أحمد عبد العزيز (أبوظبي) استعرض أطباء مشاركون في المؤتمر الثاني عشر لـ«صحة الطفل»، أمس الأول، العلاج المناعي الذي يعد آخر ما توصلت إليه الأبحاث والابتكارات الطبية في الولايات المتحدة الأميركية للقضاء على سرطان الدم «اللوكيميا» في وقت وجيز، وذلك بعد حصول العلاج الجديد على اعتماد هيئة الغذاء والدواء الأميركية. نظمت المؤتمر شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» الذي عقد أمس الأول في فنـدق روزوود بجزيـرة المارية بأبوظبي، ويختتم أعماله اليوم، ويشـارك فيه متحدثـون من كبار الأطباء من أربعة بلدان هي الإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا واليابان، لمناقشة العديد من القضايا الصحية المتعلقة بصحة الطفل في مختلف مراحله العمرية. وقال دكتور ديفيد تيتشي، طبيب وباحث في مستشفي طب الأطفال - فلادلفيا بالولايات المتحدة الأميركية، لـ«الاتحاد»: «إن مبدأ العلاج المناعي يقوم على منح الجسم القدرة على مقاومة أمراض بعينها، ونحن ابتكرنا هذا العلاج لمحاربة مرض السرطان، وتحديداً سرطان الدم، بهدف عودة جهاز المناعة وتحفيزه على مقاومة ومحاربة الخلايا السرطانية مرة أخرى وتحجيمها، من خلال تطوير الجهاز المناعي». وأضاف: «خلال السنوات الخمسين الماضية كان التعامل مع سرطان الدم المعروف بـ«اللوكيميا» من أصعب الأمراض في العالم، وكان العلاج لحالات سرطان الدم الحادة لا يؤدي إلى أي نسب شفاء، وبعد مضي نصف قرن أصبح من الممكن أن تصل نسب الشفاء إلى 80%، في الوقت الذي انتشر فيه سرطان الدم «اللوكيميا» في أنحاء العالم، خاصة بين الأطفال، وهذا ما دفعنا إلى البحث عن دواء وعلاجات جديدة، من خلال العلاج المناعي». تطوير العلاج المناعي وأوضح أن مستشفى الأطفال في فلادلفيا عمل على تطوير العلاج المناعي أو المعروف بالعلاج المستقبلي المضاد (Chimeric AntigenReceptor T Cells)، وهو العلاج الذي يستخدم الجهاز المناعي في الجسم لتدمير الخلايا السرطانية، ونجحنا عبر السنوات الماضية في علاج العديد من الأطفال، بعد تطوير العلاجات بشكل تصاعدي، وبدأ عدد الأطفال الذين يتماثلون للشفاء بعد الخضوع للعلاج يتزايد، حيث كان في البداية عددهم طفلان اثنان في العام، والآن أصبحت نسب الشفاء مرتفعة، حيث وصل إلى شفاء طفلين كل أسبوع، وذلك بعد أن تم تطوير العلاجات بالتعاون مع شركة إحدى كبريات شركات الدواء، وحصل على اعتماد هيئة الدواء والغذاء الأميركية مؤخراً، وهو العلاج الجيني المناعي الأول للأطفال والبالغين الذي يتم اعتماده من هيئة دواء في الولايات المتحدة. وأشار إلى أن العلاج المناعي ساهم في شفاء العديد من الأطفال، وعلى خلاف العلاجات الكيميائية أو الإشعاعية السابقة، والتي كان تعود الخلايا السرطانية بعد تلقي العلاج خلال فترة عامين، إلا أنه بعد الملاحظة للعلاجات المناعية تبين أن أكثر من 60% من الحالات التي شفيت لمدة خمسة أعوام من دون أن تتجدد الخلايا السرطانية. ولفت الدكتور تيتشي إلى أن العلاجات المناعية أو المعروفة بالعلاج المستقبلي المضاد (Chimeric Antigen Receptor T Cells) لا تسبب الآثار الجانبية المصاحبة للعلاجات التقليدية، مثل الإعياء الشديد بعد تلقي جرعات