تستعد أبوظبي لاستقطاب 200 ألف سائح يزورون الإمارة على متن سفن بحرية خلال الموسم الحالي 2009 / 2010، في الوقت الذي تعكف فيه هيئة أبوظبي للسياحة على إعداد استراتيجية خاصة لتنمية القطاع. يأتي ذلك في الوقت الذي استقبلت فيه أبوظبي أمس أكثر من 1,800 راكب قدموا على متن سفينة “لومينوزا” التابعة لشركة “كوستا كروزيز”، وذلك في أول زيارة تقوم بها هذه السفينة العملاقة إلى منطقة الخليج العربي. وتأتي زيارة “لومينوزا” لأبوظبي، بحسب بيان صحفي للهيئة أمس، في إطار برنامج الرحلات البحرية الترفيهية الجديدة التي أطلقتها “كوستا كروزيز”، الشركة الإيطالية العاملة في تشغيل الرحلات البحرية الترفيهية، والتي تعد أول شركة تسيّر سفنها السياحية في منطقة الخليج العربي. وشهدت أبوظبي معدلات نمو قوية في قطاع السفن السياحية خلال العقد المنصرم، وارتفع عدد الركاب الذين زاروا العاصمة الإماراتية من 10 آلاف عام 1999 إلى نحو 100 ألف في موسم 2008-2009. وتأمل هيئة أبوظبي للسياحة استقطاب ما يزيد على 500 ألف زائر بحلول العام 2030. وبدأت “لومينوزا” أولى رحلاتها البحرية في شهر يوليو الماضي، وستقوم برحلات تستمر الواحدة منها سبع ليال تزور خلالها خمس محطات في دول المنطقة من بينها أبوظبي. وتسنى لركاب وطاقم السفينة الاستفادة من خدمات مركز الاستعلامات الجديد المخصص للزوار في ميناء زايد، والذي يندرج ضمن سلسلة المبادرات التي تتبناها هيئة أبوظبي للسياحة لإثراء تجارب زوار أبوظبي وتعريف الضيوف القادمين من هذا المنفذ البحري الهام بثقافة وتراث وحضارة دولة الإمارات، فضلاً عن تسهيل حجوزات الرحلات السياحية والفنادق. ويتواجد في المركز موظفون مدربون ومؤهلون لخدمة الزوار والتعامل مع استفساراتهم، ويضم قرية تراثية وركناً خاصاً بالصقور، إضافة إلى عروض النقش بالحناء والمشغولات اليدوية التقليدية. ويشمل المركز ردهة استقبال ومعرضاً مصغراً يجسد مستقبل أبوظبي والشكل الذي ستؤول إليه المدينة عقب الانتهاء من أبرز المشاريع التطويرية فيها. وأشار سعيد الظاهري، مدير إدارة المعلومات السياحية في هيئة أبوظبي للسياحة، إلى أن الهيئة ستطلع ضيوف العاصمة الإماراتية القادمين عبر ميناء زايد على أبرز المقومات السياحية التي تشتهر بها الإمارة لجعل زيارتهم إلى أبوظبي تجربة لا تنسى. وقال الظاهري “يشكل ميناء زايد بوابة هامة لاستعراض نقاط الجذب السياحية التي توفرها أبوظبي لضيوفها، بدءاً من طابعها التراثي العربي، مروراً بمعالمها الشهيرة كقصر الإمارات ومسجد الشيخ زايد، وانتهاءً بأبرز المرافق الحديثة من مطاعم ومراكز تسوق عصرية”. وتتصدر “ليمونوزا” قائمة السفن السياحية العملاقة التي ترسو في العاصمة الإماراتية وتبحر للمرة الأولى في مياه المنطقة خلال فترة الشتاء، إذ يشهد شهر يناير المقبل وصول سفينة “بريليانس أوف ذا سيز” التابعة لشركة “رويال كاريبيان انترناشيونال” إلى ميناء أبوظبي، وذلك في إطار برنامج رحلات جديد تنظمه الشركة