا تومبا أو كانوا سيلقون القبض عليه وانه أطلق الرصاص على داديس. لا شك في أن لهذا الحادث صلة بالتحقيقات”. وأضاف ان كمارا ربما يريد إلقاء اللوم على تومبا في عمليات القتل التي وقعت في سبتمبر ليفلت من أي اتهامات عما حدث. وأضاف “هذه هي الوسيلة الوحيدة كي يفلت (كمارا) من المأزق” وقال وزير الاتصالات ادريسا شريف انه تم رصد مكان تومبا في منطقة ما بالعاصمة وان “من يقفون وراء هذا العصيان سيعاقبون”. وقدمت مصادر عسكرية تقارير متضاربة عما اذا كان تومبا قد اعتقل. وكان كمارا استولى على السلطة في انقلاب دموي في ديسمبر الماضي بعد وفاة لانسانا كونتي رئيس البلاد القوي. ووعد في البداية بالسماح بانتقال السلطة الى حكم مدني لكنه أرجأ الانتخابات ورفض تسليم السلطة. وقال مقربون من “تومبا” لوكالة فرانس برس أمس ان الاخير “ليس موقوفا”. وقال مصدر مدني اكد تصريحاته مصدر عسكري “لم يتم توقيفه، انه في مكان آمن”. وكانت الاذاعة الوطنية نقلت مساء الخميس عن مصدر عسكري اعلانه توقيف تومبا. ثم اعلن المتحدث باسم السلطات العسكرية ادريسا شريف أن “المساعد السابق (لكامارا) تومبا دياكتيه حاول الاعتداء على رئيس الدولة، لكن الحمد لله الرئيس بخير”. ولم يتحدث شريف بوضوح عن توقيف تومبا وقال انه “تم تحديد مكانه” ملمحا الى انه تم توقيفه. وبدت العاصمة كوناكري هادئة صباح أمس غداة محاولة اغتيال قائد السلطات العسكرية الحاكمة في حين قرر العديد من السكان القلقين البقاء في منازلهم، بحسب اتصالات هاتفية اجرتها وكالة فرانس برس مع سكان.