طرابلس، بنغازي (وكالات) استهدف مسلحون مجهولون، أمس، مسجد «القدس» في شارع الجمهورية بالعاصمة الليبية طرابلس بعبوة ناسفة، ما أدى إلى أضرار مادية كبيرة بمنشآت المسجد. وقال مصدر أمني، إن مسلحين مجهولين استهدفوا المسجد في الساعات الأولى من صباح أمس، بعبوة ناسفة مما أدى إلى تخريب المسجد وتناثر الحطام داخله وتحطم بعض أرجاء فنائه الخارجي، فيما لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن التفجير على الفور. نشرت الصفحة الرسمية لرئاسة أركان القوات الجوية الليبية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» صورا لآثار التفجير الذي دمر المسجد بشكل كبير. وتداول نشطاء الموقع الصور التي تظهر الأضرار المادية التي لحقت بمسجد القدس وهو أحد المعالم الدينية المهمة في العاصمة الليبية بمعماره المتميز وموقعه، وتشير الأنباء إلى وجود محاولات في السابق من متشددين للسيطرة على المسجد. وكان تنظيم «داعش» الإرهابي قد تبنى في وقت سابق استهداف عدد من المصالح في العاصمة طرابلس، منها سفارات دول إيران وإسبانيا والمغرب والجزائر وكوريا الجنوبية، كما تبَنى تفجير مركز شرطة زاوية الدهماني، والحاجز الأمني في منطقة الغيران قرب جنزور، بالإضافة إلى هجوم فندق كورنثيا بالعاصمة الليبية. إلى ذلك، شنت مقاتلات تابعة لميليشيات فجر ليبيا، أمس، غارات على موقع عدة في مدينة الزنتان غربي البلاد. ونقلت قناة «سكاي نيوز عربية» الإخبارية عن مصادر قولها إن الغارات استهدفت أيضا مدينة الرجبان، لكن لم ترد تفاصيل عن وقوع خسائر. وتتعرض الزنتان، التي تقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية لهجمات، أغلبها جوية، تشنها ميليشيات فجر ليبيا المصنفة إرهابية، منذ أشهر. وتستهدف الهجمات مطار المدينة وبنى تحتية. وتواجه القوات الحكومية الداعمة للحكومة المعترف بها دوليا ميليشيات فجر ليبيا التي تسيطر على أجزاء من العاصمة طرابلس. وفي بنغازي أفاد مسؤولون ليبيون وشهود الليلة قبل الماضية ان الإعلامي مفتاح القطراني اغتيل برصاصة في رأسه في مقر شركته الإعلامية في بنغازي بشرق ليبيا، في أول عملية اغتيال تشهدها المدينة منذ أكتوبر الماضي. وقال مسؤول في وزارة الداخلية الليبية إن «مواطنين أصدقاء للإعلامي مفتاح القطراني مدير شركة الأنوار للإنتاج الإعلامي (الخاصة) دخلوا عليه خلال زيارة اعتيادية إلى مكتبه ووجدوه مسجيا على كرسيه غارقا في الدماء ومفارقا للحياة بعد أن تلقى رصاصة قاتلة في الرأس». وأضاف طالبا عدم ذكر اسمه إلى أن «قوى الأمن في المدينة شرعت في التحقيق وتتبع الجناة بعد نقل جثة القطراني إلى مشرحة مركز بنغازي الطبي لعرضها على الطبيب الشرعي». من جهته قال شاهد عيان طالبا عدم ذكر اسمه إن «القطراني وجد ميتا في مكتبه في شارع عشرين وسط مدينة بنغازي، ولم ينتبه أحد من الجيران أو المحال المجاورة للحادثة، ولم نعثر على أي أسلحة بجانبه». والقطراني إعلامي شاب زود العديد من المحطات الليبية الفضائية بالعديد من مقاطع الفيديو والتقارير المصورة للحرب التي يخوضها الجيش في مدينة بنغازي في مواجهة تحالف مكون من المقاتلين المتشددين في مجلس شورى ثوار بنغازي. ومنذ اكتوبر الماضي، شن الجيش الذي يقوده الفريق اول خليفة حفتر هجوما موسعا لاستعادة السيطرة على المدينة التي وقعت في أيدي مسلحين متشددين في يوليو 2014. وأطلق حفتر عملية عسكرية باسم «عملية الكرامة» في 16 مايو 2014 لاجتثاث الإرهاب من بلاده، ومنذ ذلك الحين يخوض معارك شبه يومية مع المجموعات المتشددة في بنغازي قبل أن تتوسع المعارك لتشمل مناطق ومدنا أخرى من بينها العاصمة طرابلس. وطرابلس سقطت في أيدي مجموعات «فجر ليبيا» التي أعادت إحياء المؤتمر الوطني العام وهو البرلمان المنتهية ولايته وشكلت حكومة موازية ما اجبر السلطات المعترف بها دوليا على اللجوء إلى شرق البلاد منذ أغسطس الماضي.