دينا جوني (دبي) اعتبر معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم أن إطلاق المدرسة الإماراتية بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بكامل منظومتها يعدّ نتاجاً لثقافة وعادات وتقاليد دولة الإمارات، لافتاً إلى أنها ستكون نموذجاً عربياً للمدرسة الرائدة بمناهجها ومهارات طلابها ومساراتها وأساليب تقييمها. ولفت معاليه في جلسة صحفية أمس إلى أن الوزارة ارتأت تخصيص إدارة للتقييم المستمر، بالإضافة إلى إدارة للاختبارات الوطنية والدولية. وكشف أن الامتحانات الوطنية في المدرسة الإماراتية ستطبق على صفوف الأول، والرابع، والثامن، والعاشر، والثاني عشر في جميع المدارس، وهي كانت في السابق تطبق على صفوف الأول، والرابع، والسابع والعاشر فقط. وأوضح أن من شأن الامتحانات الوطنية إبراز المستوى الحقيقي للمدارس من خلال مقارنة نتائج الطلبة فيها بنتائج الامتحانات المدرسية، ومدى تقارب أو تباعد تلك المدارس، كما هو مطبّق في الأنظمة التعليمية في أبرز دول العالم. وأشار إلى أن تطوير التعليم لا يمكن أن يتم من دون اعتماد الشفافية في التعامل، وعدم مواربة الحقائق. وقال معاليه إن عددا من المدارس ستخرج من الخدمة ضمن عملية التطوير والإحلال التي بدأتها الوزارة، مشيرا إلى أن الخطط التعليمية المطورة تتطلب مساحة أكبر ضمن الصفوف الدراسية، وهو ما ستقوم به الوزارة خلال عملية تحديث المدارس القائمة، وأن الوزارة تركّز في المدرسة الإماراتية على رياض الأطفال، التي تمّ إطلاق مناهجها المطورة، لتصبح مرحلة تعليمية يتم تقييمها بناء على معايير محددة. وحددت الوزارة سبع خطوات لتحقيق ذلك هي بناء التناغم بين مرحلة رياض الأطفال وبقية المراحل التعليمية، وضرورة ضمان تكافؤ الفرص وجودة التعليم لكل طفل إماراتي، واعتماد معايير تعليم معتمدة لمرحلة رياض الأطفال، وارتفاع المستوى الثقافي وزيادة الوعي التربوي في المجتمع لأهمية مرحة رياض الأطفال، ومواكبة مستجدات العصر وبناء المناهج وفق أحدث نظريات وأساليب التعليم والتعلّم، وتطوير سياسة التقييم وتوحيد إطار تقييم الطالب في المرحلة، وتطوير مناهجها باستمرار. كما حدّد معاليه سبع مسارات للتعليم في المدرسة الإماراتية تبدأ بمرحلة الطفولة المبكرة من الولادة إلى عمر ثلاث سنوات، ومرحلة رياض الأطفال الإلزامية KG1 التي تبدأ بعمر الأربع سنوات، وKG2 بعمر الخمس السنوات، ومن ثم المرحلة من الأول إلى التاسع، يتخللها مسار النخبة من السابع إلى الثاني عشر والذي سيضم 10 في المئة من الطلاب، والمسار المتقدّم من العاشر إلى الثاني عشر ويشمل 40 في المئة من الطلاب، والمسار العام ويشمل 60 في المئة من الطلاب. وأشار معاليه إلى أنه تمّ استحداث مسار التعليم المهني ضمن التعليم المستمر والذي يبدأ من الصف السادس. وبعد اجتياز الطالب للاختبار التشخيصي، يدرس عدد من المقررات وفق المرحلة الدراسية وهي أولاً المبادئ الأساسية في الصيانة والإلكترونية، وتقنيات اللحام، والتصميم الجرافيكي، والهندسة المدنية، وثانياً، اللغة الإنجليزية، والعربية، والتربية