حذر نائب رئيس الجمهورية والقيادي في القائمة العراقية طارق الهاشمي أمس من أن العراق بات أمام مفترق طرق، أمامه إما الإصلاح وإما التقسيم والحرب الأهلية، كاشفا أن الاعتراضات على تولي العراقية تشكيل الحكومة المقبلة، طائفية. في حين دعا وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الولايات المتحدة إلى مساعدة الساسة العراقيين على تشكيل حكومة، قائلا إن عجزهم عن تحقيق ذلك أحدث فراغا قد يتفاقم. وقال الهاشمي في مؤتمر صحفي عقده بمقره في بغداد حضرته “الاتحاد” أمس إن “العراق اليوم عند مفترق طرق، وإن لديه فرصة أما أن يمضي به السياسيون نحو إصلاح الحال، أو أن تكرس الطائفية فيه والعرقية ويصبح بلد المكونات وليس بلد المواطنة، وهذا الأمر سيتجه بالعراق نحو التقسيم وربما الحرب الأهلية “. وأضاف “لم نكن ولن نكون جزءاً من المشروع الطائفي المطلوب تكريسه لأربع سنوات مقبلة، نريد حكومة قادرة ومؤهلة للتغيير والإصلاح”. وأكد أن قائمته متمسكة بحقها الدستوري في تشكيل الحكومة، وأن الرسالة التي وجهت إلى ائتلاف دولة القانون حول الاعتراف بحق العراقية وبمشاركة الآخرين في تشكيل الحكومة، لم نتلق ردها حتى الآن من دولة القانون. وألمح إلى أن الوقت بدأ ينفذ وربما ستكون هناك اتجاهات نحو الائتلاف الوطني العراقي الذي يرتبط مع القائمة العراقية بعلاقات طيبة، مؤكدا أن العراقية لاتسعى إلى سياسة المحاور أو التحالفات بل تسعى إلى توافقات لتشكيل الحكومة. وأكد الهاشمي أن الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال وما حصل في الجلسة الأولى من حجب القسم بالنسبة للأعضاء التنفيذيين بما فيهم مجلس الرئاسة غير صحيح، موضحا أن مجلس النواب هو من أعطى التفويض للحكومة بالعمل والمجلس قد استبدل بعد الانتخابات بمجلس جديد، لذلك فإن الحكومة لم يعد لها وجود بفض المجلس النيابي القديم. وحول المفاوضات الجارية بين الكتل السياسية قال إن ما يسمعه من المفاوضين خلف الأبواب الموصدة يثير الصدمة، لأن خطابهم طائفي صرف، وهم يؤكدون أن العراقية من مكون معين وهم من مكون آخر. وكشف أن اعتراض الآخرين على أن تشكل العراقية الحكومة هي اعتراضات طائفية لا علاقة لها بالدستور أو القانون. وذكر أن بعض الأطراف في قوائم لم يسمها، تقول إن المؤسسة لا تقبل بأن يتولى رئيس القائمة العراقية أو القائمة تشكيل الحكومة. وقال “عندما ذهبنا إلى المرجعية الدينية في النجف كان خطابهم واحدا ولم يكن هناك أي اعتراض على أي قائمة تشكل الحكومة وفق الدستور”. وأضاف “أن أحد المراجع قال لايهمنا أن يتولى رئاسة الحكومة مسيحي أو مسلم أو صابئي، المهم أن يخدم العراق والعراقيين”. وقال الهاشمي إن “بعض الجهات ألمحت إلى أن إيران هي من يعترض على العراقية ويتخوف منها، وعندما أرسل وفد من القائمة قيل لممثلي العراقية يمكنكم الحضور إلى إيران باعتباركم تمثلون الطائفة السنية، والقائمة رفضت الأمر لأنها تكتل سياسي وليس طائفي، ولم يحصل اللقاء مع المسؤولين الإيرانيين إلا بعد تدخل دولة صديقة لإيران” لم يسمها. وتابع أن “للقائمة رسالة تبلغها لكل الدول بأنها تحترم دول الجوار وتتمنى بناء علاقات طيبة معها، أما تشكيل الحكومة فهذا شأن عراقي ويتم تشكيلها في الداخل”. وأضاف أن ممثلي الجانب الإيراني قالوا لنا “إنكم مازلتم تمثلون العرب السنة ونحن لدينا 159 مقعدا في البرلمان للشيعة”. وتساءل إن كان الدستور العراقي قد أفرز