هناء الحمادي (الشارقة)

تعزف بمهارة فائقة مثلما يؤدي الكبار الذين شقوا طريقهم إلى العالمية، لم تكن تدرك أن هواية العزف على آلة «الأورج» ستوصلها إلى تعلم أسرارها وتفتح أمامها باب المشاركة في المناسبات الوطنية وحفلات التخرج الجامعية. علياء عبد القادر من أصحاب الهمم «الصم» تبلغ 14 عاماً، حجزت لنفسها مقعداً في مدرسة الأمل للصم، لتواصل تعليمها حتى مرحلة الثانوية العامة، قصتها بدأت منذ كان عمرها عاماً ونصف العام، فهي البنت البكر في العائلة، أحبها الجميع وفرحوا بقدومها، وجدها هو من اكتشف معاناتها.

العصب السمعي
تقول والدتها لطيفة أشرف: بعد مرور عامين من ولادة علياء اكتشف جدها معاناتها، حيث كان غالباً ما يفتح الراديو ليسمع الأغاني القديمة وكانت علياء تجلس بجانبه، وكلما أخفض الصوت، كانت علياء ترفع الصوت مؤكدة أنها لا تسمع شيئاً، وتكرر الموقف مرات، فطلب مني إجراء فحوص على أذنيها، وبالفعل اكتشفنا أنها تعاني وجود سائل خلف طبلة الأذن كان يعيق أن تسمع كل شيء ويؤثر على العصب السمعي.
لم يتوقف الأمر علي ذلك بل كانت الطفلة الصغيرة تتفوه بكلمات غير مفهومة، هذا ما شعرت به والدتها التي لم تفقد الأمل، وأجريت لها عملية جراحية في الأذن وتم وضع سماعة، لتبدأ بعد ذلك رحلة الدخول إلى الروضة الأولى بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وعلى مقاعد الدراسة بدأ تتعلم وتتفوه بالكلمات والأحرف لتنتقل إلى الروضة الثانية بتفوق، لكن بعد ذلك انتقلت إلى مركز خاص لظروف خارجة عن الإرادة حتى الصف الثالث، لكن ما لم يكن في الحسبان تدهور مستواها التعليمي، لتعود بأدراجها إلى مدرسة الأمل للصم، التي استقبلتها بكل حفاوة واهتمام وتركيز.

لغة الحوار
علياء وهي في الصف العاشر أصبحت تعتمد على نفسها وبدأت تتحدث مع والدتها من خلال الشفاه وليس الإشارة، وتقول والدتها عن ذلك: بالفعل حديثي مع علياء يكون بالمحادثة ولكن بتأن لأعرف احتياجاتها ومتطلباتها ورغم وجود بعض الصعوبات من أخوتها الذين لا يعرفون ماذا تطلبه، إلا أنني أكون مترجمة لأبنائي، وبهذه الطريقة تفاعلت علياء، وأصبحت تنطق الكلمات والأحرف بشكل جيد.

عزف الأورج
وحول هوايتها، أوضحت أن ابنتها تعشق الأورج، حيث تعلمت فنون العزف على الكثير من المقطوعات الموسيقية بفضل معلمة التربية الموسيقية في المدرسة، لتلتحق بالمركز الفني الجميل في المدرسة نفسها وتتعلم وتتدرب 4 ساعات على الكثير من المعزوفات الموسيقية الوطنية وغيرها، وهي تسير على هذا الحال منذ سنوات، لكونها ترغب بشدة في التعلم، خاصة عندما لاحظت أن أفراد أسرتها يفتخرون بما تقدمه من معزوفات.
رغم خجل علياء عبد القادر إلا أنها استطاعت أن تعتمد على نفسها وتمارس هوايتها أمام الجمهور منذ بداية المشاركة في الفعاليات بالمدرسة وخارجها.

هواية الرسم
رغم امتلاك الطالبة علياء عبد القادر المهارات الرياضية إلا أن لديها هواية أخرى وهي الرسم، حيث تعشق كل ما يلفت انتباهها، لتعبر عنه بمزج الألوان في لوحاتها الفنية التي تجد فيها الكثير من الفرح والتفاؤل والحياة الجميلة.