إلى الخليج العربي وبحر عُمان. وتشكل الرحلات البحرية الترفيهية رافداً هاماً لنمو القطاع السياحي في أبوظبي. وفي نهاية العام المقبل، تعتزم هيئة أبوظبي للسياحة إطلاق استراتيجية خاصة بقطاع السفن السياحية والقيام بدراسة الجدوى الاقتصادية لبناء مرسى سياحي خاص بالرحلات البحرية الترفيهية. وقال لورانس فرانكلين، مدير إدارة السياسات والاستراتيجيات في هيئة أبوظبي للسياحة “تعمل الهيئة إلى جانب عدد من المؤسسات الحكومية في الإمارة على إعداد استراتيجية واضحة للسفن السياحية وبرنامج لإثراء تجربة الزوار بهدف استقطاب وجذب عدد أكبر من الركاب ومشغلي الرحلات السياحية إلى الإمارة، ويعكس مركز الزوار الجديد مدى اهتمام الهيئة بهذا القطاع الحيوي”. وأضاف فرانكلين “ارتفع عدد السفن التي رست في أبوظبي من 10 إلى 50 سفينة خلال السنوات العشر الماضية، ومن المتوقع أن تزور العاصمة الإماراتية نحو 60 سفينة في فترة الشتاء”. وقال فرانكلين “لتعزيز هذا النمو، قمنا بوضع الهيكل التنظيمي المناسب للخروج بخطط تضمن إعداد البنية التحتية والتسويقية اللازمة وتحقق التعاون والتنسيق الأمثل بين الجهات المعنية في القطاع. ونأمل من خلال اعتماد هذه الممارسات استقطاب حوالي 200 سفينة سنوياً بحلول العام 2030”. وترى الهيئة أن أبوظبي تحظى بالمقومات اللازمة لتصبح محطة للسفن السياحية العملاقة في منطقة الخليج. وأوضح فرانكلين: “تعمل أبوظبي على تطوير البنى التحتية وتلبية جميع المتطلبات اللازمة لتشغيل مرافق خاصة بالرحلات البحرية الترفيهية وفق أعلى المواصفات العالمية، مع مراعاة توفير مقومات سياحية ترقى إلى تطلعات الزوار وتقديم خدمات عالية الجودة بأسعار تنافسية، وتعزيز جانب الأمن والسلامة وتأمين ربط مطار أبوظبي بشبكة واسعة من الوجهات العالمية، بالإضافة لإتاحة خيارات متنوعة من الفنادق ومحلات الإقامة”. وأضاف فرانكلين: “بحسب توقعاتنا، يصل معدل حجم الإنفاق لكل سفينة ترسو في الإمارة إلى حوالي 1,5 مليون دولار (5.5 مليون دولار)، ويأخذ هذا العدد بالارتفاع بشكل ملحوظ إذا كان ميناء أبوظبي المحطة التي تبدأ منها وتنتهي فيها الرحلة، إذ يترافق ذلك مع ازدياد عدد الأيام التي يقيم فيها الزوار وبالتالي تتضاعف نسبة إشغال الفنادق، وكذلك الأمر بالنسبة لرسوم الصيانة والخدمات”. من جانبه، أشاد جورج فارجيس مدير عام العمليات التجارية في شركة “ريس حسن سعدي”، وكيل شركة “كوستا كروزيز” في المنطقة بالخطوات التي تقوم بها أبوظبي لتعزيز قطاع الرحلات البحرية الترفيهية، وأثنى على الجهود التي تبذلها الإمارة لترسيخ مكانتها بين أبرز وجهات السفن السياحية العملاقة في المنطقة. وقال فارجيس: “تقوم أبوظبي بمبادرات هامة لتسهيل أعمال الشركات المشغلة للسفن السياحية وجذب المزيد من زوار الإمارة عبر المنافذ البحرية، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على أداء القطاع ويشجع المدن الخليجية الأخرى على القيام بخطوات مماثلة”.