شهدت أسواق رأس الخيمة إقبالاً على شراء لحوم الجمال، عقب ارتفاع أسعار لحوم الأغنام والأبقار المحلية والمستوردة بنسبة 100%، بحسبما أكد تجار ومستهلكون بيّنوا أن مواطنين ومقيمين من فئة محدودي الدخل تهافتوا على الملاحم المنتشرة في منطقتي الدقداقة والخران لشراء لحوم الجمال التي يتراوح سعر الكيلوغرام منها بين 3 و5 دراهم· وتذبذبت أسعار لحوم الأغنام والأبقار ارتفاعاً وانخفاضاً منذ مطلع شهر رمضان الماضي، بسبب معدل إقبال المستهلكين، حيث راوح سعر رأس الماعز بين 450 و300 درهم· واشتكى عصام حسن من أن ارتفاع الأسعار الذي شمل كل شيء أثر ''كثيراً'' على أصحاب الدخول البسيطة، ودفعهم إلى البحث عن بدائل أرخص، لتوفير الغذاء لأنفسهم ولعائلاتهم· وقال حسن إنه لجأ لشراء لحم الجمل الصغير (القاعود) قبل شهرين بعد الارتفاع الجنوني الذي شهدته مختلف أنواع اللحوم الذي وصل إلى 100؟، لافتاً إلى أنه كان يبتاع الكيلوغرام من لحم الغنم الهندي أو الاسترالي المبرد المستورد بـ12 درهماً، ليصل سعره في الوقت الحالي إلى ما بين 30 و40 درهماً· وأشار حسن إلى أن أسعار الأغنام المحلية وأغنام الجزر المستوردة ازداد سعرها ليتراوح بين 50 و 70 درهماً للكيلوغرام الواحد، وصاحبه ارتفاع في لحوم البقر المجمدة المستوردة والمذبوحة محليا سواء الكبيرة أو العجول التي تراوح سعر الكيلوغرام الواحد منها من 25 إلى 40 درهماً· وقالت هويدا خليل إنها لجأت بعد ارتفاع أسعار لحوم الأغنام إلى شراء لحم الجمل، مشيرة إلى أن أبناءها لم يشعروا بالفارق بين النوعين لا في الطعم ولا في اللون ولا في الرائحة· واعتاد مسعود خان، وهو صاحب ملحمة في منطقة الخران، على جلب الجمال المذبوحة من مقصب الجمال في منطقة اللبسة في إمارة أم القيوين، حيث أكد أن الطلب ازداد على لحوم الجمال الصغيرة، إضافة إلى ازدياد الإقبال على أكباد الجمال، نظراً لرخص أسعارها مقارنة بأنواع اللحوم الأخرى· ولفت خان إلى أن لحوم الجمـــال الصغــيرة مطلوبــــة في معظم أوقات السنة، خصوصاً في أوقات الأفراح، التي يقيمها البدو في مختلف الإمارات· وكشفت دراسات علمية أن لحم الجمل يعد من أجود اللحوم وأفضلها للصحة· فإضافة إلى كونه سهل الهضم وعديم الرائحة، فإنه يمتاز بانخفاض نسبة الدهون والكولسترول وارتفاع البروتينات والكاربوهيدرات وبكثرة الألياف، وعللت الدراسات ذلك بأن الجمال تعتمد في غذائها على الحشائش الطبيعية الخالية من أي مـــواد مسمنـــة، فضلاً عن أن الدهون في الجمل تتركز في السنام وفي جلد البطن وهي مفصولة عن النسيج اللحمي· ويبلغ عدد رؤوس الجمال في الدولة 35 ألفاً و886 رأساً، وتعتبر مفضلة عند عرب الصحراء، كما أنها تحظى في الإمارات بالاهتمام والرعاية المتمثلة في توفير عيادات بيطرية، ومسابقات ومهرجانات سنوية· وقال المواطن راشد علي إن لحم القعود يعد ''سيد اللحوم''، حيث لا يحتوي على الدهون وغيرها مما يؤثر بشكل مباشر على صحة الناس في الوقت الحالي· وأيده المواطن سيف أحمد مضيفاً أن لحم الجمال ''لذيذ''، وما يزال يعد الوجبــة الرئيســـة التي يقدمها البدو في كثير من مناطق الدولة لضيوفهم· وأكدت المواطنة فاطمة راشد أن عملية طهي لحم الجمل الصغير ''لا تأخذ وقتاً''، كما أنها عديمة الرائحة وسهلة الهضم، مضيفة أن أبناءها يفضلون أكل العيش (الأرز) مع لحم الجمل، حيث يكون طعمه ألذ وأطيب، كما أنه لا يسبب ارتباك المعدة وليس له أضرار صحية