أعلن الرئيس اللبناني ميشال سليمان انه تلقى توضيحات من نظيره السوري بشار الاسد بأن انتشار الجيش السوري قرب الحدود اللبنانية هدفه ''منع التهريب'' · وقال بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية ان الرئيس سليمان ذكر أنه أجرى سلسلة اتصالات أبرزها مع الرئيس السوري بشار الاسد الذي أوضح له ''ان تلك الاجراءات تندرج ضمن التدابير نفسها المتخذة منذ فترة لمنع التهريب والتي تنفذها السلطات السورية''· وأضاف أنها ''تدابير متفق عليها في البيان اللبناني السوري المشترك اثر القمة (بين البلدين) وتتلاءم مع مندرجات القرار ·''1701 وكان سليمان يتحدث أمام مجلس الوزراء الذي عقد جلسة أمس الاول استغرقت أكثر من خمس ساعات· من جهته تحدث رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة عن مسألة الانتشار العسكري السوري مشيرا الى ''كلام الرئيس الاسد ان هذا الانتشار جاء تطبيقا للقرار 1701 الذي يستدعي اتخاذ التدابير الشاملة على طول الحدود اللبنانية السورية بقصد منع انواع التهريب كافة''· وشدد السنيورة على انه ''من المفيد ان يجري تنسيق في هذا المجال على الصعيدين العسكري والامني''· وعلمت ''الاتحاد'' ان الرئيس سليمان دعا الحكومة مجتمعة الى اعادة بناء الثقة كاملة ومطلقة بين بيروت ودمشق، لافتاً الى ان الاخطار مشتركة والعدو واحد هو اسرائيل، ومصلحة البلدين العليا هي مواجهة الارهاب المتربص شراً بأبناء البلدين سواء العسكريين او المدنيين، وأبلغ الوزراء بأن الإجراءات العسكرية السورية متفق عليها مسبقاً بينه وبين نظيره السوري بشار الاسد· وأبدى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري خشيته من انفلات الوضع الامني في لبنان من ضوابطه خصوصاً في الشمال الذي يشهد اهتزازاً وانعدام الاستقرار· وأكد بري أن الاجراءات الامنية العسكرية السورية على الحدود الشمالية والشرقية حاجة ملحة ويجب ان تقابلها اجراءات مماثلة من الجانب اللبناني بالتنسيق الكامل والفاعل لضبط عمليات تهريب السلاح وتسلل مثيري الشغب والارهاب عبر الحدود· وكشفت مصادر أمنية لبنانية لـ''الاتحاد'' أن الاجهزة الامنية تمكنت من توقيف عشرة أشخاص مشتبه بهم في إلقاء القنابل اليدوية في الاحياء الطرابلسية، وأشارت الى ان هناك شبكة ''ارهابية'' تقف وراء ذلك، وسوف يعلن القضاء العسكري عنها بعد استكمال تفكيكها واعتقال أفرادها·وفيما رفض الرئيس السنيورة وصم طرابلس بـ''الارهاب''، دعا مفتي طرابلس والشمال الشيخ هشام الشعار القيادات العسكرية اللبنانية في المدينة لمتابعة التحقيقات والتحريات مع الموقوفين لمعرفة هوية الذين يلقون القنابل اليدوية ليلاً بهدف ترويع سكان المدينة وتعكير الاجواء الامنية، وشدد الشعار خلال لقائه قائد اللواء العاشر في الجيش اللبناني العميد روجيه شيخاني على ضرورة التصدي بجدية وحزم للعابثين بأمن طرابلس، وأبلغ الاخير مفتي طرابلس بأن ما بين سبعة وعشرة أشخاص تم توقيفهم وهم متهمون بإلقاء القنابل الليلية وان البحث جار عن مشتبهين آخرين تجري ملاحقتهم· الى ذلك قال رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع ان على الزعماء المسيحيين اتخاذ خطوات جدية باتجاه المصالحة محذرا من خطورة اندلاع العنف بين أتباعهم· وقال جعجع في مقابلة هاتفية مع رويترز ''هناك حاجة ملحة جدا ان نتخلص من كل الرواسب التاريخية الموجودة بين القوات والمردة في الشمال ونتخلص من الجو النفسي الموجود ومن كل التشنج الذي يجعل اي حادثة تحصل تؤدي الى سقوط ضحايا بين الجانبين''· وكان قتل الشهر الماضي شخصان وأصيب ثلاثة في اشتباك بين مؤيدين للقوات اللبنانية وتيار المردة بزعامة الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية المؤيد لسوريا في قرية بصرما في الكورة بشمال لبنان· ويعود الخلاف بين الجانبين الى ثلاثين عاما إذ يتهم فرنجية جعجع بالمشاركة في اغتيال والده طوني فرنجية نجل الرئيس السابق سليمان فرنجية في هجوم شنته ميليشيا مسيحية منافسة عند بيته في اهدن بشمال لبنان لكن جعجع ينفي ضلوعه في الاغتيال· واعتبر جعجع ان اتهامه ''واحدة من اكبر الظلامات في تاريخ لبنان الحديث''· وبعد احداث الشهر الماضي تسارع الحديث عن المصالحة بين تيار المردة والقوات اللبنانية وترددت الانباء عن اجتماع ثنائي سيعقد بين فرنجية وجعجع لنزع فتيل التوتر في الشمال· وقال جعجع لرويترز ''في اليومين الماضيين سمعنا اكثر من مسؤول في المردة يقول انهم لا يطلبون مشاركة الجنرال ميشال عون حليف فرنجية في الاجتماع لأسباب سياسية بل هم يطلبونه لاسباب عاطفية او نفسية او شخصية··· بالتالي اذا كان فرنجية يريد مشاركة الجنرال عون لاسباب شخصية ومعنوية وعاطفية فلا مانع لدينا''· اضاف ''اذا كان من هذه الزاوية وبهذا الشكل لا مانع لدينا ولكن لا يجب ان ننتقل الان الى البحث السياسي قبل ان نكون قد انتهينا من الشق النفسي والتاريخي والدموي والشخصي في هذه العملية''· وأوضح ''المهم ان يتم هذا اللقاء وان يكون نقطة تركيزه الرئيسية في اول مرحلة على انهاء ذيول احداث الشمال منذ ثلاثين عاما حتى الان وفتح صفحة جديدة والتخلص من التشنج النفسي الذي صار له ثلاثين سنة يتحكم بالمنطقة''· ومضى يقول ''من المفترض ان نطوي صفحة الماضي ليرتاح الجو النفسي في الشمال والتشنجات الحاصلة وبالتالي حتى لا نكون معرضين كل يوم والثاني الى مشكل دموي'' · وحذر جعجع من انه ''اذا لم تتم هذه المصالحة سيبقى هناك تاريخ طويل من الصراع الدموي··· وسيظل ثقل هذا التاريخ موجودا بكل لحظة على الساحة الشمالية وستظل الاجواء النفسية مشحونة وسنكون معرضين في كل مناسبة لاحداث لا تحمد عقباها''· وقال ''هذه نقطة التركيز الاساسية· أولا وأخيرا كنا نريد ان نصل إليها وفيما بعد ننتقل الى البحث السياسي اذا كان من الممكن ان نتوصل الى أي قواسم سياسية مشتركة أم لا انطلاقا من مواقف سياسية متباعدة على الساحة المسيحية''·