العلاج، والحمى، والتي تتسبب في بقاء المريض في العناية المركزة، علاوة على انخفاض مدد تلقي العلاج. دور الأطباء وأكد أن الأطباء المعالجين عليهم دور مهم جداً، وهو اكتساب الخبرات في معرفة الوقت الملائم للبدء في العلاج، حيث إن التوقيت مهم جداً لبدء العلاج الجيني عبر الجهاز المناعي، وعليه فإن استعداد الجسم يؤدي إلى فعالية أكبر للعلاج، الأمر الذي يؤدي إلى ضرورة تحديد الفريق الطبي للوقت الملائم لبدء خطة العلاج حتى يمكن الحصول على أفضل النتائج، وفي وقت قصير، ما يساهم في تحسن حالة المريض الصحية.وأوضح أن هذا النوع من العلاجات ينتشر بشكل كبير، ووصل إلى أوروبا وآسيا، إضافة إلى الولايات المتحدة، ونستقبل مرضى من جميع أنحاء العالم، وفي مستشفى طب الأطفال - فلادلفيا تلقينا نحو 200 مريض، وتم علاجهم من دول مختلفة، ومن داخل الولايات المتحدة استقبلنا 500 مريض، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى نحو 1000 مريض. ثلاث مراحل للجرعات وعن أساليب إعطاء الجرعات، قال الدكتور تيتشي: «إن الجرعات تتم على ثلاث مراحل، حيث إن الدفعة الأولي تستهدف إعداد الجسم والتأكد من تأقلمه مع العلاج، وبعدها يتم إعطاء دفعتين أخريين للبدء في مهاجمة الخلايا السرطانية وتدميرها، والتي تستغرق أسابيع». التشخيص المبكر للتوحد وتثقيف المجتمع يساعدان في علاج الحالات قال الدكتور ناثن بلوم، رئيس قسم طب الأطفال السلوكي بمستشفي طب الأطفال - فلادلفيا بالولايات المتحدة: «إن التشخيص المبكر للتوحد، وتثقيف المجتمع، يساعدان في علاج الحالات، وتحسنها»، مؤكداً أهمية الفحص المبكر لاضطرابات السلوك والاضطرابات العقلية التي تقود لمعرفة إصابة الأطفال بالتوحد. وأضاف: «إن العلاجات تستغرق وقتاً أطول، لذا فإن الهدف من الوجود في دولة الإمارات هو تبادل الخبرات والتدريب مع العاملين في القطاع الصحي والمختصين في هذا المجال»، مشيراً إلى أن علاجات اضطراب التوحد تتم في المدارس والمنازل أيضاً، وعلى ذلك لابد من تدريب المحيطين بالأطفال المصابين باضطراب التوحد، الذي يتطلب شهوراً وربما سنوات من العلاج والمتابعة، وبالتالي فإن تدريب المحيطين من أهم العوامل المساهمة في تحسن حالات التوحد». وأضاف: «إن في الولايات المتحدة لدينا مختصين في الاضطرابات السلوكية للأطفال، ويشاركون في برامج مخصصة لتدريبهم، لذا فإن هناك فرصة للعاملين في هذا المجال أن يحصلوا على العديد من البرامج التدريبية المتخصصة في هذا الشأن، لا سيما أطباء الأطفال المختصين بعلاج حالات التوحد والاضطرابات السلوكية». وأشار إلى أن الأبحاث توصلت إلى أن الكشف والعلاج المبكرين للحالات المصابة بالتوحد من الأمور الفعالة بشكل كبير، وعليه فإن كل أطباء الأطفال في الولايات المتحدة يتم تعريفهم بالفحص والكشف المبكر للأطفال في عمر 18 شهراً و24 شهراً. ولفت إلى أن التكنولوجيا الرقمية يمكن أن تساعد في تحسن حالات الأطفال المصابين بالتوحد، حيث إن الألوان والأشكال يمكن أن تؤدى إلى التواصل وإضافة مهارات اللغات عبر الحواسيب اللوحية والهواتف الذكية التي تضم العديد من البرامج التي تحسن النطق والتواصل عبر الصور والألوان، ولكن بالقدر والوقت الذي لا يسبب ضرراً للأطفال.