الإنترنت والفن العربي
المتأمل للأفلام السينمائية في الغرب يلاحظ وفرة في الأفلام التي تتحدث عن ثورة المعلومات، والانترنت، وتأثيرهما على الحياة بشتى جوانبها· فالجيل الجديد الذي يقف حائرا أمام تعقيدات الحياة المعاصرة، ربما أضافت إليها شبكة الانترنت مزيدا من التعقيد·
على صعيد الطالب في مدرسته أو في جامعته على سبيل المثال، قد نجده بدلا من تحضير واجبه المدرسي، نراه متنقلا بين جهاز الكمبيوتر، والهاتف المحمول، باحثا عن رسالة الكترونية تصل إليه من صديق أو قريب·
الأجيال الجديدة تعودت على الانترنت، وبعضهم أدمن عليها، والمطلوب أن يتناول الفن هذه المشكلة، ويحاول علاجها، لتحويل الشباب المراهق الحائر وجعله عنصرا فاعلا ومتفاعلا مع مجتمعه، ويسهم في رقيه وتقدمه·
شبكة الانترنت تركت تأثيرا من درجة ما على العديد من جوانب حياتنا الاجتماعية والثقافية والفنية وغيرها، وليس في الغرب فحسب، كونهم أكثر استخداما واتقانا للشبكة العالمية ودورها، وإنما في مجتمعات العالم كله، بما فيها العالم الثالث·
وربما ليست السينما وحدها هي الوسط الوحيد، للتعبير عن ثورة المعلومات، وتأثيرها على مجمل جوانب حياتنا، فهناك الرسم، والنحت، والشعر، والرواية، ولكل من هذه الفروع الفنية، دوره في تناول هذه الثورة المعلوماتية التي لا تهدأ عند حد·
من خلال متابعتي المتواضعة، وجدت أن صحافتنا العربية لم تقصر في تناول مشكلة الشباب والانترنت، وكذلك فعل كتاب الأعمدة العربية في الصحف العربية، وكذلك الحال بالنسبة إلى التحقيقات الصحفية، هناك تركيز على المشكلة، وتناولها ووضع الحلول لها·
غير أن الغالب عليها، وهو شيء مطلوب، التعرض لجانب واحد، ألا وهو المشكلات الناجمة عن الاستخدام السيئ للانترنت، وخصوصا الدردشة الفورية، وقضاء الشباب لكثير من أوقاتهم أمام شاشات الكمبيوتر لهذا الغرض·
ذلك لا يكفي· السينما العربية على حد علمي، لم تتطرق، للانترنت وثورة المعلومات، حيث لم أجد حتى فيلما عربيا واحدا كان للانترنت وثورة المعلومات عموما، فيه نصيب· صحيح أنه لا يمكن إملاء الموضوع على الفنان، أو المخرج، أو النحات، أو الشاعر، ولكن، حبذا على سبيل المثال، لو يخرج علينا مخرج سينمائي عربي، بفيلم يدخل فيه بعض جوانب ثورة المعلومات والكمبيوتر وتأثيرهما على شخصيات الفيلم، في خلطة فنية تعكس واقعا عربيا معاشا·
في مجتمعنا العربي، هناك مشكلة سوء استخدام للانترنت، والهاتف المحمول، والكاميرا الرقمية، وغيرها، وكلها أصبحت في متناول أيدينا، فهل يعقل أن تبقى بعيدة عن التناول في الأعمال الفنية المختلفة؟
منصور عبدالله
internet_page@emi.ae