الإسلامية، والرياضيات، ومهارات الحاسب الآلي، وثالثاً، عمليات إنتاج النفط والغاز، ومهارات الحاسب الآلي، وإدارة الأعمال، والموارد البشرية، والسفر والسياحة، ويمكّن هذا المسار الطالب من الحصول على المزيد من التعلّم المهني وفقاً لمعايير هيئة المؤهلات الوطنية من المستوى الأول إلى الرابع، ليتمكّن بعدها من الالتحاق بالوظائف المهنية. الطلبة الراسبون في الـ12 يمتحنون للمرة الأولى في «مؤجل الإعادة» دبي (الاتحاد) تنتهي يوم الخميس المقبل في الأول من سبتمبر امتحانات مؤجل الإعادة لطلبة صفوف الثاني عشر العلمي والأدبي، والتي بدأت يوم الأحد الماضي. وقال مصدر في وزارة التربية والتعليم إن الامتحان شمل للمرة الأولى طلبة الثاني عشر العلمي والأدبي الذين رسبوا في امتحان نهاية العام الدراسي في أكثر من 3 مواد، والذين تفرض عليهم إجراءات الوزارة خلال السنوات السابقة إعادة السنة الدراسية. وكان امتحان الإعادة ومؤجل الإعادة يلتحق به الطلبة الذين تغيبوا بعذر مقبول لأسباب مرضية أو لسفر ضروري خارج الدولة عن موعد الامتحان، بالإضافة إلى الطلبة الذين رسبوا في ثلاث مواد دراسية فقط. ويؤدي طلبة الأدبي اليوم الثلاثاء امتحاني اللغة العربية والاقتصاد، ويوم الأربعاء الرياضيات والجغرافيا، والخميس التاريخ وعلم النفس. أما العلمي فيؤدون غداً امتحان اللغة العربية، ويوم الأربعاء الرياضيات والجيولوجيا، ويوم الخميس الكيمياء، علماً بأن فترة الامتحان تتم في الفترة المسائية من الساعة 4 و40 دقيقة إلى الثامنة و40 دقيقة على فترتين. خريطة طريق لإعداد المناهج وسبل نقل المعرفة إبراهيم سليم (أبوظبي) أشادت فعاليات مجتمعية وأكاديميون بأبوظبي بخطة التطوير الشاملة للمناهج والمهارات والتقييم والمسارات بمدارس الدولة، التي اعتمدها أمس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وستطلقها وزارة التربية والتعليم هذا العام، وتستهدف تغييرات كبيرة في المناهج والمهارات الطلابية والمواد الدراسية والمسارات التعليمية للطلاب وأنظمة التقييم الجديدة للمدارس والطلاب. وأجمعت الفعاليات على أن الإمارات تشهد تطوراً يومياً، وتحتاج إلى مناهج تواكب هذا التطور السريع، وأن المناهج الحالية لا تتناسب أو تساير ما تشهده الدولة، ولا تلبي طموحات القيادة الرشيدة، التي تنشد التميز والتطور والاستثمار في رأس المال البشري، وتحقيق السعادة الدائمة والرفاهية من خلال مرتكزات ومفاهيم وطنية. خريطة طريق وأكدت الدكتورة فاطمة الشامسي نائب مدير جامعة السوربون بأبوظبي، أن الخطة التي اعتمدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تتميز بالشمول والتنوع والبعد عن الأُطر التقليدية لأساليب وطرق التدريس التي كانت تعتمد على التلقين والحفظ، من دون المشاركة الفاعلة من قبل الطالب، مشيرة إلى أن الخطة الشاملة وضعت خريطة طريق لكيفية إعداد المناهج التدريسية وسبل نقل المعرفة إلى الطالب بطرق متطورة تتفق مع متطلبات العصر وتواكب التحولات المتسارعة في التقنية والابتكار، وتراعي الجوانب المختلفة لشخصية الطالب وحاجاته خلال المراحل الدراسية