نظم المرسم الحر في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أمس الأول بأرض المعارض في أبوظبي ضمن فعاليات المعرض الدولي للصيد والفروسية الذي افتتح في الثامن من الشهر الجاري ويستمر حتى يوم غد السبت، معرضاً مشتركاً بعنوان ''كنوز تراثية'' جمع بين فنون الرسم والخط العربي والتصوير الفوتغرافي· تضمن المعرض سبع لوحات وخمسين صورة فوتغرافية تحاكي تراث الإمارات في إطار الصيد والفروسية بشكل خاص، وشكّلت قصائد وأشعار المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله'' راعي هذا التراث عمق الموضوعات التي تناولتها الأعمال التشكيلية السبع، كما أسهمت أبيات من شعر الشاعر الإماراتي سلطان العويس في تعميق المعنى الموروثي لمفهوم الصيد والفروسية ضمن سياق توجه استخدامات أهداف المعرض· اشترك الخطاط الإماراتي محمد مندي بحروفيته العربية وأنساقه الكتابية في صياغة أنماط مختلفة لحركات الحرف العربي في صياغة القصائد والأشعار، ونفذت الرسومات المعبرة عن حال القصيدة المكتوبة خطاً الفنانة نوال سعيد العامري حيث وظفت الألوان الصحراوية وأشكال الصقور والجمال والخيول بما يخدم القصائد والأشعار وبما يعطي رونقاً إضافياً للمعنى الشعري ولفضاء الخط العربي في مساحات وصلت باللوحة الواحدة لأكثر من 2م عرضاً و3 أمتار طولاً· في قصيدة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله'' التي يقول فيها: ''يا طير وظبتك بتدريب/ أبغي اصارع بك هدادي/ لي طار دن الربد المهاريب/ لي ذايرات من العوادي''· يمد محمد مندي مكونات الحرف العربي إلى أقصى اللوحة حيث الانفتاح على اللون الأكثر شفافية، كما أن استخدام بيت من قصيدة سلطان العويس: ''مررت على الديار فلم أجدكم/ فضاعت داركم وبقيت وحدي''، يبدو ملائماً مع استخدام الرمز لشباكين يطلان على المعرض· وحرص الخطاط مندي والرسامة العامري أن يستشهدا بـ''الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة'' لكونها تمثل منهج الفكر الإسلامي في رؤيته للخيل والفروسية، يعتبر الخطاط محمد مندي أستاذاً للخط العربي بعد حصوله على إجازة الخط في الثلث والنسخ ''الحلية الشريفة'' على يد الشيخ الخطاط حسن جلبي في اسطنبول· كذلك الفنانة نوال العامري لها من شهادات التقدير في هذا المضمار ما يثير الإعجاب، وسبق لها أن ساهمت في العديد من المعارض الدولية والمحلية· من جانب آخر، ساهم في تنفيذ الصور الفوتغرافية نخبة من طلاب المرسم الحر الذين تدربوا على يد الفنان ناصر حاجي، وهم ''عبدالله عمر عبدالله وفاطمة عبدالحميد آل علي ومريم ابراهيم الزعابي وعائشة الزعابي''، والفنان ناصر حاجي يدرس فن التصوير الفوتغرافي في المرسم الحر، وحصل على جائزة عدة مسابقات في هذا الفن، وهو عضو في كثير من لجان تحكيم فن التصوير· وحاول المصورون الفوتغرافيون التركيز على المواقع التاريخية مثل ''قصر الحصن'' لكونه شاهداً على جذور تراث الإمارات وأصالته· من جانبها، قالت سوسن خميس مديرة المرسم الحر في الهيئة: إن القصد من تزاوج الرسم بالخط العربي والصورة الفوتغرافية هو تقديم معلومة جاهزة عن تراثنا المحلي والعربي بطريقة فنية عالية القيمة، وقد ترجمت المعلومة ذاتها إلى اللغة العربية لتعم الفائدة منها· وأضافت: يعتبر هذا المعرض فاتحة لاختبار طاقات الطلبة في المرسم الحر كي يتم تخريجهم بشكل رسمي سنوياً، والمرسم يبحث الآن اعتماد الجانب الأكاديمي وضوابطه ومقرراته في تخرج الطالب وهو يحمل شهادة معترفاً بها· وقالت: إن فكرة اللوحة داخل اللوحة من أجل الخروج عن السائد والمألوف بعيداً عن الكلاسيكية، وبهذا جاءت الأعمال المشتركة معبرة عن لوحتين معاً مرتبطتين بالمضمون مختلفتين في الشكل·