وضع المرشحان الجمهوري جون ماكين والديمقراطي باراك أوباما خططاً سرية للانتقال إلى البيت الأبيض بسلاسة في حال فوز أحدهما بمنصب الرئاسة· وسيكون أمام الفائز في الانتخابات الرئاسية فترة لا تتعدى 77 يوماً لتسلم السلطة وتغيير آلاف من موظفي الحكومة ورسم خط جديد للإدارة الأميركية· ومنذ أول انتقال للسلطة في العام 1797 من الرئيس جورج واشنطن إلى خلفه جون ادامز، أصبح هذا انتقال السلطة يتم بصورة أكثر تنظيماً خاصة منذ الحرب العالمية الثانية· لكن في 2009 وعند انتقال السلطة من جورج بوش إلى خلفه، سيواجه المرشح الفائز جملة من المشاكل من أزمة مالية خانقة وحربين في العراق وأفغانستان· وقال دارل ويست مدير دراسات الحكم في معهد بروكنجز ''علينا أن نعود إلى 1933 لنعثر على انتقال للسلطة بدرجة التحدي نفسها التي سيكون عليها الانتقال المقبل''، في إشارة إلى انتقال السلطة إلى الرئيس السابق فرانكلين روزفلت خلال أزمة البنوك، وأضاف ويست أن ''اقتصادنا سيى، ونخوض حربين ولا توجد أموال تمكن الرئيس المقبل من معالجة هذه المشاكل الكبرى''· وعلى عكس الدول التي لا يتغير فيها الموظفون الحكوميون، فإن العديد من المناصب في الحكومة الأميركية تتم بتعيينات سياسية مما يعني أن الرئيس المقبل سيغير مجموعات كاملة من الموظفين· وترددت حكايات في السابق عن دخول الموظفين الجدد إلى البيت الأبيض بعد مراسم تعيين الرئيس ليجدوا أجهزة الكمبيوتر وقد انتزعت منها اجزاء رئيسية، والمكاتب وقد خلت منها الملفات بشكل جعلهم عاجزين عن اداء عملهم· وعلى سبيل المثال، لم يكن الرئيس هاري ترومان يعرف أي شيء بخصوص برنامج أميركي لإنتاج الأسلحة النووية عندما تسلم السلطة عقب وفاة روزفلت في ·1945 وذكرت مارثا كومار، أستاذة العلوم السياسية في جامعة تاوسون والمتخصصة في انتقال السلطة، أنه ''عقب الانتخابات مباشرة، نتوقع خاصة إذا كان الفائز هو أوباما، وضع فريق لصنع القرارات''· وسيضم هذا الفريق رئيس موظفي البيت الأبيض ومدير شؤون الأفراد والمستشار القانوني للرئيس وفريق الإعلام ومستشاري الأمن القومي ومسؤولي المجلس الاقتصادي الوطني ومدير الميزانية· ويعتقد أن أوباما سيتحرك بسرعة لتعيين وزير للدفاع (ورد اسم وزير الدفاع الحالي روبرت جيتس كمرشح محتمل)، ووزير للخزانة· ويرئس جون بوديستا الذي كان رئيسا لموظفي البيت الأبيض في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون، فريق أوباما لانتقال السلطة، فيما اختار ماكين لهذه المهمة جون ليمان الذي كان وزيراً للبحرية في إدارة الرئيس ريجان