المختلفة. وأضافت: في اعتقادي أن مثل هذه الخطة الاستراتيجية هي خطة تعليم نحتاج إليها من أجل إعداد جيل يلبي متطلبات اقتصاد المعرفة، وهي أيضاً خطة شمولية اهتمت بالجوانب المهمة كافة في العملية التعليمية، خصوصاً إذا تزامنت مع توفير المدرس ذي الكفاءة العالية والقدرة المتميزة على نقل المعرفة بأسلوب علمي مبتكر وطريقة تدريس حديثة تتفق مع متطلبات العصر، وتواكب خصوصية المرحلة العلمية للطالب، وهذا بالطبع يتطلب الإعداد الجيد للمدرسين، واعتماد هيكل مكافآت يليق بالدور المتوقع من المدرس الذي ستوكل إليه مهمة إعداد جيل المستقبل. أولويات القيادة وأكدت الدكتورة سميرة النعيمي، خبيرة في شؤون التعليم، أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قائد قاهر المستحيل، لافتة إلى أن قطاع التعليم من أولويات القيادة، وأن المناهج تم الإعداد الجيد لها من أجل تطويرها، وقالت النعيمي: المطلع على خطة التطوير الشاملة لوزارة التربية والتعليم يلتمس حجم الجهود المبذولة لإعدادها بهذه الحرفية والفكر الإبداعي الذي يظهر في شموليتها للجوانب والاحتياجات الحالية والمستقبلية من مخرجات التعليم بشكل عام، مع المحافظة على الهوية الوطنية وتعزيز المهارات العلمية والحياتية والقيادية لدى الطلبة، كونهم موظفي وبناة المستقبل وفق ما تتطلع إليه قيادتنا الرشيدة، كما نفخر بالمتابعة المستمرة والدعم غير المحدود من قيادتنا الرشيدة لنظام التعليم، وحرصها على الارتقاء به واستشرافها للمستقبل. المسار المطلوب وأكدت نورة المهيري، مدير مدرسة، أن هذا التطوير كان الحقل التعليمي ينتظره منذ فترة، فالمناهج لم تكن قادرة أو تتفق مع ما تشهده الدولة من تطور في المجالات كافة، وقيادتنا الرشيدة باعتمادها هذه الخطة، تكون قد سلكت المسار المطلوب، وقالت: أصبح الكل الآن مجبرين على التغيير، وأن عملية التغيير تشمل الجميع، بحيث يكونون على مسار واحد فكراً وأسلوباً، ولا بد من مجهود يبذل لمسايرة التطور، والقيادة الرشيدة اهتمت بذلك، ولا وقت للحجج، وهو لمصلحة الوطن، وأبناؤنا هم الأساس، والاستثمار في رأس المال البشري، هو الغاية من هذه التطورات. وأكد سالم العفاري «مواطن» أن القيادة الرشيدة في الدولة تولي اهتماماً كبيراً بمجال التعليم، وتخطط للأجيال القادمة، وتستعد للمستقبل بخلق جيل واعٍ متسلح بالعلم قادر على اجتياز الصعاب، مشيراً إلى أن أبناءنا ومستقبلهم في أيدٍ أمينة، ولن يخيبوا أبداً في ظل هذا الاهتمام والتخطيط المحكم والخطوات المدروسة، والاستعداد التام لمرحلة ما بعد النفط. مصدر السعادة وقال خالد المعمري: قيادتنا تدرك تحديات المستقبل وكل يوم تصنع الجديد، وهي التي سعت لجعل المدارس مصدر السعادة، والنبوغ والتفوق، ونحن على ثقة بأن قيادتنا تسعى لتحقيق الأفضل والاستثمار الأمثل في الموارد البشرية المواطنة، لافتاً إلى أن هذا التطور ينعكس أثره أيضاً على المقيمين، وهو أمر ملحوظ. وقال، إن التعليم والاستثمار في أبناء اليوم من أجل غدٍ أفضل، رؤية حكيمة للقائد المؤسس الذي شجع وحفز على التعليم وأنشأ المدارس، وجلب إليها