الطوائف واستحقاقاتها في العراق، مشيرا إلى أن “القائمة العراقية تضم جميع الطوائف والمكونات”. وأكد الهاشمي أن الخلل في عملية تشكيل الحكومة لايكمن في السياسيين فقط، بل يكمن في الدستور الذي منح صلاحيات واسعة لرئيس الوزراء جعل بعض الجهات لاتتنازل عنه بسهولة. وبين أن المشروع الوطني الذي تتبناه قائمته يبدأ بالتغيير في بعض بنود الدستور التي بنيت على أسس خاطئة بشكل لا تسمح لأي رئيس وزراء قادم أن يضع الديمقراطية وراء ظهره. وقال الهاشمي إن أيا من الدول العربية التي زارها لم تطرح مشروعا يوحي بتدخلها في تشكيل الحكومة، بل إن الجميع كان يصر على عدم التدخل في شؤون العراق ويعرضون مساعدتهم في أي شيء يمكن أن ينهض من خلاله البلد. وأضاف أنه لا حصانة لأي مسؤول عراقي أمام الشعب لأنه موظف لديه، والشعب بحث عن الخلاص لذا فالمسؤول عليه توفير هذا الخلاص له، وإلا فإنه مفصول من الخدمة. من جهته دعا وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس الأول الولايات المتحدة إلى مساعدة الساسة العراقيين على تشكيل حكومة. وقال للصحفيين في واشنطن إن الولايات المتحدة يمكنها مساعدة الساسة العراقيين في الخروج من هذا المأزق. وأضاف “نحن نعتقد أنه يوجد دور لمزيد من المشاركة من أجل المساعدة والتشجيع والتسهيل لا لتحديد واختيار الحكومة القادمة أو الزعيم القادم، ولكن للاضطلاع بدور أكبر في هذه العملية”. واضاف زيباري “ولت الأيام التي كان فيها المسؤولون الأميركيون يجرون مقابلات مع المسؤولين والوزراء ونحو ذلك، فهذه عملية يقودها العراقيون ولكن نحن نعتقد أنه يمكنهم تقديم يد العون”. ورفض زيباري أن يوضح بدقة ماذا يريد أن تفعله الولايات المتحدة. وقال عن مساعي الساسة العراقيين لتشكيل حكومة جديدة “لم يحدث أي تقدم ملموس ولذا فإن هذه العملية كلما طالت بدون وجود حكومة زاد الفراغ أكثر فأكثر، ولذلك فان الوقت ذو أهمية بالغة”. 9 قتلى و19 جريحاً باعتداءات وتفجيرات بغداد (الاتحاد، وكالات) - قتل تسعة أشخاص وأصيب 19 آخرون أمس في تفجيرات وهجمات مسلحة في محافظات صلاح الدين وبغداد والأنبار وبابل. فقد أسفر انفجار سيارة ملغومة لدى مرور دورية للشرطة في شارع تجاري مزدحم في وسط مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين أمس عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 14 آخرين. كما أدى الانفجار إلى إتلاف ما يقرب من 30 متجرا وسط تكريت وشوهدت برك من الدماء في الشارع. وتدفقت قوات الشرطة إلى مكان الانفجار وهي تطلق الرصاص في الهواء. وقتل الانفجار أربعة رجال شرطة واثنين من المدنيين، ومن بين المصابين عدد من رجال الشرطة أيضا. وأفاد مصدر بوزارة الداخلية أن قذيفة مورتر سقطت في المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد حيث يوجد مقر الحكومة والسفارات الأجنبية، ولم يصب أحد بأذى. وفي هجوم آخر قتل شخص وأصيب ثلاثة آخرون بجروح بانفجار عبوة ناسفة في بغداد. وأوضح أن “شخصا قتل وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في انفجار عبوة ناسفة لاصقة على سيارة مدنية في شارع الشيخ عمر وسط بغداد”. الى ذلك، أعلن مصدر في شرطة الرمادي بمحافظة الأنبار “مقتل أحد عناصر الشرطة بهجوم مسلح صباح أمس بسلاح كاتم للصوت في حي الضباط”. وفي بابل قتل شرطي وأصيب اثنان آخران شمال الحلة عندما أطلق مسلحون مجهولون نيران أسلحتهم على سيارة كانوا يستقلونها.