لا أحد يريد من مضيق هرمز إلا المرور الآمن للملاحة الدولية، ولا أحد يريد من إيران إلا وقف تدخلاتها في شؤون الدول الأخرى، وتفكيك أذرعها الإرهابية المنتشرة في المنطقة للتخريب والفوضى والفتن.
في البحرين، ينعقد حالياً اجتماع موسع لممثلي 24 دولة للتنسيق في مواجهة الممارسات المرفوضة لإيران والتوافق على مهمة لحماية عبور ناقلات النفط والسفن التجارية من أي مضايقات، وسط تأكيد على ردع كل ما يهدد الأمن والسلم في هذه المنطقة الاستراتيجية.
الإمارات كانت سباقة في تأكيد دعمها كل المبادرات الدولية التي تحفظ أمن الملاحة، وتشديدها على أن الاستقرار أساسه احترام السيادة وعدم التدخل. لكن من منطلق رؤيتها الواضحة جداً، حرصت على تكذيب المزاعم التي حاول الإعلام القطري الأهوج والطائش تسويقها بأن لقاء حرس الحدود والسواحل الإماراتي الإيراني الروتيني المرتبط بقضايا صيد وتهريب، يشكل تغييراً في سياسة الدولة لجهة الابتعاد عن السعودية.
شق الصف الإماراتي السعودي سواء من باب اليمن أو إيران أو أي باب آخر مستحيل. الرد حاسم وقاطع ضد كل الأصوات الشاذة قطرية كانت أو إيرانية للوقيعة بين الأشقاء.
والمضحك أن النظام الإيراني يتبجح كذبا باستعداده للحوار مع الرياض، وفي الوقت نفسه يحرض على احتجاجات في البحرين ويصعد تجاربه الصاروخية واستفزازاته البحرية ليؤكد ألا وجود في سياسته لمصطلح حسن النية. لا أحد يضمر الشر للشعب الإيراني، لكن لا يريد النظام الحاكم لهذا الشعب أي تهدئة، وأي حوار، وأي حل.

"الاتحاد"