مع مرور الزمن تتغير الكثير من العادات والتقاليد وهو أمر يعتبر من سُنة الحياة·· ولكن ما نتحسر عليه هو تلك العادات الجميلة التي نتذكرها دائماً بعد أن فقدناها، بعد أن كانت الأسرة متعاضدة وكل واحد من الأسرة يسند الآخر ويقف بجانبه في الشدائد والملمات وكانت الأسرة الواحدة تجتمع يومياً على الغذاء·· الكبير يعطف على الصغير والصغير يحترم الكبير ويستفيد من خبرته وتجاربه·
كان الفرد في ذلك الزمن الجميل دائم السؤال عن أهله وأقاربه وكان الجيران مثل الأهل، بل أكثر وعادات التزاور اليومي بينهم لا تنقطع كما أن التعاون بينهم لا حدود له·
وعندما تضطر ظروف البعض منهم للسفر فإنه يسافر وهو مطمئن القلب والبال لأن أهله برعاية جيرانه الطيبين، أما الآن فأصبح دوام الحال من المحال فقد اختفت تدريجياً الكثير من تلك العادات الجميلة والحلوة، وأصبحنا لا نراها إلا في المسلسلات القديمة، ولا نجد في هذا الزمن إلا عقوق الأبناء وعدم احترامهم لأهلهم، بل قد تصل الأمور في بعض الأحيان الى الاعتداء عليهم ، وللأسف تقلبت وتغيرت النفوس وأصبح الجار لا يتحمل الأخطاء البسيطة لجاره، كما صار الناس منشغلين في زحمة روتين العمل اليومي ومنطوين على أنفسهم بسبب الالتزامات التي تزداد يومياً، ليس هذا فقط بل غاب الجانب الاجتماعي والإنساني وغدت حياتنا بائسة·· لا طعم لها ولا لون·
محمد خميس السويدي - أبوظبي