تكتسب الأسواق الناشئة العالمية شعبية متزايدة مع تحول أنظار المستثمرين إليها، باعتبارها المنطقة الأكثر تفاؤلا بشأن الأداء الإيجابي لأسواقها خلال فترة الاثني عشرة شهرا المقبلة، وفقا لنتائج مسح بنك أوف أميركا ميريل لينش لآراء مديري صناديق الاستثمار. وأظهرت نتائج مسح شهر يوليو الجاري، تفضيل 34 في المئة من موزعي الأصول العالمية أسهم الأسواق الناشئة العالمية، مقارنة بـ 19 في المئة في مايو الماضي، وفيما أبدى 48 في المائة من المستثمرين تفاؤلهم بشأن أداء هذه للعام المقبل، وهذه ضعف النسبة المسجلة في مايو. وفي الوقت ذاته، أشار المسح إلى ارتفاع نسبة المشاركين في الاستبيان الذين توقعوا اقتصاداً صينياً أضعف إلى 39 في المئة من 3 في المئة، وانخفضت نسبة موزعي الأصول المبتعدين عن أسهم منطقة اليورو إلى 10 في المئة، مقارنة بـ 27 في المئة في يونيو الماضي. وفي نفس الوقت، توقع 17 في المئة من المستثمرين الأوروبيين أن يستمر اقتصاد المنطقة في تسجيل الأداء الضعيف، ما يشير إلى عودة توقعات الانخفاض في مؤشر الأداء الاستثماري على مستوى الاقتصاد العالمي وأرباح الشركات. وأظهرت النتائج أن 12 في المئة من المشاركين في الاستبيان توقعوا تردي حالة الاقتصاد العالمي خلال فترة الاثني عشر شهرا المقبلة، وهذه أول توقعات سلبية منذ شهر فبراير 2009 وتمثل تحولاَ كبيراً منذ شهر يونيو الفائت عندما توقع 24 في المئة من المشاركين في الاستبيان تحسن حالة الاقتصاد العالمي. وتوقع 4 في المائة من المشاركين في الاستبيان أن تسوء حالة أرباح الشركات في السنة القادمة، وهذه أيضاً أول توقعات سلبية خلال أكثر من عام. وتُقارن تلك التوقعات مع توقعات 28 في المئة من المشاركين في الشهر الماضي الذين توقعوا تحسن الأرباح. وقال 1 في المئة منهم أن الهوامش الربحية ستنخفض في العام القادم، مقارنة بـ 31 في المئة توقعوا تحسن الهوامش الربحية في مايو الماضي. وانخفضت شهية المخاطرة بين أوساط المستثمرين الذين تحولوا نحو الحصة النقدية وتخفيض الانكشاف تجاه الأسهم الدورية، وتمثل الحصة النقدية حالياً 4.4 في المئة من معدل الاستثمارات، مرتفعة بنسبة 4.1 في المئة مقارنة بشهر مايو. وقال 39 في المائة من المشاركين في الاستبيان أنهم يقبلون مخاطر أقل من العادية وهذه نسبة أكثر مرتين من النسبة المسجلة في مايو، وارتفعت الاستثمارات في القطاع الصيدلاني إلى أعلى مستوى منذ مارس 2009، وهو القطاع السوقي المعروف بانخفاضه. وقال جاري بيكر، رئيس دائرة استراتيجية الأسهم الأوروبية في شركة بنك أوف أميركا ميريل لينش للبحوث العالمية: “نرى في استبيان شهر يوليو بعضاً من توجهات المستثمرين التي عبروا عنها خلال فترة التباطؤ الاقتصادي أوائل عام 2009”. من جانبه، قال مايكل هارتنت، كبير المحللين الاستراتيجيين للأسهم العالمية في شركة بنك أوف أميركا ميريل لينش للبحوث العالمية: “انخفضت توقعات النمو والأرباح بمقدار الضعفين. وإن فشلت البيانات القادمة في تأكيد هبوط مضاعف، فإن أصول المخاطرة ستشهد فترة أفضل بكثير في الربع الثالث من العام”. خفض المشاركون في الاستبيان توقعاتهم تجاه الأسهم العالمية بينما توجهوا نحو السندات خلال الشهرين الماضيين. وانخفضت نسبة موزعي الأصول الذين يفضلون الأسهم إلى 11 في المائة من 30 في المائة في شهر مايو. كما انخفضت نسبة عدم تفضيل السندات إلى 15 في المائة مقارنة بـ 29 في المائة في مايو، بالرغم من معرفة المستثمرين بأن الأسهم تفقد قيمتها بشكل مضطرد والسندات ترتفع قيمتها على نفس المنوال. ويمثل انتشار التقديرات المحسوسة للسندات والأسهم هي الأكثر تباعداً منذ عام 2003. ولا يقتصر تجنب المخاطر على الاستثمارات طويلة الأمد، فقد خفضت محافظ التحوّط انكشافها على الأسهم إلى أدنى مستوى منذ مارس 2009. انخفضت مخاوف التضخم بشكل حاد، بينما ازدادت مخاوف النمو، وتوقع 12 في المئة من المشاركين في الاستبيان، أن ينخفض التضخم خلال السنة القادمة، وهذا تحوّل بارز مقارنة بشهر يونيو عندما توقع 12 في المئة نسبة تضخم أعلى. وكنتيجة لذلك، لا يتوقع المستثمرون مراجعة قريبة لمعدلات الفائدة في الولايات المتحدة أو منطقة اليورو، وقال 4 من كل عشرة مشاركين في الاستبيان العالمي أنهم يستبعدون أية زيادة في معدل الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قبل يوليو 2011، وتوقع 4 في المائة فقط زيادة هذا العام. وأظهر الاستبيان الإقليمي أن 47 في المائة من المستثمرين الأوروبيين لايتوقعون تغييراً في معدلات الفائدة من البنك المركزي الأوروبي قبل شهر يوليو 2011.