أظهرت المناظرة الأولى بين المتنافسين على رئاسة الولايات المتحدة عمق الخلافات بينهما إزاء السياسات الاقتصادية والسياسية الخارجية والبرامج الداخلية للرئيس الذي سوف يحتل المكتب البيضاوي في البيت الأبيض يناير المقبل· وتبادل السيناتور الجمهوري جون ماكين والسيناتور الديمقراطي باراك أوباما ''اللكمات'' بالكلمات خلال 90 دقيقة في أول مناظرة شهدها 100 مليون أميركي لكن لم يسقط أحد أمام ''اللكمات'' أو تحت وطأة الخلافات!! واحتفظ كل منهما بسياسته المعروفة، ورغم أن الاستطلاعات الأولية بعد دقائق من انتهاء المناظرة رشحت أوباما الفائز في هذه الجولة إلا أن الناخبين يريدون معرفة المزيد عن مواقف وسياسات هذا أو ذاك قبل أن يذهبوا إلى صناديق الاقتراع بعد 39 يوماً، في الرابع من نوفمبر· وقالت صحيفة نيويورك تايمز في مقال افتتاحي إن الذي يدعو للقلق أن السيناتور ماكين ''لم يتعلم شيئاً من درس غزو أميركا للعراق، وما زال مصراً على زيادة القوات الأميركية واستمرار وجودها في العراق ويدافع عن الغزو ولا يجد أي خطة مسؤولة للخروج من المأزق الأميركي من العراق''·وقالت إن ماكين لا يريد الاعتراف بأن الغزو كان خطأ وكارثة · وكان أول رد فعل في استطلاعين حول المناظرة كما يلي: 39% سجلوا تفوق أوباما· 25% رشحوا ماكين فائزاً· 36% تعادل بين المتنافسين· 46% من الناخبين غير الملتزمين أعربوا عن أن أوباما تحسن أداؤه كما اتضح في المناظرة 44% رأوا أن ماكين أفضل في اتخاذ القرار الاقتصادي و66% سجلوا أن أوباما الافضل في اتخاذ القرارات الاقتصادية· وتوضح هذه النتائج فرصاً جديدة ليحصل أوباما على تأييد بعض الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد· كما يوضح الاستطلاع أن أوباما نجح في طمأنة الناخبين بقدراته في السياسة الخارجية والقضايا الاقتصاية· ورأى المعلقون أن أوباما لم يخسر في هذه الجولة رغم الضربات التي تلقاها من السيناتور ماكين مع ذلك فإن المتنافسين لم يقدما للناخب الأميركي ما يريد أن يعرفه: = كيف سيعالج الرئيس الجديد الورقة الاقتصادية؟ = كيف سيتعامل مع التحديات السياسية العالمية في باكستان وأفغانستان وإيران وفي مواجهة بزوغ الدب الروسي على الساحة الدولية· قال أحد المعلقين إن أيا من المرشحين لم يكن مصدراً للإلهام بالنسبة للناخب الأميركي بالنسبة للأداء الذي عكسته المناظرة في توقيت دقيق بالنسبة للأميركيين بدءاً من الانهيار الاقتصادي وارتياحاً بالدور الأميركي الذي تراجع على المسرح الدولي والأمن الداخلي· ولم يقدم أحد من المتنافسين أي جديد يختلف عما يتعلق في الحملات الانتخابية يومياً· رسالة ماكين في المناظرة كانت التشكيك في أن أوباما لا يصلح رئيساً أو قائداً عاماً للقوات المسلحة· وكرر ماكين عدة مرات اتهام أوباما بأن ليس لديه خبرة ولا يعرف شيئاً عن العالم وأنه ساذج · ورد أوباما اللكمات وندد بسياسة ماكين خفض الضرائب على الأثرياء وقال إن أزمة الأسواق المالية أكبر دليل على فشل السياسة الاقتصادية للرئيس بوش· والسيناتور ماكين يرفض وضع ضوابط واشراف على أسواق المال· كان من الطبيعي أن تسيطر الأزمة الاقتصادية على المناظرة التي كانت مخصصة فقط للسياسة الخارجية، وبدا ماكين انعكاساً لسياسات القرن العشرين وقالت صحيفة نيويورك تايمز : ووسط الأزمة المالية الطاحنة كان الأميركيون يتطلعون إلى سماع حل مشترك من المتنافسين على رئاسة أميركا·واشتبك المتنافسان حول سياسة أميركا إزاء العراق وباكستان وأفغانستان وإيران ودور أميركا في العالم وأكد أوباما أولوية تحسين الأداء الأميركي في العالم· وتعمد ماكين ربط سياسة أميركا إزاء إيران بإسرائيل·· قائلاً: لا نريد هولوكست جديداً لإسرائيل بسبب سياسة الرئيس الإيراني الذي يدعو إلى محو إسرائيل من خريطة العالم· وقال أوباما إن حرب أميركا في العراق أدت إلى تقوية إيران ولا يمكن السماح بقوة نووية في إيران ولا بد من جهود دبلوماسية أقوى من إيران· وعكست المناظرة حواراً ساخناً بين رجل من الماضي يتحدث عن سياسات قديمة·· وإنجازات السيناتور ماكين الذي قدم نفسه على أنه الأقوى سياسياً والأقدر عسكرياً وأن السيناتور أوباما لا يستطيع تولي مسؤولية الرئاسة كما قال ماكين، في الوقت الذي عكس أوباما سياسات المستقبل لأميركا وسياسات التغيير