قامت منظمة الأوبك مؤخراً بنشر تفاصيل مشاريعها المتعددة التي تبلغ تكلفتها الاجمالية نحو مليار دولار من قبل الدول الأعضاء بهدف رفع سعة الخام بحوالى 5 ملايين برميل في اليوم الى اجمالي يبلغ 37,9 ملايين برميل يوميا بحلول العام ·2010
وجاء في ميدان معظم الزيادة في واردات الاوبك سوف تأتي من منطقتي الشرق الأوسط وشمال افريقيا أما أعضاءها في خارج المنطقة فإن نيجيريا هي الوحيدة التي سوف يظل انتاجها في ارتفاع بينما تناضل كل من فنزويلا واندونيسيا في المحافظة على مستويات الانتاج الحالية والى ذلك فقد استمر المنتجون في منطقة الشرق الاوسط يستثمرون كميات هائلة من الايرادات التي تدفقت عليهم لأكثر من ثلاثة اعوام في ارتفاع اسعار النفط من أجل زيادة السعة ورفع مستوى حصتهم المستقبلية من الكعكة والاستجابة في نفس الوقت لمطالب المستهلكين بالمزيد من السعة الانتاجية الاحتياطية· وفي سبيل الحفاظ على دورها الرائد في منظمة الاوبك وكأكبر منتج وحيد في العالم للنفط فإن البرنامج السعودي في توسعة الانتاج بات يعتبر الاكثر طموحاً·
فقد حددت الرياض هدفا لزيادة السعة بمقدار 12,5 مليون برميل يوميا على الاقل بحلول العام 2010 من مستوى 11 مليون برميل يوميا في الوقت الحالي تماما كما ان المشاريع التي سوف تواكب هذا الهدف اصبحت اصلا تحت الانشاء ومن المفهوم ايضا ان تطوير النفط بمقدار 500,000 برميل يوميا في حقول ابو مدرية وفاضلي وخور سينه قد دخلت مرحلة الانشاء، بينما طرحت اول مجموعة للأعمال للمناقصات في حقل خريس الذي سيبلغ انتاجه 1,2 مليون برميل يوميا بالاضافة الى توسعة حقل شيبه بمقدار يتراوح ما بين 250 و300 ألف برميل يوميا في الوقت الذي تمضي فيه التحضيرات قدما في تطوير حقل النعيم بطاقة قدرها 100,000 برميل يوميا·
ويبدو ان دولة الامارات العربية أيضا تمكنت من تحقيق أهدافها حيث أعلن وزير الطاقة محمد بن ضاعن الهاملي في نوفمبر المنصرم ان السعة سوف تزاد الى 3,5 مليون برميل يوميا خلال فترة السنوات القليلة المقبلة من مستوى 2,6 مليون برميل حاليا بل الى اكثر من مقدار الثلاثة ملايين برميل يوميا التي اشير اليها من قبل· ومرة أخرى هناك العديد من المشاريع التي تمضي قدما لتحقيق هذا الهدف·
وأكبر هذه المشاريع حجما هو توسعة حقل زاكم العلوي بطاقة 200,000 برميل يوميا الذي يجرى تنفيذه بمساعدة العملاقة الاميركية مؤسسة اكسون موبيل، اما شركة أبوظبي لعمليات النفط البحرية 'ادكو' فهي تخطط ايضا لزيادة الانتاج في امتيازاتها الى مستوى 400,000 برميل يومياً· وعلى كل ففي ظل انتهاء صلاحية عقد امتياز الشركة في غضون فترة تقل عن عقد من الزمان فإن شركاءها الاجانب في اماكن أخرى في المنطقة بات من المقدر ان يندفعوا في اعمال التوسعة قبل ان تعمد الى انفاق كميات هائلة من الاستثمارات·
أما الكويت فهي تهدف من جانبها الى انتاج 3,2 مليون برميل يوميا بحلول العام 2010 من مستوى 2,6 مليون برميل حاليا والى مستوى 4 ملايين برميل يوميا بحلول العام ،2020 وسوف يأتي جزء من هذه الكمية من مركز تجميع الروضتين الذي تأخر البدء فيه والذي يستضيف انتاجا بحوالى 200,000 برميل يومياً·
أما سلطنة عمان التي تتمتع بمقعد المراقب في منظمة الأوبك فهي الأكثر انفتاحاً في مواجهة انخفاض الانتاج الذي تراجع الى حوالى 770,000 برميل يوميا في عام 2005 من مستوى 785,000 برميل في العام الاسبق· والآن فإن شركة عمان لتطوير البترول التي تساهم بمعظم انتاج السلطنة باتت تمضي بنجاح في تعزيز مشاريع استرداد النفط في حارويل وقرن علم بهدف زيادة الانتاج ابتداء من العام 2008 ويذكر ان مشروع حارويل تلقى القرار النهائي بشأن الاستثمارات في العام الماضي بعد تمديد فترة امتياز شركة عمان لتطوير البترول الى 32 عاما في أواخر العام ·2004
وعلى كل فإن الاحباط الذي ساد اوساط الحكومة بسبب تأرجح مستوى الانتاج من قبل شركة المشاركة التي تقودها مجموعة رويال دوتش شل يمكن تفسيره في القرار الذي تم اتخاذه في مايو الماضي بتحويل المسؤولية في مشروع مخيزنه الذي تبلغ قيمته ملياري دولار الى تونسير تيوم تقوده مؤسسة اوكسيدنيتال للبترول الاميركية·
وبينما ينصب جل تركيز قطر على انتاج الغاز الا ان زيادة السعة النفطية عادت مرة أخرى ضمن اهتمام الدولة بهدف جديد يضع الانتاج في مستوى 1,1 مليون برميل يوميا بحلول العام ·2010 ومعظم هذا الانتاج الاضافي سوف يأتي من تطوير حقل الشاهين بقيمة تبلغ 5 مليارات دولار·