نص الشرع على تحريم الاجتراء على الدين باختراع الأعمال والأقوال وتزيينها للناس، لأن فعله أو القول به لا يؤدي الى الطاعات بل الابتعاد عن رضا الله عز وجل· ويقول المستشار توفيق وهبة ـ مدير المركز العربي للدراسات وبحوث التراث ـ إن الإسلام لا يرفض الاجتهاد واستحداث بعض الابتكارات والاختراعات في مجال الصناعات وغيرها، ولكن الذي يرفضه الإسلام اختراع الأعمال والأقوال وتقديمها للناس حتى يحسبوها ديناً من الله تعالى· وهذا ابتداع في الدين بما لم يكن من عند الله تعالى ولا من هدي رسوله -صلى الله عليه وسلم- وهو محرم يجلب اللعنة لصاحبه وكل من يعمل به· وفي عصرنا كثرت عمليات الابتداع، ويقدمون أقوالهم وأفعالهم ببريق يجذب الناس، ويستميلون قلوبهم بشتى الأساليب والطرق لتحقيق اهداف خبيثة وتقويض الإسلام· ويؤكد أن كل ما يصدر عن البشر وهو مخالف لأمر الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم- يرد عليهم ولا يعد مقبولا، والرسول- عليه الصلاة والسلام- قال: ''من أحدث -أي ابتدع- في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد''، وقوله ـ عليه السلام ـ ''من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد'' أي مردود· ويشدد على أن صاحب البدعة ضال، وبدعته مردودة عليه ولا ثواب له، والله تعالى يصب عليه اللعنة· والرسول -صلى الله عليه وسلم- قال في خطبته: ''أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة'' وحذرنا من التغيير في دين الله وعدّه طريق ضلال ينال صاحبه العقاب من المولى عز وجل· ويشير الى أن هناك أقساما للبدعة علينا الحذر منها جميعا لأنها ليست من الإسلام، مثل أفعال بعض الفرق تقربا الى الله لنيل الدرجات العليا بالمبالغة في العبادة والانقطاع عن الناس وترك الزواج مع الداعي وعدم المانع وترك العمل، وتعليق الشموع والمصابيح على الأضرحة· ويضيف ان من هذه البدع وما يقوم البعض به من رفض النصوص في دين الله تعالى الذي يقول: ''فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول'' النساء الآية ·59 وغيرها من الأمور التي تعد مخالفة لشرع الله وليس لها سند من كتاب أو سنة· ويشدد على أن المسلم مطالب بالحرص على تحصيل العلم والمعرفة الشرعية التي تمكنه من الوقوف على أصول الإسلام وثوابته، والإلمام بقواعده وكلياته التي تمكنه من أداء العبادات والطاعات، ونيل رضا الله سبحانه وتعالى· ويطالب بالابتعاد عن الأمور التي تثير الشك، مع اعتزال أهل الضلالة والبدع ودعاة الفتنة، والحرص على الجماعة ونبذ الاختلاف والفساد والإفساد، والتمسك بحقائق القرآن والسنة والاقتداء بالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث قال: ''من اقتدى بي فهو مني ومن رغب عن سنتي فليس مني''· كما يجب الابتعاد عن المغالاة في الدين والتشدد والجدل، مع ضرورة الإخلاص في العبادة والالتزام بالتوجيه الإلهي قال تعالى: ''ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا'' النساء الآية 115.