رفعت الحملة الوطنية الثانية لمكافحة سرطان الثدي، التي أعلنت انطلاقها أمس اللجنة الوطنية العليا لمكافحة المرض · شعار ''معا من أجل مستقبل آمن من سرطان الثدي'' الذي يشكل أكثر الأمراض انتشارا بين النساء في الدولة بواقع 211 حالة في العام ،2007 واكتشاف الإصابة به من قبل الرجال· وجديد الحملة، التي ترعاها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيسة الفخرية للجنة الوطنية العليا لمكافحة سرطان الثدي، جائزة لثلاث فئات الأولى لسيدة مصابة ثابرت وتمكنت من السيطرة على المرض وعادت إلى حياتها العملية، والثانية لأفضل مؤسسة تقوم بنشر التوعية والإرشاد لموظفاتها وتوفر لهن الكشف بشكل دوري، وثالثة لأفضل فكرة لابتكار طريقة جديدة للتوعية بسرطان الثدي وطرح مبادرة إنشاء صندوق لدعم مبادرات مكافحة سرطان الثدي لدعم المصابات وأسرهن ولدعم الأبحاث الخاصة بسرطان الثدي· وللسنة الثانية على التوالي تتوجه الحملة إلى النساء ممن تفوق أعمارهن الأربعين عاما، فيما هذا العام قررت توجيه الورش لخدمة ثلاث فئات من المجتمع بما في ذلك الشريحة من 16-26 لتوعيتهن بأهمية الكشف المبكر، والشريحة الثانية تضم النساء أعمارهن 30-40 سنة حيث تستهدف السيدات المصابات وحصر الأعداد والالتقاء بهن للتعرف على مشاكلهن ورفع التوصيات بشأنها· فيما الفئة الثالثة تضم من أعمارهن من 30-40 سنة فما فوق من ربات البيوت والموظفات وتنظيم ورش عمل خاصة بهن في مختلف إمارات الدولة· ومن خلال حفل إطلاق الحملة للعام الثاني، أكد علي بن شكر مدير عام وزارة الصحة أن الوزارة أخذت على عاتقها تطوير البنية التحتية لخدماتها الوقائية والعلاجية والتوعوية في مجال مكافحة سرطان الثدي، حيث قامت بشراء 6 أجهزة للتصوير الإشعاعي للثدي الماموجرام، وتوزيعها على مختلف إمارات الدولة والرعاية الصحية الأولية من أجل جاهزية واستمرارية المسوحات الصحية في هذا المجال، فضلا عن تنظيمها حملات تثقيفية وفحوصات مبكرة بالتنسيق مع اللجنة الوطنية· وأعلن خلال مشاركته في الحفل نيابة عن معالي حميد القطامي وزير الصحة، عن توجه الوزارة إلى إنشاء ثلاث وحدات للحقن الوريدية في كل من إمارة الفجيرة، عجمان، رأس الخيمة خلال العامين 2008-2009 بما يسهل أخذ العلاج الكيماوي للمقيمين في الامارات الشمالية دون تحمل عناء التنقل، مشيرا إلى أنه تم البدء ببناء مستشفى خليفة بن زايد التخصصي برأس الخيمة، إذ يحتوي على قسم مرجعي متكامل للأورام السرطانية بسعة 140 سريرا· ولفت إلى أن عدد المصابين بسرطان الثدي والذي بلغ (221) حالة عام 2006 و211 حالة عام 2007 يشير إلى أن هناك ناقوساً دائم التذكير بأهمية وضع استراتيجية واضحة المعالم لمكافحة هذا المرض· وقال ابن شكر إن انطلاقة الحملة الثانية هذا العام هي دليل على تأكيد كافة الأطراف فيها أن اللجنة أخذت على عاتقها تحمل المسؤولية بجدية تتناسب ومستوى انتشار الداء، مشيرا إلى أن اللجنة الوطنية العليا للأورام السرطانية وضعت استراتيجية عامة لمكافحة الأورام السرطانية التي سوف يتم رفعها إلى وزير الصحة في القريب العاجل· ومن أولويات الاستراتيجية إنشاء وحدة تسجيل مركزي لأمراض السرطان حيث تم الاتصال، بحسب ابن شكر، مع الجهات المعنية داخل الدولة وخارجها لوضع آلية العمل والبدء بتحضير البرامج وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية· من جانبه، أعلن علي الكعبي رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر عن تخصيص عيادة متنقلة في كافة إمارات الدولة للتوعية بأهمية الفحص المبكر، ومحملة بكافة أجهزة الفحص· وقال الكعبي إن الحملة الوطنية الثانية لمكافحة سرطان الثدي تأتي في إطار اهتمام الدولة بصحة الإنسان الذي هو محور عملية التنمية، ومقصد قيادتها الرشيدة التي لم تدخر وسعا في توفير الخدمات الصحية المتقدمة وسبل العيش الكريم لمواطنيها والمقيمين على أرض الإمارات المعطاء· كما تأتي لحشد التأييد ولفت الانتباه للمهددات الصحية المتمثلة في سرطان الثدي وتعزيز قدرة المجتمع على مواجهته والتصدي لمخاطره من خلال الكشف الدوري المبكر وتدريب وتأهيل الكوادر الطبية وترقية الخدمات الصحية ونشر التوعية والتثقيف الصحي بما يحقق السلامة والأمان من الإصابة بالمرض· وأكد أن ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الثدي في الدولة من 6,6% إلى 10% يدفع الجميع لتعزيز الشراكة والعمل سويا من اجل توفير العناية اللازمة للمصابات، وتفعيل برامج التوعية والتثقيف الصحي والتركيز على أهمية الكشف الدوري والمبكر للحد من انتشار المرض· ولفت الدكتور أحمد المزروعي رئيس هيئة الصحة - أبوظبي إلى أن أبرز أهداف الحملة هو تحقيق الحياة الكريمة للمقيم والمواطن، مشيرا إلى أن الهيئة خصصت خمسة ملايين درهم للصرف على أعمال وجهود اللجنة العيا وبما يقلل من نسبة انتشار المرض بين السيدات· وأوضح أن خطورة هذا المرض تكمن في أنه المرض الأول من حيث الانتشار بين السيدات، مؤكدا على أهمية الكشف المبكر عن المرض في زيادة فرص الشفاء، خاصة حال اكتشافه في مراحله الأولى· وأكد أن نجاح الحملة في تحقيق أهدافها يعود لتكاثف الجهود الرسمية والخاصة في هذا الصدد· من جانبها، أوضحت الدكتورة روضة المطوع رئيسة اللجنة العليا لمكافحة سرطان الثدي بالدولة أن عدد المستفيدات من فعاليات الحملة الوطنية الأولى بلغ 20626 مستفيدة من ورش العمل والفحوص، علما أن 3081 سيدة أجرت الفحص السريري، و2050 أجرين الفحص الشعاعي بالماموجرام، مشيرة إلى أنه خلال إجراء الحملة تم اكتشاف حالات مصابة وهي في عمر 16 عاما، إضافة إلى اكتشاف 6 حالات إصابة بسرطان الثدي بين الرجال· وأكدت المطوع على توجه الحملة إلى كافة أرجاء الدولة حيث لا تفرق اللجنة بين مكان وآخر واستخدمت سبلا عدة بما يضمن تغطيتها الدولة ككل، مشيرة إلى الهدف الأساسي من الحملة هو بلوغ المرأة المقيمة والمواطنة أينما تواجدت· وتم التوجه إلى السيدات العاملات عبر زيارات نظمتها اللجنة للمؤسسات الحكومية لتوعيتهن بأهمية إجراء الكشف المبكر، إضافة إلى الاستفادة من خدمة الموبايل كار للمناطق النائية في دولة الإمارات العربية المتحدة لنشر الوعي بأهمية الكشف المبكر ولإجراء الفحص السريري والشعاعي وتنظيم ندوات ومحاضرات في الجامعات والمجالس والنوادي النسائية في مختلف إمارات الدولة ومعارض ومراسم ومسابقات وأنشطة أخرى · وأشارت المطوع إلى أنه وانطلاقاً من النجاح الذي تحقق للحملة الوطنية الأولى لمكافحة سرطان الثدي فقد حرصت اللجنة الوطنية العليا لمكافحة سرطان الثدي على استمرارية تنظيم مثل هذه الحملات خلال السنوات القادمة لنشر المزيد من الوعي والثقافة عن مرض سرطان الثدي ''الذي تشير البيانات عن تزايده بشكل كبير في دولة الإمارات'' إضافة إلى طرح مبادرات جديدة تهدف إلى احتضان السيدات المصابات لضمان توفير الخدمات المساندة لهن ولعائلاتهن والوصول إلى جميع الفئات المستهدفة من سكان الإمارات· وتهدف الحملة الوطنية الثانية تحت شعار ''معاً من أجل مجتمع آمن'' إلى توعية وتثقيف كافة الشرائح المستهدفة في إمارات الدولة ومدنها ومناطقها المختلفة لأهمية الكشف المبكر لسرطان الثدي، وتشجيع مؤسسات القطاع الحكومي والقطاع الخاص على تبني برنامج للتوعية والتثقيف عن سرطان الثدي موجة للموظفات العاملات في هذه المؤسسات ضمن الخطط السنوية ودعم السيدات المصابات من خلال التعرف على المشاكل التي يعانين منها والمساهمة في توفير الخدمات المساندة لهن· وتحدثت المطوع عن إنجازات اللجنة خلال العام 2007 والتي تم خلالها تنظيم الحملة الوطنية الأولى لمكافحة سرطان الثدي والتي كان من أهمها إعداد مقترح لمحاور الاستراتيجية الوطنية لمكافحة سرطان الثدي ورفعها للجهات المختصة وتشكيل فرق عمل في كل إمارة من إمارات الدولة لإعداد الخطط لنشر الوعي لأهمية مكافحة سرطان الثدي· كما تم إجراء مسح يسلط الضوء على الفئات العمرية المستهدفة في الدولة بالتنسيق مع الجهات المختصة وإجراء مسح للمتوفر من الأجهزة والمعدات بالتشخيص والفنيين والأطباء بهدف استطلاع الوضع الحالي وتحديد الاحتياجات للمرحلة المستقبلية ومن ثم التنسيق مع الجهات المختصة لسد هذه الاحتياجات والمشاركة في المؤتمر الدولي لسرطان الثدي المنعقد في واشنطن· وأكدت أن نشاطات وفعاليات الحملة غطت كافة إمارات الدولة واستفادت منها أعداد كبيرة من النساء من المواطنات والمقيمات وذلك من خلال المعارض وورش العمل التثقيفية وحملات التوعية والحملات الإعلانية المكثفة التي نفذتها اللجنة وقد بلغ عدد المستفيدات من أنشطة الحملة أكثر من مليون امرأة·