بكين (د ب أ) - يتوقع منظمو معرض الصين الدولي للسيارات «أوتو تشاينا» أن يصل عدد زائري المعرض إلى 800 ألف شخص، حيث يدفع كل زائر 100 يوان (16 دولاراً) من أجل مشاهدة أحدث مبتكرات منتجي السيارات في العالم وعلى مدى 10 أيام. وتفتح الدورة الجديدة للجمهور (اليوم) 25 أبريل الحالي وتنتهي في 5 مايو المقبل، وتأتي في ظل المخاوف من زيادة العرض عن الطلب في سوق السيارات العالمية وظل الإجراءات الحمائية الإقليمية وتباطؤ نمو السوق الصينية أكبر سوق للسيارات في العالم. ورغم الظلال الثلاثة التي تحيط بالسوق الصينية، فإن أغلب العارضين أعربوا عن تفاؤلهم بالسوق الصينية على المدى الطويل. وقال جو هينريشز، المدير الإقليمي لشركة «فورد موتور كورب» الأميركية في آسيا والمحيط الهادئ وأفريقيا،: «نحن مستعدون لتحقيق نمو قوي خلال العام الحالي في الصين أكثر أسواق السيارات إثارة في العالم». وتعرض «فورد» 3 سيارات جديدة من فئة السيارة متعددة الاستخدام ذات التجهيز الرياضي والسيارة الصالون في معرض الصين الدولي للسيارات الذي يشهد عرض 120 طرازا جديدا و1100 سيارة خلال أيام العرض. وقال أكيو تويودا، رئيس «تويوتا موتور كورب» اليابانية، أكبر منتج للسيارات في العالم،: «في عام 2009 تفوقت السوق الصينية على السوق الأميركية كأكبر أسواق العالم.. والسرعة التي تنمو بها هذه السوق الأعلى». واعترف تويودا بشعوره «بالأسف» عندما يسمع الناس يقولون إن شركته تأخرت كثيراً في دخول السوق الصينية. وأضاف أن «تويوتا» تسعى إلى زيادة حصتها في السوق الصينية بتطوير سيارات هجين متقدمة صغيرة للسوق الصينية. وزادت مبيعات السيارات في السوق الصينية العام الماضي بنسبة 2,5% إلى 18,5 مليون سيارة بعد عشر سنوات سجلت فيها نمواً بمعدل لا يقل عن 10% سنويا. وزادت مبيعات سيارات الركوب العام الماضي بنسبة 5,2% إلى 14,5 مليون سيارة، حيث تنمو مبيعات السيارات الأجنبية بوتيرة أسرع من نمو السيارات الصينية في هذه السوق. ويشير آيان روبرتسون، مدير التسويق في شركة السيارات الفارهة الألمانية «بي.إم.دبليو»، إلى أن السوق الصينية ستنمو بمعدل أقل نسبياً ولكن شركته تتوقع نموا لمبيعاتها لا يقل عن 10% خلال العام الحالي. ويضيف «سنواصل إضافة موزع جديد لسياراتنا كل أسبوع (في السوق الصينية)»، مشيراً إلى أن عدد موزعي سيارات «بي إم دبليو» في الصين اقترب من عددهم في الولايات المتحدة وهو 350 موزعاً. وقال كوي دونج شوي، المسؤول في اتحاد سيارات الركوب الصيني، إنه يتوقع نمو مبيعات سيارات الركوب في الصين بمعدل 10% خلال العام الحالي. وأضاف أنه يعتقد أن قدرات النمو في السوق الصينية مازالت كبيرة لأن الكثيرين من الصينيين لم يشتروا سيارة بعد، «فمازال معدل امتلاك السيارة في المدن الصغيرة بالصين منخفض جداً». أما جيا شينج وانج، كبير محللي مؤسسة استشارات صناعة السيارات الصينية، فيتوقع نمو السوق الصينية بمعدل أقل 5% وربما تسجل السوق انكماشاً وليس نمواً. ويقول كوي إن صناعة السيارات تواجه مشكلات مثل «حروب الأسعار» وتأثير تغيير الأولويات الاقتصادية للحكومة ولكن بطء نمو سوق السيارات سيكون مؤقتاً. ويتفق كوي وجيا على أن «الحماية العمياء» لشركات صناعة السيارات المحلية المتعثرة من قبل الحكومات الإقليمية تمثل مشكلة رئيسية تعرقل جهود الحكومة المركزية في الصين من أجل ظهور شركات صينية أكبر وأقدر على المنافسة العالمية. وقال كوي إن أغلب الشركات الصغيرة والإقليمية الصينية لصناعة السيارات ستواجه الإفلاس. وأضاف جيا: «اعتقد أنه من الصعب للغاية تجميع هذه الشركات الصغيرة في كيانات أكبر لأن صناعة السيارات، على عكس الحال في العديد من الدول الأخرى، تخضع لإشراف الوزراء والحكومات الإقليمية». وأضاف «يركز الوزراء والحكومات الإقليمية على أرباحهم». في الوقت نفسه، فإن المنافسة الشرسة والسياسات الحكومية المشجعة أقنعت بعض شركات صناعة السيارات بإقامة مصانعها في المناطق الداخلية الفقيرة من الصين بهدف الاستفادة من تطورات السوق على المدى البعيد. ولعل الأهم من طرح «فورد» أربعة طرز جديدة في الصين هو إعلان موافقتها استثمار 600 مليون دولار لزيادة طاقتها الإنتاجية بمقدار 350 ألف سيارة سنوياً في مدينة شونج كينج وسط الصين حيث يوجد أكبر مركز إنتاج تابع لـ»فورد» خارج الولايات المتحدة. وقالت «فورد» إن توسيع مركزها الإنتاجي في شونج كينج إلى جانب المصنع الجديد في مدينة هانج شو شرقي الصين سيضاعف إنتاجها في الصين إلى 1,2 مليون سيارة سنوياً بحلول 2015.