الكفاءات من دول العالم، ولا يزال قادتنا يسلكون النهج نفسه، بل ويحققون قفزات نوعية تلاحق التطورات التي تشهدها الدولة، وأن هذا التغيير والتخطيط السليم لمناهج الدراسة سيوفر على الدولة إنفاق أموال على خريجين لا يحتاج إليهم سوق العمل، أو مؤهلاتهم لا تتناسب مع هذه التطورات. و أكد المواطن سعيد الفزاري، أن القيادة تدرك أن استمرار التطور والحفاظ على الرفاهية، ودوام السعادة، يحتاج إلى قوه تسنده وليس أفضل من التعليم والاستثمار في الأبناء وإعدادهم لمستقبل قادم بما فيه من تحديات.وأضاف: التغيير يشمل أيضاً مسارات للتعليم العام والمتقدم بدلاً من مسارات الأدبي والعلمي بالإضافة لمسار خاص للنوابغ من الطلبة تحت مسمى مسار العلوم المتقدمة « النخبة» علاوة على منظومة جديدة للتقييم المدرسي للطالب بالنسبة للامتحانات الفصلية وأعمال السنة وامتحانات نهاية العام، وسيكون التعليم خلال الفترة القادمة بكافة مراحله وبشكل تدريجي تعليماً ثنائي اللغة يركز على الهوية الوطنية ويبني شخصية إماراتية منفتحة ومتسامحة ومواكبة للتطور العلمي والتقني. قيادات علمية وأكاديمية: نقطة تحول لبناء جيل يمتلك القدرات لمواكبة تطورات العصر محسن البوشي (العين) أكدت قيادات علمية وأكاديمية أن خطة التطوير الشاملة التي ستطلقها وزارة التربية والتعليم هذا العام والتي تضمنت تغيرات جوهرية في النظام التعليمي تمثل نقلة نقطة تحول كبرى على طريق إعداد وتأهيل جيل جديد مختلف يمتلك من القدرات والمهارات والأدوات التي تمكنه من مواكبة كافة المتغيرات والمستجدات السريعة المتلاحقة محلياً وعالمياً وتتويج الإنجازات الضخمة التي حققتها دولة الإمارات في مختلف المجالات بما في ذلك علوم الفضاء، مما يجعله قادراً على المضي بها قدماً نحو صناعة المستقبل. اهتمام كبير وقال الدكتور نورالدين عطاطرة الرئيس المستشار بجامعة العين للعلوم والتكنولوجيا: «إن هذه الخطة الجديدة لوزارة التربية والتعليم تأتي تجسيدا لاهتمام القيادة العليا الرشيدة وحرصها الكبير على بناء جيل واع متحضر يمتلك كافة المؤهلات والقدرات لمواكبة التطورات الكبيرة السريعة المتلاحقة التي يشهدها عالمنا المعاصر في مختلف نواحي الحياة وذلك تنفيذا لتوجيهات راعي التعليم الأول في الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والذي يمضي سموه على نهج القائد والمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أولى عملية بناء الإنسان أهمية قصوى وجعلها على رأس الأولويات. واكد عطاطرة أهمية الخطة التطويرية الشاملة التي تتبناها وزارة التربية والتعليم في الدولة في إعداد وإيجاد الكوادر الوطنية المؤهلة المسلحة بالعلوم والتقنيات الحديثة المتقدمة التي تمكنها من مواكبة التطورات العالمية التي باتت التكنولوجيا محركها الأول والقاعدة التي تنطلق منها ملكات الإبداع والابتكار لدى شباب الوطن، لافتاً إلى أن الخطة الجديدة الطموحة للوزارة ستكون بمثابة المرشد والدليل للمؤسسات الأكاديمية تستشرف من خلالها المستقبل باعتبارها ركيزة لهذه المؤسسات لتحقيق أهدافها في تخريج طلبة