أسماء الحسيني (القاهرة - الخرطوم)

أعلن الوسيط الأفريقي إلى السودان محمد الحسن لبات، أمس، أن لجنة صياغة الاتفاق بين المجلس العسكري الانتقالي في السودان وقوى الحرية والتغيير انتهت أمس من مهمتها، وأن النسخة النهائية للاتفاق ستتسلمها الأطراف، للاطلاع عليها قبل التوقيع النهائي.
وكان الفريق شمس الدين كباشي المتحدث باسم المجلس العسكري قد ذكر أن الأطراف ستقوم بالمراجعة والتدقيق النهائي للاتفاق، وأضاف أنه بعدها ستكون الوثيقة جاهزة للتوقيع وإعلان موعد الاحتفال الكبير.
وقال مدني عباس مدني القيادي البارز بقوى الحرية والتغيير لـ«الاتحاد»، إنه من المقرر أن يجتمع المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير اليوم الخميس، بعد تسلمهما النسخة النهائية للاتفاق لمراجعتها المراجعة النهائية، وأضاف أن الطرفين سيعلنان موعد توقيع الاتفاق.
وأوضح أحمد ربيع القيادي بتجمع المهنيين لـ«الاتحاد»، أنه تم التوافق داخل قوى الحرية والتغيير على أسماء المرشحين لعضوية مجلس السيادة خلال الفترة الانتقالية، وكذلك على المرشح لتولي منصب رئيس الوزراء.
وأوضحت مصادر عليمة لـ«الاتحاد»، أن طرفي الاتفاق ظلا حتى اللحظات الأخيرة يناقشان التباينات بينهما بشأن بعض التفاصيل الصغيرة في الاتفاق.
وأوضحت المصادر أن الاحتفال بتوقيع الاتفاق سيشهده رؤساء دول جوار السودان وممثلون لدول ومنظمات إقليمية ودولية.
وفي الوقت الذي يتم فيه الاستعداد للاحتفال بتوقيع الاتفاق وبدء مرحلة جديدة في السودان، تم بشكل مكثف نشر فيديوهات تظهر ضحايا أحداث فض الاعتصام بالقوة في وسائل التواصل الاجتماعي، مما جعل خبراء وسياسيين يعتبرونه عملاً متعمداً لإثارة مشاعر السودانيين ضد الاتفاق وموقعيه. وقالت الإعلامية السودانية عفاف أبو كشوة، إن الفيديوهات جددت أحزان السودانيين. وتساءل الناشط عماد عبد الله: لماذا يتم نشر هذه الفيديوهات الآن؟ بينما قال آدم النور القيادي بحركة تحرير السودان أنه يجب تحويل المعاناة والمظالم إلى دروس لنتقدم، كما فعلت رواندا.
وقال الناشط السياسي محمد الرفاعي، إن نشر هذا الكم الهائل من الفيديوهات الغرض منه استفزاز الشارع السوداني، ليخرج عن سلميته؛ ولذا يجب أن يكون السودانيون واعين بما يحاك ضد السودان.
وفي الوقت نفسه، استمر النقاش بشان الاتفاق، وقال الكاتب الصحفي السوداني عادل الباز رئيس تحرير صحيفة «الأحداث» لـ«الاتحاد»، إنه ليس في الاتفاق بين المجلس العسكري وقوى التغيير ما يعيبه سوى أنه تأخر أكثر من اللازم، وأضاف أن السودانيين رحبوا بالاتفاق الذي جاء بعد أن بلغت القلوب الحناجر، وخاف الجميع من المصير المجهول والمرعب الذي يمكن أن تنزلق إليه البلاد.
وأوضح أن الاتفاق قد لا يرضي طموحات الطرفين، لكن هذه هي طبيعة الصراعات السياسية التي لا منتصر فيها ولا مهزوم، حيث يخرج الجميع غير راضين تماماً بما أنجزوه، لكن حقائق الواقع والقوة لا تسمح بأكثر مما اتفق عليه.
وقال الباز، إن الاتفاق منح المجلس العسكري حقوقه كاملة كشريك في الثورة، كما نالت قوى التغيير أهم مطالبها، وهي مدنية الدولة، حيث أصبحت هناك أغلبية مدنية في مجلس السيادة وحكومة مدنية بالكامل، بالإضافة إلى الاحتفاظ بنسبة 67% في المجلس التشريعي، وأكد أن الخاسر الوحيد في الاتفاق هم أولئك الذين لا يرجون خيرا للسودان، ولا يرغبون أن يروا وطناً مستقراً نامياً مزدهراً. ومن جهته قال الناشط السياسي السوداني هشام هباني إنه لا وقت للملامة، فالاتفاق صار أمراً واقعاً، وبالتالي الوضع الوطني لا يحتمل أي مزايدات أو مماحكات أو عودة للوراء.
فيما أكد الناشط عز الدين سليم أن الأهم أن يمضي السودانيون سويا لمرحلة البناء والتعمير، مؤكداً أن هذا هو التحدي الحقيقي لعملية التغيير؛ لأن الثورة الحقيقية هي الاهتمام بحياة الناس البسطاء في كل مكان.
وفي هذه الأثناء، قال تجمع المهنيين السودانيين، إنه التقى وفداً مصرياً رفيع المستوى يزور الخرطوم، وإن الوفد قدم لهم تهاني الحكومة المصرية والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بانتصار إرادة الشعب السوداني في ثورته المجيدة.
وفي العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بدأت المشاورات بين وفد من قوى الحرية التغيير والجبهة الثورية لمناقشة وثيقة الاتفاق مع المجلس العسكري وترتيبات الفترة الانتقالية، وبحث مسار عملية السلام في السودان.