دعا خطباء الجمعة في مساجد الدولة أمس المسلمين إلى الاستقامة على الأعمال الصالحة والاجتهاد في المواظبة على الطاعة والعبادة بعد انقضاء شهر رمضان المبارك، اقتداءً بسيد البرية محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة و''التابعين ومن تبعهم، ومن نهجوا نهج الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين'' حتى تتحقق لهم المراتب العليا· وقال خطباء المساجد في الخطبة الموحدة أمس، إن المسلم مطالب بأن يستقيم على طاعة الله عز وجل إلى الممات، وأن يستمر على عبادة الله كما قال الله تعالى: ''فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين''، وكما قال جلّ وعلا: ''فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير''· وأضافوا: إذا كان رمضان موسماً عظيماً للطاعة والعبادة، يتزود فيه المؤمنون بالأعمال الصالحة، فليس معنى هذا أن يعقب هذا الموسم فتور عن العمل الصالح· وأشار الخطباء إلى أنه كان من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم المداومة على العمل الصالح، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: ''كان رسول الله إذا عمل عملاً أثبته''· وقال رسول الله: ''أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل''· وحث الأئمة المسلمين على تقوى الله والاجتهاد في فعل الطاعات، والمداومة عليها لتكتب لهم السعادة في الدنيا والفلاح في الآخرة، تطبيقاً لقول الله عز وجل: ''من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون''· وأشاروا إلى الصحابة الذين كانوا يجتهدون في إتمام العمل وإكماله، ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله، وقد وصفهم الله تعالى بقوله: ''والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون''· وهنأ الخطباء ''من اغتنم أيام شهر رمضان بالطاعات وأكثر فيه من أنواع القربات ليكون يوم القيامة من الفائزين، وعند الله تعالى من المقربين يوم ينادى: ''كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية''· ودعا الخطباء الذين فاتهم ''الخير الكثير في رمضان'' إلى التوبة لله تعالى والإقبال على طاعته، لأن ''باب التوبة مفتوح ورحمة الله واسعة، كما قال الله عز وجل: ''وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى''· وقالوا إن الله تعالى قال في كتابه الكريم: ''إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلاً من غفور رحيم''· وأضافوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''قال الله: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة''· وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها: سألت رسول الله عن هذه الآية: والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة· أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون ألاَّ يقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات''· وشدد العلماء على أنه من علامة قبول العمل الصالح في رمضان المحافظة عليه بعد رمضان· وقالوا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سن صيام ستة أيام من شوال، فقال: ''من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر''· ورفع الأئمة الدعاء للخالق العظيم بأن ينبت الزرع ويدر الضرع ويسقينا من بركات السماء وينبت لنا من بركات الأرض، وأن يخلف على من زكى ماله عطاء ونماء ويزيدهم من فضله سعة ورخاء، كما دعوا الله تعالى أن ينزل رحمته على الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمته، وأن ينزلهم منزلاً مباركاً ويفيض عليهم من رحماته وبركاته ويجعل ما قدموا في ميزان حسناتهم· وختم الخطباء بالدعاء لصاحب السمو رئيس الدولة ونائبه بالتوفيق، ولإخوانهما حكام الإمارات وولي عهده الأمين·