مؤهلين وفقاً لأحدث المعايير العلمية والتقنية في مختلف القطاعات والتخصصات. مردود إيجابي وتوقع الدكتور غالب الحضرمي نائب مدير جامعة الإمارات للشؤون العلمية والبحثية والدراسات العليا أن يكون لإطلاق الخطة التطويرية الجديدة لوزارة التربية والتعليم مردود إيجابي كبير على المدى المنظور من خلال إحداث نقلة نوعية في المستوى العلمي والأكاديمي والتقني لطلبة الإمارات بما يلبي طموحات القيادة العليا الرشيدة في ترسيخ مفهوم الابتكار في وجدان هؤلاء الطلبة وتنمية مواهبهم وصقلها وتوجيهها بما يرتقي بمستوى تفكيرهم ويوسع مداركهم ويجعلهم أكثر قدرة على الانفتاح على مختلف الثقافات مع التمسك بالقيم والعادات والتقاليد الأصيلة لمجتمع الإمارات وهويته الوطنية. وأضاف: جامعة الإمارات كونها الجامعة الوطنية الأم تأخذ دوماً على عاتقها أن تكون في الطليعة، حيث تأخذ بزمام المبادرة نحو تبني وتنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة في تسخير كافة الطاقات والإمكانيات من أجل تعليم وتدريب الكوادر الوطنية وتأهيلها وفقا لأحدث المعايير العلمية لتمكينهم من أسباب وأدوات القيادة والريادة في مختلف تخصصاتهم العلمية والأكاديمية. خطة طموح وأعرب الدكتور على مليح الفزاري عضو هيئة التدريس بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات ورئيس مجموعة الإمارات لأمراض الجهاز الهضمي عن تفاؤله بأن يكون لإطلاق هذه الخطة الطموح لوزارة التربية والتعليم انعكاسات إيجابية كبيرة على نظام التعليم الجامعي من حيث إعداد وتأهيل الطالب منذ مراحل التعليم العام على الأساليب والوسائل والتقنيات الجديدة في التعلم الذاتي من خلال الرصد والبحث والتحليل والتفكير الاستنتاجي ما يسهم كثيراً في اتقان الطلبة لهذه الأساليب مع دخولهم المرحلة الجامعية، الأمر الذي سيحقق معه بلاشك نقلة نوعية في المستوى العلمي للطلبة وامتلاكهم لكافة أدوات ومهارات الاستقصاء والبحث العلمي وفقا للمعايير العالمية. استراتيجية الحكومة وقال الدكتور أحمد مراد عميد كلية العلوم بجامعة الإمارات وعضو مجلس علماء الإمارات، إن هذه التغيرات الجوهرية التي تضمنتها الخطة الجديدة لوزارة التربية والتعليم تأتي ضمن استراتيجية الحكومة لبناء جيل قادر على مواصلة التنمية والتطور الذي تشهده الدولة.. جيل يمتلك المقومات التي تمكنه من مواكبة التغيرات السريعة في المجتمع المحلي الذي يتميز بالديناميكية وسرعة التغير على طريق الأفضل. وأكد أهمية هذه التغيرات في النظام التعليمي في تزويد الطالب بالمهارات التكنولوجية المتقدمة وغيرها من مهارات الإرشاد الصحي والمهني التي تختصر الطريق على الطلبة وتوفر معها كثيراً من تكاليف مرحلة التعليم الجامعي، مشيراً إلى أن وجود «مسار النخبة» سيساعد الوزارة في اكتشاف وتبني الطلبة الموهوبين وتسهيل عملية رعايتهم والاهتمام بهم وتوجيههم التوجيه الذي يتناسب مع مهاراتهم ويعزز روح الابتكار لديهم. مقومات النهضة وقال الدكتور عبد الله الخطيب مساعد العميد للتنمية المهنية بكلية القانون بجامعة الإمارات: إن تلك التغيرات