حسن الورفلي (بنغازي)

قال قائد محور عين زارة في معركة تحرير طرابلس اللواء فوزي المنصوري إن قوات الجيش الليبي تتمركز بشكل ممتاز في محاور العاصمة، مشيراً إلى فشل الميليشيات المسلحة الداعمة لحكومة الوفاق من تحقيق أي اختراق أو تقدم في صفوف القوات المسلحة، فيما كشف المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الليبي عن وجود اتصالات بين وفد من مدينة مصراتة من جهة والقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية. ومن جانبها، أكدت منظمة الصحة العالمية ارتفاع عدد ضحايا اشتباكات العاصمة طرابلس إلى 1048 قتيلاً بينهم 106 مدنيين.
وأكد المنصوري في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، من محاور القتال في طرابلس، وجود تقدم لقوات الجيش الليبي في عدة مناطق في ضواحي طرابلس، مشيراً إلى أن القوات المسلحة الليبية تمكنت من بسط سيطرتها على مناطق جديدة على الأرض.
من جانبه، كشف المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الليبي عن وجود اتصالات بين وفد من مدينة مصراتة من جهة والقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، والتي يطالب فيها أبناء مصراتة بتوفير الحماية لهم وعدم مطاردتهم وتوفير الضمانات لهم كي تنسحب ميليشيات مصراتة من طرابلس.
بحسب المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، طالب أعيان وحكماء مدينة مصراتة بتعهد الجيش الوطني بعدم دخول مدينتهم مقابل انسحاب ميليشيات مصراتة من طرابلس.
واشترطت القيادة العامة للجيش الليبي تسليم ميليشيات مسلحة لكامل أسلحتها المتوسطة والثقيلة وتسليم العناصر المطلوبة للمدعي العام والنيابة الليبية، مشددة على ضرورة أن تقوم قوات الشرطة الليبية عبر مديريات الأمن بتأمين المدينة.
كان مصدر ليبي في مدينة مصراتة قد كشف لـ«الاتحاد» يوم 23 يونيو الماضي أن وساطة أجنبية تجري بين القيادة العامة للجيش الليبي وبعض الرموز الوطنية في مصراتة، وذلك لتحييد الأخيرة عن معركة «طوفان الكرامة» في طرابلس ورفع يدها عن الميليشيات المسلحة التي تهيمن على طرابلس.
وأشار المصدر الليبي إلى أن القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية هدفها القضاء على الميليشيات والعصابات الإجرامية وتطهير البلاد من قبضة الإرهابيين، لافتاً إلى أن المفاوضات التي تتم بشكل سري تأتي في إطار التحركات لنزع فتيل الأزمة في البلاد وتأمين العاصمة من الإرهابيين.
وفي جنوب ليبيا، تصدى أهالي مرزق والقوى الأمنية بالمدينة لهجوم العصابات التشادية والسيطرة على عدد من السيارات المسلحة بعد قيام سلاح الجو الليبي باستهداف رتل من العصابات الداعمة لجماعة الإخوان وميليشيات المدعو أسامة جويلي.
وأكد مصدر عسكري ليبي لـ«الاتحاد» استعداد القوات المسلحة في منطقة الهلال النفطي لصد أي هجوم للإرهابيين على الحقول النفطية، مشدداً على تمركز أشرس الكتائب العسكرية التابعة للجيش الليبي في المنطقة لصد أي هجوم إرهابي.
يأتي ذلك وسط أنباء ترددت حول نية ميليشيات مسلحة تمولها حكومة الوفاق في شن هجوم على منطقة الهلال النفطي وبسط سيطرتها على حقول وموانئ النفط.
ورداً على تهديدات الميليشيات المسلحة باستهداف مطار بني وليد المدني غرب البلاد، وجه مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة رسالة عاجلة ممهورة بختم وتوقيع رئيسه الدكتور عارف النايض إلى المبعوث الأممي إلى ليبيا عقب التهديد الذي أطلقه قائد في ميليشيات طرابلس يدعى أسامة جويلي في بيان صادر عنه باستهداف مطار بن وليد مساء أول أمس الاثنين وإعلانه مغلقاً، رغم عدم وقوعه في الاختصاص المكاني للمنطقة العسكرية الغربية التابعة للرئاسي.
وأكد النايض في رسالته إلى غسان سلامة عن الرفض القاطع لاستهداف مطار بن وليد، لافتاً إلى أن المطار مرفق مدني يستخدم لأغراض إنسانية عقب العقوبات الجماعية التي تفرضها حكومة الوفاق على أهالي المدينة ومدينة ترهونة وغيرها. وأوضح بأن هذا التهديد الذي أطلقه جويلي لمطار بن وليد يأتي بعد التقتيل والتنكيل الذي مارسته المجموعات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق بحق الجرحى وحتى سيارات الإسعاف، إضافة لسياسات الحصار المتعمد، معتبراً أن بيان جويلي امتداد لقرار المؤتمر العام المعيب رقم 7 بحق مدينة بني وليد.
وقرر قائد ميليشيات داعمة لحكومة الوفاق يدعى أسامة جويلي إيقاف حركة الطيران في مطار بني وليد بشكل كامل وفوراً رغم أن النطاق الجغرافي للمدينة ومطارها يقع ضمن الاختصاص الجغرافي لميليشيات يقودها محمد الحداد ومقرها مصراتة.
وحذر جويلي أهالي بني وليد من مخالفة قراره متوعداً المخالفين بإجراءات مضادة في حال خرق الطائرات لهذا الحظر، مطالباً جميع المدنيين بإخلاء المطار في إشارة منه لإمكانية قيام طيران الكلية الجوية مصراتة بقصفه.
وفي جنوب ليبيا، أعلنت المنطقة العسكرية في مدينة سبها، الليبية رفع درجة الطوارئ القصوى بعد رصد تحركات لعناصر تنظيم داعش في محيط المدينة، الواقعة جنوب ليبيا.
ودعا مركز منطقة سبها العسكرية التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي كافة الضباط وضباط صف والعسكريين، إلى ضرورة الالتحاق بوحداتهم، وطلب من الغرف الأمنية الفرعية رفع حالات النفير القصوى، لوجود تحركات مشبوهة لتنظيم داعش الإرهابي في أطراف المدينة، وفقاً لوكالة أنباء الشرق الأوسط.
يأتي ذلك، بعد يومين على ظهور تسجيل جديد لتنظيم داعش الإرهابي والذي ظهر فيه مقاتلون مسلحون في منطقة صحراوية يعتقد أنها في جنوب ليبيا، وهم يبايعون زعيم التنظيم الإرهابي أبو بكر البغدادي، ويتوعدون الجيش الليبي بعمليات انتقامية.
وفي سياق متصل، تحدثت تقارير غربية حديثة عن تدفق مسلحين تابعين لتنظيم داعش الإرهابي من مدينة إدلب السورية نحو ليبيا، في ظل النزاع بين قوات الجيش الليبي وقوات حكومة الوفاق على العاصمة طرابلس.