دندنة وطنطنة
من جماليات اللغة العربية أصواتها، فالدَّنْدنة أن يَتكلَّم الرجل بالكلام تسمع نَغْمته ولا تفهمه عنه لأنه يُخْفيه، والهَيْنمة نَحْوٌ منها، وقال ابن الأثير: وهو الدَّنْدنة أَرفع من الهيْنمة قليلاً، والضمير في حولَهما للجنة والنار، أَي في طلبهما نُدَنْدن، ومنه: دَنْدَن إذا اختلف في مكان واحد مجيئاً وذَهاباً، وأمّا عنهما نُدَنْدِن فمعناه أن دَنْدَنتنا صادرة عنهما وكائنة بسببهما. وقيل: طَنْطَن طَنْطَنة ودَنْدن دَنْدَنة بمعنى واحد.
وقال ابن خالويه في قوله حولهما ندندن: أَي ندور. يقال: نُدَنْدِنُ حول الماء ونَحُوم ونُرَهْسِم.
ومن الأصوات الخفية الرِّزُّ، بالكسر: وهو الصوت، وقيل: هو الصوت تسمعه من بعيد، وقيل: هو الصوت تسمعه ولا تدري ما هو. يقال: سمعتُ رِزَّ الرعد وغيره وأَرِيزَ الرعد.
والإِرْزِيزُ: الطويلُ الصوت، والرَّز أَن يسكت من ساعته.
ورِزُّ الأَسدِ ورِزُّ الإِبل: الصوت تسمعه ولا تراه يكون شديداً أو ضعيفاً، والجَرْسُ مثله. ورِزُّ الرعد ورَزيزه: صوته.
ثم الرِّكْز الصوت الخفيّ، وقيل: هو الصوت ليس بالشديد. وفي التنزيل العزيز: «أَو تَسْمَعُ لهم رِكْزاً»، الرِّكْزُ الصوت، والرِّكْز: صوت الإِنسان تسمعه من بعيد. وقيل:
وقد تَوَجَّسَ رِكْزاً مُقْفِرٌ نَدُسٌ بنَبْأَةِ الصَّوْتِ، ما في سَمْعِه كَذِب
وفي حديث ابن عباس في قوله تعالى: فَرَّتْ من قَسْوَرَةٍ، قال: هو رِكْز الناس، قال: الرِّكْزُ الحِسُّ والصوت الخفي فجعل القَسْوَرَةَ نفسها رِكْزاً، لأن القسورة جماعة الرجال، وقيل: هو جماعة الرُّماة فسماهم باسم صوتهم، وأصلها من القَسْرِ، وهو القَهْرُ والغلبة، ومنه قيل للأسد قَسْوَرَةٌ.
رضا ديب