الجوهرية في النظام التعليمي والتي تضمنتها الخطة التطويرية الجديدة لوزارة التربية والتعليم خطوة رائدة وشجاعة كانت مرتقبة خاصة بعد امتلاك دولة الإمارات كل مقومات النهضة الحضارية والتنمية الشاملة وبعد أن عززت من قدراتها التنافسية العالمية في العديد من المجالات بما في ذلك علوم الطاقة والفضاء ما استوجب معه الانتقال بالنظام التعليمي إلى مرحلة جديدة تركز على إعداد جيل جديد مختلف قادر على التكيف مع معطيات المرحلة يواكب التغيرات والمستجدات من خلال إنشاء وتبني منظومة تعليمية حديثة متقدمة تنتقل بمجتمع الإمارات إلى آفاق جديدة نحو المستقبل. وأكد الدكتور محمد عبيد الضنحاني الأستاذ المشارك بقسم المناهج وطرق التدريس في كلية التربية بجامعة الإمارات أهمية التغيرات الجوهرية التي تضمنتها الخطة التطويرية الجديدة التي أعلنتها وزارة التربية والتعليم من حيث كونها جاءت متوافقة مع التغيرات السريعة المتلاحقة التي يشهدها عالمنا اليوم وتلبي طموحات الحكومة الرشيدة في إعداد جيل جديد قادر على تحمل تبعات ومسؤوليات عملية التنمية الشاملة والمستدامة في المستقبل. وأشار الى أن تركيز الخطة الجديدة لوزارة التربية على منظومة التعليم المستمر وعلوم الحياة ستسهم بلا شك في إعداد جيل نوعي يلبي الطموحات ويتمسك بالثوابت المبنية على القيم والموروث الحضاري والعادات والتقاليد الأصيلة المتوارثة والهوية الوطنية يمتلك من الأدوات ما يجعله قادراً على اللحاق بركب الدول المتقدمة ليس من حيث العمران ومعالم النهضة الحديثة وامتلاك أطول برج في العالم، بل من حيث القدرة على مواجهة ومواكبة تحديات العولمة وصناعة المستقبل. تربويون في إمارة رأس الخيمة: تطوير التعليم استشراف للمستقبل مريم الشميلي، محمد صلاح (رأس الخيمة) أكد تربويون في إمارة رأس الخيمة أن اعتماد خطة التطوير استشراف للمستقبل، وترسيخ لدعائم المدرسة الإماراتية الحديثة. وقالت سمية حارب السويدي مديرة منطقة رأس الخيمة التعليمية، إن اعتماد هذا التطوير الكبير للعملية التعليمية في الإمارات حدث تاريخي ونقلة نوعية كبيرة تستهدف جوانب العملية التعليمية كافة، وترسخ دعائم المدرسة الإماراتية الحديثة، بما يتوافق مع مؤشرات الأجندة الوطنية التي أقرت من قبل الحكومة، مشيرة إلى أن التطوير الحالي يشمل جميع المراحل التعليمية بدءاً من مرحلة رياض الأطفال، وحتى المرحلة الثانوية. وأضافت: هذا التطوير من الخطوات المهمة والضرورية لمواكبة التطور الكبير الذي باتت العلوم والمناهج الدراسية تشهده، خاصة في الدول المتقدمة التي تحرص على مواكبة مناهجها، بحسب رؤيتها للحاضر والمستقبل، مشيرة إلى أن هذا التطوير سيؤتي ثماره في المستقبل القريب. وتابعت: تطوير رياض الأطفال يأتي لسد الفجوة بينه وبين الحلقة الأولى، والتطوير سيكون شاملاً للمناهج وطرق تدريس الأطفال في هذه المرحلة المهمة والتأسيسية للطلاب، كما يشمل التطوير جميع المراحل التعليمية حتى «الثاني عشر»، سواء فيما يخص استحداث المناهج الجديدة الخاصة بتعزيز الابتكار والتفكير والقراءة أو عبر دمج بعض المناهج وتطوير