أعلنت وزارة الآثار المصرية أمس عن اكتشاف معبد أثري مشيد من الحجر الجيري للآلهة إيزيس من عصر الملك بطليموس الثاني، الذي حكم البلاد نحو 38 عاماً في القرن الثالث قبل الميلاد. وقال رئيس قطاع الآثار في الوزارة علي الأصفر في بيان: «إن المعبد اكتشفته بعثة مصرية في منطقة جبل النور الأثرية بمحافظة بني سويف الواقعة على بعد نحو 130 كيلومتراً جنوبي القاهرة، وأهميته ترجع إلى أنه أول معبد في هذه المنطقة لبطليموس الثاني الذي حكم مصر بين عامي 282 و246 قبل الميلاد». وأوضح وزير الآثار محمد إبراهيم الذي قام بزيارة إلى الموقع للإعلان عن الاكتشاف «أن هذا المعبد سيفتح المجال أمام المزيد من المعلومات التاريخية والتفاصيل الجغرافية عن عصر الملك بطليموس الثاني، ويلقي الضوء على واحد من أهم ملوك العصر البطلمي، والذي استمر حكمه ما يزيد على 36 عاماً». وشدد على ضرورة استمرار أعمال الحفائر الجارية بالموقع للتوصل إلى المزيد من التفاصيل والعناصر المعمارية المكونة للمعبد في أقرب وقت. من جهته، قال الأصفر: «إن المعاينة المبدئية للجزء المكتشف من المعبد ترجح أنه كان مكرساً للآلهة إيزيس، والتي احتفظت بشهرة واسعة على امتداد العصر البطلمي مثلما حظيت بمكانة رفيعة على مدار العصور الفرعونية»، وأضاف: إن الجدران الخارجية للمعبد تضم مناظر للملك بطليموس الثاني ويظهر خلفه «حابي إله النيل (في مصر القديمة) في أشكال متتالية تمثله حاملاً موائد تزخر بمختلف أشكال القرابين والتي تعكس ما تنعم به أرض مصر من خيرات»، لافتاً إلى أن البعثة اكتشفت داخل أروقة المعبد عدداً من الأواني الفخارية والقطع الحجرية، التي تحمل أسماء بطليموس الثاني. وقال رئيس البعثة منصور بريك إن من أهم النقوش، التي عثر عليها اسم المدينة التي أقيم فيها المعبد في حينها وهو «مرواه»، وأضاف: «إن المعبد الذي شيد من الحجر الجيري قد بني ضمن مستويين، الجزء الأرضي منه يتضمن الحجرات السرية، وهي مسقوفة وبحالة جيدة من الحفظ، والمستوى العلوي الذي يماثل المعابد الأخرى من حيث الصروح الثلاثة والغرفة المقدسة». وأضاف إن ما تضمنته النقوش من عدد كبير من المشاهد يشكل دلالة على مستوى الرخاء، الذي عاشته مصر في تلك الفترة. (القاهرة - وكالات)