مسارات التعليم، العام والمتقدم والمسار الخاص بالنخبة من الطلاب، الذين يصل عددهم لما يقارب 1200 طالب على مستوى مدارس الدولة، مشيرة إلى أن إلغاء النجاح التلقائي خطوة متميزة ستساعد الطلبة في المرحلة التأسيسية على الجد والمذاكرة والاعتماد على النفس، وهو الهدف الرئيس من عمليات التطوير التي تستهدف الطالب وتغرس فيه قيم الاعتماد على النفس والتحصيل الجيد للعلوم والمعرفة. وأوضح الدكتور فيصل الطنيجي رئيس قسم التراخيص المهنية بالمنطقة التعليمية في رأس الخيمة أن عملية التطوير الجديدة التي اعتمدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي للقطاع التعليمي ستساهم في مواكبة ما تتطلع إليه دولتنا في المستقبل القريب، من حيث مخرجات النظام التعليمي التي يجب أن تكون متوافقة مع سوق العمل وما تحتاج إليه دولتنا. وأكد أن التطوير الجديد للمناهج سينمي الابتكار والاختراعات في الدولة، وسيجعل خريج النظام التعليمي قادراً على مواجهة التحديات المستقبلية خاصة في العديد من المجالات الحديثة كالطاقة النظيفة وغيرها. وأكد سيف علي راشد المطوع المزروعي مسؤول تطوير جودة التعليم في مجلس أبوظبي للتعليم ومحاضر معتمد في مؤسسات الدولة أن التطوير الذي تم إقراره يشمل جميع العناصر التعليمية والمرتكزة على الطالب والمعلم والمادة العلمية والمدرسة، وعمليات التقييم، والتربية والأخلاق والحفاظ على الهوية الوطنية، ليكون المخرج النهائي والهدف الأسمى خريجاً متكاملاً وفق أحدث العلوم المعاصرة متسلحاً بهويته الوطنية وعاداته وتقاليده المتوارثة، وجاهزاً لتسلم مسؤولياته على الفور. وأضاف: التطوير عمل استباقي وتتميز به قيادتنا الرشيدة لتأهيل أبناء الوطن وصقلهم وتزويدهم بالعلوم النافعة والمفيدة والتي تؤهلهم لسوق العمل؛ ولهذا فإن التطوير لم يركز على الجانب العلمي فحسب، بل اهتم في جزء منه بالجانب التربوي الأخلاقي والقيم المستمدة من قيم مجتمعنا والتي حرصت القيادة أن تكون عمليات التطوير متضمنة تلك القيم والأخلاقيات والثقافة، إلى جانب تطوير المهارات الحياتية والتطوير الذاتي والمجتمعي، قبل التطوير المنهجي الذي سيفضي إلى مخرجات تقبل بها أعظم الجامعات العالمية دون الحاجة إلى إدخالهم في دورات تأهيلية سواء في اللغة أو غيرها. وأكد أن المحور الثاني من محاور التطوير وهو المعلم وعليه دور كبير في إنجاح وإنجاز هذا التطوير لتلاشي أي خلل في المنظومة التعليمية، وقد اهتمت الوزارة بالمعلم عبر التدريب المستمر على المناهج الحديثة وطرق التعليم المبتكرة التي ابتعدت عن الحشو والتلقين، عبر تطوير أسلوب الشرح كانعكاس مباشر لتطوير المنهج والكتب، إلى جانب تطوير الإدارة. وأكد المواطن عبدالله سالم الشميلي أن تطوير التعليم مطلب ملح سيساهم في الحفاظ على ريادة دولتنا وما وصلت إليه من رقي وتقدم، لافتاً إلى أن مجال التنافس اليوم أصبح في الاختراع والابتكار وتحقيق النجاحات العلمية في مناحي الحياة كافة، مبيناً أن دولتنا تمتلك الإمكانات التي تجعلها تقوم بهذا التطوير والتحديث ليتواكب مع نظم التعليم الحديثة في العالم.